اضراب واشعال حرائق في نيجيريا المضطربة

عربي ودولي


اشتبكت الشرطة مع متظاهرين في شمال نيجيريا الاثنين عندما تجمع الالاف عند مكتب حاكم مدينة كانو خلال اضراب وتظاهرات تشهدها البلاد بسبب رفع الدعم عن الوقود مما ادى الى اصابة 30 شخصا من بينهم 18 اصيبوا بعيارات نارية.

وقال احد قادة النقابات ان الشرطة قتلت متظاهرا في مدينة لاغوس العاصمة التجارية للبلاد اثناء تظاهرة شارك فيها الالاف في المدينة.

واطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع كما اطلقت العيارات النارية في الهواء عندما تجمع الاف المحتجين عند مكتب حاكم مدينة كانو الشمالية.

وذكر مراسل فرانس برس ان حشدا كبيرا تجمع في كانو، المدينة الرئيسية في شمال نيجيريا، واندلعت اشتباكات مع الشرطة التي واجهت المتظاهرين عند محاولتهم اقتحام مبنى حاكم المدينة.

وقال المراسل ان المتظاهرين احرقوا شاحنتين وحاولوا اضرام النار في منزل محافظ البنك المركزي لاميدو سنوسي في كانو، الا ان الشرطة اوقفتهم.

وقال موسو عبد الله المسؤول في الصليب الاحمر في كانوا في المجمل اصيب 30 شخصا من بينهم 18 اصيبوا بعيارات نارية .

وتشهد نيجيريا التي تعد اكبر مصدر للنفط في افريقيا، اضرابا عاما مفتوحا الاثنين بسبب رفع الدعم عن اسعار الوقود وكذلك تصاعد الهجمات التي يشنها مسلحون اسلاميون.

وخرج الالاف الى شوارع العاصمة الاقتصادية لاغوس وسط مخاوف من تصاعد التوتر بعد اتهام السلطات باستخدام القوة المفرطة وقتل متظاهر خلال احتجاجات الاسبوع الماضي.

وقال جون كولاولي الامين العام لمؤتمر نقابات العمال والذي كان بين المحتجين كل ما نريده الان هو ان يسمعوا اصواتنا .

وتجمع عدة الاف من المتظاهرين في العاصمة ابوجا كذلك رغم الاجراءات الامنية المشددة، وساروا باتجاه وسط المدينة.

وتوعدت السلطات بمنعهم من التوجه الى وسط المدينة، وتخطط لتوجيههم الى منطقة اخرى. واطلقت الشرطة في ابوجا الغاز المسيل للدموع الاسبوع الماضي لتفريق المتظاهرين.

وبدا ان الاضراب ساري المفعول في العديد من مناطق البلاد خاصة في لاغوس حيث خلت الطرق المكتظة عادة الا من المتظاهرين.

الا ان المتحدث باسم الشركة الوطنية للنفط ليفي اجونوما صرح لوكالة فرانس برس ان انتاج النفط النيجيري لم يتاثر بالاضراب.

وياتي الاضراب والاحتجاجات عقب قرار الحكومة انهاء الدعم على الوقود في الاول من كانون الثاني/يناير مما ادى الى ارتفاع اسعار الوقود الى اكثر من الضعف في البلد الذي يعيش معظم سكانه البالغ عددهم 160 مليون نسمة باقل من دولارين في اليوم.

وادى ارتفاع اسعار الوقود الى ارتفاع اسعار النقل، كما يخشى كذلك من ارتفاع اسعار الاغذية.

وتسود مشاعر الغضب في انحاء البلاد على خطوة الحكومة رفع الدعم عن اسعار الوقود، رغم محاولة رئيس البلاد وفريق من الخبراء الاقتصاديين المعروفين تبرير تلك الخطوة.

وسعت محكمة نيجيرية الى وقف الاضراب، الا ان قرارها لم يكن له اي اثر على ما يبدو.

وعقد مجلس النواب النيجيري اجتماعا طارئا الاحد ووافق على اقتراح بدعوة الحكومة الى اعادة الدعم للوقود للسماح بفترة اطول لاجراء مشاورات حول هذه المسالة.

ويقول خبراء اقتصاديون ان وقف الدعم عن الوقود مهم للبلاد لكي تتمكن من تحسين البنى التحتية وتخفيف الضغط على احتياطاتها الاجنبية.

الا انه لم تصدر مؤشرات من الحكومة بانها يمكن ان تدعم تلك الخطوة.

وسعى الرئيس غودلاك جوناثان الى الحصول على دعم لخطوة الحكومة وذلك في كلمة عبر التلفزيون الوطني ليل السبت الاحد، الا ان النقابات رفضت حججه.

وتعهد جوناثان في كلمته بخفض رواتب الموظفين في الهيئة التنفيذية بمقدار 25% اضافة الى تحسين النقل العام وزيادة خطوط السكة الحديد وغير ذلك من التحسينات.

وقال لانقاذ نيجيريا، يجب ان نكون جميعا مستعدين لتقديم التضحيات .

وتقول الحكومة انها انفقت اكثر من ثمانية مليارات دولار على الدعم خلال العام 2011.

الا ان النيجيريين يعتبرون ذلك الدعم المكسب الوحيد الذي يحصلون عليه من كون بلادهم غنية بالنفط، كما انهم لا يثقون بالحكومة بعد سنوات من الفساد.

وياتي الاضراب في الوقت الذي تعاني قوات الامن من ضغوط بسبب تصاعد العنف الذي القيت مسؤوليته على جماعة بوكو حرام الاسلامية.

واثارت هجمات استهدفت المسيحيين مؤخرا مخاوف من تصاعد العنف الديني في البلاد حيث ينقسم السكان الى اغلبية مسلمة في الشمال واغلبية مسيحية في الجنوب.

وفي 31 كانون الاول/ديسمبر، اعلن جوناثان حالة الطوارئ في المناطق الاكثر تضررا، الا ان العنف تواصل وامتد الى مناطق اخرى.

من ناحية اخرى، اعرب البابا بنديكتوس السادس عشر الاثنين عن اسفه لان هدف المصالحة واحترام كل الاعراق والديانات لا يزال بعيد المنال في افريقيا وخصوصا في نيجيريا وساحل العاج ومنطقة البحيرات الكبرى والقرن الافريقي.

وكان البابا (84 عاما) يتحدث بحضور 160 دبلوماسيا بينهم 115 رئيس بعثة معتمدة لدى الكرسي الرسولي.

وقال في خطابه التقليدي السنوي امام اعضاء السلك الدبلوماسي انه لامر اساسي (في افريقيا) ان يساعد التعاون بين المجموعات المسيحية والحكومات على عبور طريق العدالة والسلام والمصالحة حيث تحظى كل الاعراق وكل الديانات بالاحترام .

واضاف بنديكتوس السادس عشر من المؤلم ان نلاحظ ان هذا الهدف لا يزال بعيد المنال في دول مختلفة في هذه القارة .