الجنة تحتفل بمولد شهيد الإنترنت"خالد سعيد"

أخبار مصر



كريم شعبان

فى مثل هذا اليوم وضعت ام مولودا اسمه خالد محمد سعيد حافظ عام 1982 فى مدينة الاسكندرية .

تربى خالد بين جنبات مجتمع يعيش تحت الظلم والفساد ولاضطهاد والكبت السياسى فنشأ على كره النظام .

قال عنه اصدقائه انه طيب خلوق بسيط يحب من يحبه ويبغض من يبغضه .

من هو ؟

هو واحد من أولئك الشباب المصري الأصيل إبن الناس المتربيين الشرفاء الكرماء الذين يعبرون عن وجه وأخلاق مصر الحقيقية... من أولئك الذين تصادف أغلبهم في داخل الأحياء المصرية يحدثونك بكل براءة وعفوية عن أنفسهم وطموحاتهم وأفراحهم ونجاحاتهم وإحباطاتهم ومآسيهم وعن حبهم لوطنهم مصر ؛ كأنك تعرفهم ويعرفونك منذ سنوات دون أن ينسوا قبل وداعك عرض مساعدتهم لك إذا كنت في حاجة لخدمتهم أو حمايتهم ونجدتهم ومروءتهم خاصة عندما تكون قاطنا لسبب أو لآخر فترة قد تطول أو تقصر بين ظهرانيهم في بلدهم.


حكاية خالد مع النظام مبارك


بتاريخ 6 يونيو 2010م وخلال تواجده مع غيره من الشباب المصرى الاصيل داخل مقهى إنترنت في منطقة كليوباترا بمدينة الأسكندرية ، دخل عليهم عنصران من مخبري شرطة قسم سيدي جابر وطلبوا من الجميع الوقوف وإبراز بطاقاتهم. وشرعوا في تفتيشهم ذاتيا بطريقة إستفزازية يتقنها مخبروا أقسام الشرطة ويستخدمونها عندما يكون لديهم أهدافا خفية .... وكاد يفلح إستفزازهم في إثارة غضب الشاب خالد سعيد . فأبدى إعتراضه على الطريقة التي يفتشونه بها دون أن يدري أنه هو المقصود بذاته من كل ذلك . وإن فتش الآخرين من أصدقائه ومرتادي المقهى .

كان فلما سينمائيا هابطا من افلام أمن الدولة التى تخترع ما يبرر موقفها فالمخرج رائع والمصور محترف والمنفذ استاذ .

بدأ المنفذ في ضرب خالد سعيد على رأسه ثم أوثق يديه وراء ظهره ودفعه خارج مقهى الإنترنت قبل أن يخبط رأسه على قاعدة رخامية سبق وأن ثبتها صاحب المقهى عند المدخل والمخرج على سبيل الزينة ؛ مما أدى إلى فقدان خالد سعيد للوعي الأمر الذي سهل عليه سحله إلى خارج المقهى وتبادل ركله بأحذيته الثقيلة في أماكن حساسة وأخرى مميتة تحت سمع وبصر أصدقائه ورواد المقهى ومن كان قد تصادف وجوده أو مروره بالقرب من المحل.

ثم ألقى به داخل عربة شرطة كانت تنتظرهم بالخارج ذهبت به إلى قسم شرطة سيدي جابر وهو بين الحياة والموت من جراء الضرب . بل قيل أنه فارق الحياة داخل عربة دورية الشرطة قبل أن يصلوا به إلى القسم.

وليبرر المنفذ رؤية المخرج أدخل حشوا فى فمه بالمخدرات وعاد بجثته مرة أخرى . فألقى بها على قارعة الطريق أمام مقهى الإنترنت الذي أخذوه منه وإتصل بالإسعاف الذي جاء وحمله إلى المستشفى حيث سارع طبيب التشريح إلى إصدار تقريره بأن سبب الوفاة كانت إبتلاع جرعة زائدة من المخدرات.


بينما الأم الثكلى والدة شهيد الإنترنت تقول هذه الأم الثكلى وقد أظلمت الدنيا في وجهها أن السبب الحقيقي لمقتل إبنها هو أنه حصل على أسطوانة دي في دي تظهر ضابطا في قسم مكافحة المخدرات بقسم شرطة سيدي جابر وهو يتقاسم مع مجموعته ضبطية مخدرات تم مصادرتها من التجار . وأنه أطلعها على هذا الفيديو وأخبرها أنه ينوي نشره على موقع اليو تيوب لفضحهم . وأنها رجته وتوسلت إليه وطلبت منه أن لا يفعل ذلك وأن يمشي تحت الحيط ، لأنها كانت تدرك أنهم لن يتركوه لحال سبيله إذا فعل ذلك


ولكن يبدو أن روح وبراءة وإندفاع الشباب والدماء الحارة التي كانت تجري في عروق خالد سعيد خاصة قد دفعته إلى مواصلة عرض الدي في دي على أصدقائه ومعارفه ومرتادي مقهى الإنترنت الذين شجعوه على نشره. والذين لم يكن يخلوا منهم في ذات الوقت بعض المتعاونين وعيون الشرطة والأمن الذين بلغوا عنه لاحقا عندما شرعت وحدة مكافحة المخدرات في تقصي الشخص أو الجهة المسئولة عن نشر هذا الدي في دي على موقع اليوتيوب.


تحيا لمخرج الفلم داخل قسم الشرطة فقد كان التقرير الرسمي الذي تم فبركته جاهزا وقد أشار إلى أن القتيل خالد سعيد مدمن وموزع مخدرات وصاحب سوابق معروف. وأنه خلال تفتيشه داخل مقهى الإنترنت قاوم الشرطة وسارع إلى إبتلاع كمية كبيرة من مخدرات كانت في حوزته تفاديا لضبطه متلبسا.

بينما قامت الام الثكلى إلى تقديم بلاغ جنائي عن حالة وفاة إبنهم . فأمرت النيابة بإعادة تشريح الجثة الذي أثبت أن شرايين ودماغ ومعدة وأمعاء القتيل لم تكن تحتوي على آثار مخدرات . وأن المخدرات قد تم حشوها في تجويف فمه بالقوة بعد وفاته وظلت داخل تجويف الفم. وبالتالي فلا مجال للزعم بأنه إبتلعها . كما لا توجد أدلة على أن القتيل كان مدمنا لتعاطي المخدرات.

اما الضحايا الباقيين الذين ينتظرون مصير خالد أصدقاء القتيل ومعارفه وجيرانه من أهل الحي الذي يقطن فيه مع أسرته قالوا أنه لا مجال لإتهام خالد بأنه يتعاطى المخدرات ناهيك عن ترويجها . وأن خالد سعيد كان إبن ناس وشاب خلوق طيب مسالم ولم يكن قد تشاجر طوال حياته مع غيره من سكان الحي الذي ولد ونشأ وترعرع فيه.

فكل الشكر لهذا الشاب العظيم ابن ثورة يناير فالجنة تسعد بأن تضم بين جنانها هذا الشاب شكرا خالد سعيد

وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ