الأمم المتحدة: 400 قتلوا في سوريا منذ وصول المراقبين العرب

عربي ودولي


قالت الأمم المتحدة إن نحو أربعمئة شخص قتلوا في سوريا منذ وصول بعثة المراقبين العرب أواخر الشهر الماضي للوقوف على حقيقة الأوضاع هناك.

وقالت المندوبة الأمريكية لدى المنظمة الدولية سوزان رايس إن هذا الرقم يُظهر أن الحكومة السورية صعّدت من عمليات القتل بحق المحتجين المطالبين بالديمقراطية، بدلا من اغتنام الفرصة لإنهاء أعمال العنف.

وجاء ذلك بعد ساعات من خطاب ألقاه الرئيس السوري بشار الأسد أكد فيه أن حكومته ستستعيد الأمن في البلاد عبر استخدام القبضة الحديدية لمواجهة من قال إنهم إرهابيون.

وأشار الأسد إلى أن ما وصفها بمجموعات إقليمية ودولية تحاول زعزعة استقرار سوريا، ولكن بلا جدوى على حد تعبيره.

من ناحية اخرى، اتهم ناشطون معارضون قوات الأمن السورية بمواصلة قمعها للمحتجين واستمرار قتلهم بالرغم من وعود الرئيس السوري بشار الأسد في خطابه الاخير بتغيير الدستور، وإجراء انتخابات تشريعية قريبة، ومحاربة الفساد، والجلوس مع المعارضة دون شروط مسبقة.

وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا والهيئة العامة للثورة السورية إن قوات الأمن السورية أطلقت النار الاثنين على مظاهرة متجهة إلى ساحة الحرية لاستقبال اللجنة العربية. وقتل نتيجة لذلك 16 شخصا، وأصيب 60 آخرون بجروح.

وكان المتظاهرون قد بدأوا في التجمع في الساحة العامة بدير الزور قبيل وصول وفد المراقبين العرب، لكن قوات الأمن بدأت إطلاق النار عند وصول المراقبين لمنع وصول المتظاهرين إليهم.

من جهة أخرى، أدانت الجامعة العربية إصابة عدد من مراقبيها بجروح في هجمات تعرضوا لها في عدد من المدن السورية. وقالت الجامعة إن حكومة دمشق مسئولة بشكل كامل عن سلامة بعثة المراقبة.

واستنكرت الخارجية السورية أي هجمات ضد بعثة المراقبين مشيرة إلى أن حكومة دمشق ستواصل تحمل مسئولياتها في تأمين البعثة وتمكينها من ممارسة مهامها.

وقال العقيد مالك كردي نائب قائد الجيش السوري الحر لبي بي سي إن قوات الأمن أطلقت النيران في جسر الشغور على المحتجين الذين تجمعوا للحديث مع مراقبي الجامعة العربية، وإن إطلاق النيران –بحسب وصفه- طال بعض المراقبين .

وقال كردي إن نحو 50 ألف عسكري انشقوا حتى الآن عن قوات النظام السوري، وإن الجيش السوري الحر يتعهد باستمرار العمليات حتى إسقاط النظام.

وقد بلغ عدد القتلى في سوريا منذ بدء مهمة لجنة مراقبي جامعة الدول العربية –كما تقول لجان التنسيق المحلية- 620 شخصا، بينهم 38 طفلا.

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية والمغتربين السورية إن وزير الخارجية وليد المعلم التقى مع الفريق أول محمد أحمد مصطفى الدابي رئيس فريق مراقبي الجامعة العربية بعد ظهر الاثنين.

وعبر وزير الخارجية السوري عن التزام بلاده بتنفيذ البروتوكول الموقع بينها وبين الجامعة العربية في 19 ديسمبر الماضي.

ولكن المعلم أكد في الوقت نفسه على أهمية ممارسة المراقبين لمهامهم بروح من الموضوعية والحياد.

وشدد المعلم على استمرار تحمل سوريا لمسؤولياتها في حماية المراقبين وعدم السماح لأي عمل يعيق ممارسة مهامهم.

وقال وزير الخارجية السوري إن هناك ما سماه محاولات بعض الأوساط الإقليمية والدولية للتشكيك في أداء بعثة المراقبين لإفشال دور الجامعة العربية، ونقل الملف لمجلس الأمن الدولي بغطاء عربي .

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد وعد في خطاب في دمشق الثلاثاء بإجراء استفتاء على دستور جديد لسوريا في بداية شهر مارس/آذار المقبل، تليه انتخابات تشريعية في شهر مايو.

وقال الأسد الأولوية القصوى الآن هي استعادة الأمن الذي تميزنا به لعقود حتى على المستوى العالمي، وهذا لا يتحقق إلا بضرب الإرهابيين والقتلة ومن يحمل السلاح الآثم بيد من حديد .

وأشار الأسد إلى أن تغييرات كبيرة ستحدث في بنية الدولة والحزب الحاكم في سوريا قائلا نحن مقبلون على تبديلات، وسيعقد مؤتمر قطري، وستنتخب قيادة قطرية جديدة، وسنعتمد على الشباب في جزء كبير منها .

ودعا الأسد المعارضة للجلوس إلى طاولة الحوار قائلا في الحوار لا توجد لدينا أي قيود ونحن جاهزون لبدء الحوار غدا .

بيد أنه اتهم أجزاءً من المعارضة بأنها غير مستعدة للحوار مشددا لا نريد معارضة تجلس في السفارات أو تبتزنا، أو تحاورنا بالسر كي لا تغضب أحدا .

ورفضت المعارضة السورية، ممثلة بالمجلس الوطني السوري، ما ورد في خطاب الرئيس واعتبرته إعلانا عن رفض النظام للمبادرة العربية، ودعت إلى رفع الملف السوري إلى مجلس الأمن.