المتحدث باسم الإخوان: سنعيد بناء الإنسان المصري ومشاكلنا لن تحل بين يوم وليلة

أخبار مصر



قال المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمود غزلان في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن قيادة الجماعة أعطت تعليماتها لأعضائها الذين شاركوا في الثورة قبل سقوط النظام بألا يرفعوا أي شعار أو لافتة وألا يرددوا هتافات إخوانية لأننا نعتبر أنفسنا جزءا من الشعب، والثورة ملك الشعب كله، وذلك لأن الغرب لو شعر أن الإخوان المسلمين هم الذين يقودون الثورة وكان النظام يخوفهم من الإخوان فقد كان من الوارد أن يدعم الغرب النظام بحيث يتم سحق الثورة واستخدام أقصى العنف معها والقضاء عليها وإجهاضها بكل قوة.. .

وعن أولويات حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، والذي أصبح يمتلك أكبر كتلة في البرلمان المصري عقب أول انتخابات برلمانية أسفرت عنها ثورة الخامس والعشرين من يناير2011 قال غزلان إن النظام السابق خلف العديد من المشاكل الصعبة في الاقتصاد والأمن والتعليم والبحث العلمي والإسكان والصحة وأن لدى حزب الحرية والعدالة ثلاث أولويات رئيسية وهي الأمن والاقتصاد وما يتضمنه من قضايا الفقر والبطالة والعنوسة والإسكان بالإضافة إلى قضايا حقوق الإنسان والحريات بأنواعها واستقلال القضاء تليها قضايا بعيدة المدى كإصلاح التعليم والبحث العلمي وإصلاح الإعلام.. .

ومشيرا لإصلاح الإعلام قال غزلان: ينبغي ألا يترك الإعلام الخاص حرا لأننا نجد رجال أعمال يمتلكون العديد من القنوات الفضائية والصحف وبالتالي يؤثرون على رئيس التحرير والصحفيين ويوجهون الرأي العام في اتجاه معين.. ينبغي أن تكون المؤسسات الإعلامية شركات مساهمة وألا يمتلك في هذه الشركات المساهمة رجل أعمال أو عائلته أكثر من نسبة معينة لا تتجاوز 5 أو 10% وبعد ذلك يكون هناك فصل تام بين الملكية والإدارة والتحرير، ويجب أن يترك التحرير فقط لرئيس التحرير والمحررين وأن يحاسبه المالكون على النتائج.. كما يمكن لكل حزب أن يكون له جريدة ولكن لا يسيطر عليها رجال الأعمال ويجب أن يكون للحكومة قناة وجريدة رسمية.. والإعلام له دور كبير في كشف الفساد.. .

ورأى المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين أن ما كشف من فساد النظام السابق لا يمثل سوى قطرة في بحر من حجم الفساد الحقيقي.. فهناك ملفات كثيرة مغلقة حتى الآن وسنلجأ لأساليب كثيرة في معالجة هذا الفساد أهمها محاولة إعادة بناء الإنسان من داخله وإحياء ضميره وتقوية علاقته بالله سبحانه وتعالى وتهيئة المناخ له للصلاح وتجنب الانحراف وكذلك من خلال الجهات الرقابية والعقوبات.. .

كما شدد غزلان على أن كل المؤسسات محتاجة للتطهير وتجديد الدم بالشباب الذين عندهم الأمانة ويراعون الله وحق الوطن وحق الشباب ولا يمكن إصلاح هذا الفساد الذي ترسب على مدى 60 عاما في يوم وليلة ولكنه يحتاج بعض الوقت.. ولابد أن يعطى كل موظف ما يكفيه حتى لا يمد يديه للرشوة.. .

كما أكد القيادي الإخواني أن حزب الحرية والعدالة لن يمنع السياحة فالسياحة مثل الزراعة لا نستطيع الاستغناء عنها وهدفنا أن نسترجعها وأن نحافظ علي ما يأتي منها من عملة صعبة ونضاعفه، وأي مصدر من مصادر الدخل نحرص عليه وننميه وهناك سياحة إسلامية في مصر ومن الممكن أن نضاعف من عدد السائحين، فمصر تتميز بموقعها وآثارها وأهلها ويمكن استثمار هذا كله.. وأعتقد أن قلة قليلة فقط من السائحين هي الحريصة على الذهاب إلى البحر ويمكن تنظيم هذا الأمر بحيث لا نفقدهم ونحافظ على مبادئنا وأخلاقنا ولا نتأثر بعاداتهم وتقاليدهم الأوروبية.. وليس لدي تصور محدد الآن.. ولكن يمكن تخصيص أماكن اصطياف للسائحين الأجانب وأخرى للمصريين.. .

وشدد غزلان على أن جماعة الإخوان المسلمين تتعامل مع الأقباط على أنهم مواطنون لهم كل الحقوق التي لنا وعليهم الواجبات التي علينا ولهم حق حرية العقيدة وحق حرية العبادة وأن يحتكموا إلى دينهم.. فعلى سبيل المثال الخمرة يحرمها الإسلام بينما تبيحها المسيحية والإسلام يحرم عصر العنب وتخميره وتحويله إلى خمر ويحرم بيع الخمر أو شراءها أو حملها، لكن في نفس الوقت لا شأن لنا بالمسيحيين في هذا الأمر.. فمثلا لو دخل مسلم بيت مسلم و وجد عنده زجاجة خمر وكسرها فهذا شيء جيد، أما لو دخل مسلم بيت مسيحي و وجد عنده زجاجة خمر وكسرها فالمفروض أن يعاقب وأن يعوضه عن ثمنها فورا.. .

وقال غزلان إنه ليس هناك مبرر لأن يخاف الأقباط من الإخوان فنائب حزب الحرية والعدالة مسيحي قبطي .

كما شدد غزلان على أن الإخوان المسلمين لا يقبلون دعمًا ماديًا من أحد فنحن نصرف من جيوبنا، وهناك من الإخوان من يدفع من راتبه الشهري ومنهم أغنياء يتبرعون للإخوان وهناك رجال أعمال من الإخوان يتبرعون ويدفعون، وكان لقطر دور محدود أيام الثورة تمثل في قناة الجزيرة التي كانت تبث أولا بأول عن الثورة وكانت تحشد الشعب .