اعتقال أردني حرق صورة الملك

عربي ودولي


اعتقلت قوات الأمن الأردنية اليوم ناشطا من حراك مدينة مأدبا، بعد أن أقدم على حرق صورة للملك عبد الله الثاني كانت مثبتة على مبنى بلدية المدينة الواقعة على بعد 35 كلم جنوب غرب العاصمة عمّان.

وقالت مصادر في مأدبا -للجزيرة نت- إن الناشط عدي أبو عيسى اعتلى مبنى البلدية الواقع وسط المدينة وأقدم على حرق الصورة المثبتة هناك، وهدد بإلقاء نفسه من أعلى المبنى.

وأكد ناشطون في المدينة أن قوات الأمن والدرك حاصرت المبنى وتمكنت من اعتقال أبو عيسى واقتياده لجهة غير معلومة.

وقال ناشط في حراك مأدبا الشعبي للجزيرة نت -فضل عدم ذكر اسمه -إن ما أقدم عليه أبو عيسى عمل فردي لا علاقة للحراك به ، مشيرا إلى أن الحراك قرر الاجتماع مساء اليوم الأربعاء لبحث الأمر.

وكان أبو عيسى اعتقل الشهر الماضي بعد أن بدأ اعتصاما مفتوحا احتجاجا على اعتقال الناشط عبد الله محادين في عمان، قبل أن تفرج أجهزة الأمن عنه الاثنين، حيث اتهم أبو عيسى وقتها بإطالة اللسان على مقام الملك.

وجاء هذا الحادث بعد يوم من اعتصام نفذه العشرات من الناشطين أمام الديوان الملكي مساء أمس الثلاثاء تضامنا مع المواطن أحمد المطارنة الذي أقدم على حرق نفسه أمام مبنى الديوان الاثنين الماضي احتجاجا على أوضاعه الاقتصادية والمعيشية الصعبة.

وتوفي المطارنة متأثرا بجراحه، فيما ذكرت زوجته في تصريحات لوسائل إعلام محلية أن زوجها كان موظفا بأمانة عمان الكبرى ويتقاضى راتبا لا يتجاوز 150 دولارا، وأنه ينفق على عائلة مكونة من 15 فردا، منهم طالبتان جامعيتان. وأشارت إلى أن الديون كانت تلاحقه رغم أن أمانة عمان منحته قرضا بقيمة 30 ألف دينار لغايات الإسكان.

ومن المقرر أن يدفن المطارنة في مسقط رأسه ببلدة عي بمحافظة الكرك مساء اليوم، وسط حالة من التوتر تسود البلدة إثر تحميل عائلته الجهات الحكومية مسؤولية ما آل إليه مصير ابنها.

وتناقلت وكالات محلية أردنية اليوم أنباء عن تهديد مواطنين آخرين بحرق أنفسهم احتجاجا على أوضاعهم المعيشية والاقتصادية، وهي الأخبار التي لم تجد صدى أو ردا من الحكومة وأجهزتها المختلفة حتى الآن، فيما تجد جدلا واسعا في الشارع وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي أطلق بعضها على المطارنة لقب بو عزيزي الأردن .

ومقابل هذه الصورة يرفع موالون للحكومة أمام المسيرات المعارضة للنظام والحكومات لافتات تتحدث عن أن الشعوب تحرق نفسها للخلاص من قادتها، بينما يحرق الشعب الأردني نفسه لبقاء قيادته.