المخدرات البوليفية.. قضية برازيلية

عربي ودولي



أصبحت بوليفيا وهي ثالث منتج للكوكايين في العالم، المزود الرئيسي للبرازيل التي تشهد حركة نمو كبيرة والتي تتحضر لاستضافة الألعاب الأولمبية وكأس العالم في كرة القدم... الأمر الذي يدفع بالعملاق الأميركي الجنوبي للانخراط أكثر في مواجهة الاتجار بالمخدرات في هذا البلد الواقع في سلسلة جبال الأنديز.

ويوضح سيزار غويدس ممثل مكتب الامم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في لاباز أن بوليفيا تشكل مشكلة بالنسبة إلى البرازيل. فتلك ليست مشكلة أميركية لأن المخدرات البوليفية هي عند عتبة البرازيل .

ومع زراعة الكوكا التي تضاعفت ثلاث مرات خلال عشرة أعوام في بوليفيا و إيرادات مضاعفة مرتين في ما يتعلق بتحويل الكوكا إلى كوكايين بالإضافة إلى سوق برازيلي يتوسع و3100 كيلومتر من الحدود الأمازونية المشتركة، تجتمع العناصر التي تتيح المجال أمام الكوكايين البوليفي لاجتياح البرازيل.

ويشرح غويدس أن في البرازيل التي تحصي 200 مليون نسمة، يقدر مستهلكو المخدرات بمليون مستهلك . وهي بذلك تشكل السوق المحلي الثاني للكوكايين في العالم بعد الولايات المتحدة (التي تمون من قبل كولومبيا بشكل أساسي)، والثالث إذا ما احتسبنا الاتحاد الأوروبي.

بالنسبة إلى السلطات البوليفية، فإن البلاد انتقلت من موقع المنتج للمادة الأساسية للكوكايين إلى منصة عبور للمخدرات الواردة بشكل أساسي من البيرو المجاورة، بحسب ما يعلن فيليبيه كاثيرس نائب الوزير المكلف شؤون مكافحة المخدرات.

لكن هذا التشخيص يهمل واقع أن إنتاج الكوكايين اليوليفي يبقى غامضا. فالبيانات الأخيرة التي صدق عليها مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تعود إلى العام 2008 وتشير إلى 113 طنا. ولم تصدر رسميا أية معلومات أخرى خلال السنوات التالية.

لكن تقريرا صدر مؤخرا عن وزارة الخارجية الأميركية يخمن قدرة إنتاج بوليفيا ب 195 طنا من الكوكايين سنويا.

ومهما كان المصدر، الكوكايين البوليفي يستهدف البرازيل. فما بين 80% و90% من الكوكايين المتداول في شوارع ساو باولو وريو دي جانيرو يأتي من بوليفيا، بحسب ما قال وزير العدل البرازيلي في العام 2011.

من هنا، وبسبب النقص الواضح في قدرات بوليفيا التي حصلت مؤخرا على ست طائرات قتالية لمكافحة الاتجار بالمخدرات والتي طالبت بثماني مروحيات، فإن البرازيل هي اللاعب الأساسي المتوقع في عمليات مكافحة الاتجار في بوليفيا.

ويقضي اتفاق ثلاثي الأطراف (تؤمن فيه الولايات المتحدة نظام ملاحة عبر الأقمار الاصطناعية) كان قد وقع في العام 2011، بوضع طائرات برازيلية من دون طيار بالإضافة إلى مروحيات في حالة جهوزية. إلى ذلك، من المتوقع أن تدرب البرازيل تقنيين بوليفيين للمراقبة.

في الواقع، تحتل البرازيل في بوليفيا الموقع الذي تركته الولايات المتحدة شاغرا منذ العام 2008 عندما طردت الحكومة البوليفية إدارة مكافحة المخدرات الأميركية، بسبب تدخلها بالشؤون السياسية.

وبحسب ما تبين نداءاتها المتكررة طلبا لمساعدة يقدمها الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة تتعلق بمروحيات ورادارات، فإن بوليفيا تبحث عن شريك فعال لمواجهة المخدرات.

من جهتها، تسعى البرازيل إلى التحرك سريعا بالتزامن مع العد التنازلي الذي يسبق كأس العالم في كرة القدم في العام 2014 والألعاب الأولمبية في العام 2016، بهدف إظهار أفضل وجه لها أمام العالم ، بحسب ما يقول غويدس.