أحمد فايق يكتب : خاص
هيبة الدولة
متى تتعرض هيبة الدولة للخطر؟
هذا هو السؤال المهم الذى تطرحه وسائل الإعلام الرسمية، وتحاول الإجابة عنه بشكل مخالف للحقيقة، فهيبة الدولة ليست هيبة الشرطة أو القوات المسلحة أو الوزراء أو المسئولين أو المشير طنطاوي، فالدولة ليست هؤلاء فقط، هل تتذكرون شعار حبيب العادلى لوزارة الداخلية، وهو الشرطة والشعب فى خدمة الوطن، الوطن الذى اكتشفنا أنه المخلوع مبارك وعائلته غير الكريمة وأحمد عز وبقية الحرامية والفاسدين.
ياسادة الوطن هو التاريخ والحاضر والمستقبل، هو عم أحمد البواب قبل المشير طنطاوي، وعم عبده الكناس قبل وزير الداخلية، فهل تعرفون متى تضيع هيبة الوطن ؟
- حينما يقف المصريون بالطوابير أمام محطات البنزين، ويتشاجرون أمام مستودعات أسطوانات البوتاجاز، ويقتلون بعضهم البعض على رغيف الخبز، وحتى الآن لم ينتفض الأمن المركزي، ولم يلق قنابله المسيلة للدموع المحرمة دوليا على من يتسبب فى هذا.
- حينما تم تقييد حرية الرأي، ومنعت تصريحات القنوات الفضائية الجديدة.
- حينما تم حبس علاء عبدالفتاح وقبله مايكل نبيل وآلاف من المصريين بتهمة حب مصر.
- حينما يتهم الإعلام المواطنين بالعمالة والتمويل الخارجي، ويصف شبابه بأنهم شوية عيال تافهة.
- حينما يحرض التليفزيون المصرى المسلمين ضد الاقباط فى موقعة ماسبيرو، وتدهس مدرعات القوات المسلحة المواطنين.
- حينما يقتل جنودنا على الحدود، ونضرب الآلاف بعصا من حديد دفاعا عن السفارة الإسرائيلية بل نحاكمهم.
- حينما حارب النظام الإنترنت والتكنولوجيا بالجمال والأحصنة فى موقعة الجمل.
- حينما تفشل الدولة فى ضبط الأسعار، ولا تستطيع أن توقف الدعم عن مصانع الحديد والأسمنت والبتروكيماويات، وتفشل أيضا فى فرض ضريبة أرباح على البورصة خوفا من غضب رجال الأعمال، وفى نفس الوقت ترفع الاسعار على المواطن البسيط، وتجعله يدفع نفس الضريبة التى يدفعها أكبر ملياردير فى مصر، وترفع عليه أسعار السجائر، وتذله يوميا بالدعم الوهمي.
- حينما تتحكم السعودية فى سياسته الخارجية وتضغط عليه بالعمالة المصرية، وتجبره على ألا يعيد العلاقات مع إيران، رغم أن السعودية نفسها لديها علاقات دبلوماسية كاملة مع إيران.
- حينما تفشل الدولة فى مواجهة تنظيم البلطجية الذى أعده حبيب العادلى لترويع المصريين، بل تستخدمهم وزارة الداخلية حتى بعد الثورة فى ترويع السياسيين.
- حينما يموت المصريون على أبواب المستشفيات الحكومية فهم ليست لديهم واسطة لحجز سرير، ولم يخلقهم الله ضباط شرطة أو ضباط جيش ليجدون مستشفيات الشرطة والقوات المسلحة الخمسة نجوم فى انتظارهم.
- حينما نعتبر أن كل شرطى يموت شهيدا دون أن نسأل ماذا حدث؟ ويحصل على معاش شهيد، أما العامل الذى يموت فى المنجم فهو مهمل، والمريض الذى يموت بإهمال الطبيب فهو غبي، والفلاح الذى يموت فى أرضه «مش وش نعمة»، أليس كل هؤلاء شهداء أيضا؟ أم أن الشهادة مصروفة فقط للشرطة والجيش؟!
- حينما اعتبرنا أن كل شرطى مات فى 25 يناير شهيدا، والشهداء المدنيين ينتظر أهاليهم الفيش والتشبيه الخاص بهم.
- حينما يقتل ألف مصرى ونحن نرفع التحيةالعسكرية لقاتليهم ونعاملهم خمسة نجوم، وكأننا نكافئهم على مافعلوه بهيبة الدولة