البنتاغون رداً على تهديد إيران: حركتنا البحرية مستمرة بالخليج
قالت حركة طالبان الأفغانية الثلاثاء إنها توصلت إلى اتفاق مبدئي لإقامة مكتب ارتباط لها في دولة قطر، وإنها طلبت من قطر التوسط لإطلاق سراح سجنائها المعتقلين في سجن جوانتنامو.
ويرى الغربيون والمسؤولون الأفغان أن فتح المكتب يعد خطوة مهمة –إلى جانب المحاولات السرية للتفاوض- للتوصل إلى إنهاء الحرب في أفغانستان التي استمرت عقدا من الزمان.
يعتقد البعض ان فتح مكتب لحركة طالبان في الدوحة يعتبر خطوة محورية في طريق التوصل الى حل سياسي للحربالافغانية التي مضى عليها عشر سنوات. فمن شأن هذه الخطوة ايجاد عنوان للحركة يمكن للمفاوضين الاتصال به، فقد كان التأكد من حقيقة من كانوا يدعون بتمثيل طالبان في الماضي احدى المشاكل الرئيسية التي كانت تعترض العملية التفاوضية.
جاءت هذه الخطوة بدفع ودعم امريكي والماني، ويبدو ان البلدين قد تخليا عن شرطهم السابق والقائل بوجوب تخلي طالبان عن السلاح قبل الانخراط معها في مفاوضات. ويبدو الآن ان الدفع باتجاه السلام، رغم تردد الرئيس كرزاي، قد بدأ بالفعل.
يقول بعض القادة العسكريين في كابول إن مؤتمر بون، الذي عبر فيه المجتمع الدولي عن التزام طويل الامد بافغانستان، عمل كناقوس خطر بالنسبة لطالبان. فقد قال احد كبار ضباط قوة حلف شمال الاطلسي في افغانستان إنهم ادركوا انهم قد يشيخوا في منفاهم الباكستاني دون ان يحققوا اهدافهم.
ولكنه ما زال من غير المؤكد ما اذا كانت الحركة تريد التفاوض فعلا. فهي تعلم ان القوات الغربية في طريقها للانسحاب من افغانستان بحلول عام 2014، ولذا فسيتردد بعض قادتها في الجلوس والتفاوض مع ممثلي اولئك الذين يقتلون جنودهم وقادتهم في ارض المعركة.
وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان في بيان وزع بالبريد الإلكتروني إننا مستعدون لفتح مكاتب لنا في الخارج من أجل التفاهم مع المجتمع الدولي، وفي هذا الصدد توصلنا إلى تفاهم مبدئي مع قطر .
وكان مجلس السلام الأعلى الأفغاني في نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي قد قال إن كابول توافق على إقامة مكتب ارتباط في قطر -وإن كانت المملكة السعودية وتركيا هما خيار أفغانستان المفضل- لكنها أكدت أنه لا يمكن لأي قوة أجنبية الضلوع في عملية التفاوض دون موافقتها .
منعطف حرج
وكان مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى قد أخبروا الصحفيين الشهر الماضي –بعد 10 أشهر متواصلة من الحوار مع طالبان- بأن المحادثات وصلت إلى منعطف حرج، وإنهم سيعرفون قريبا إن كانوا سيتمكنون من انجاز اتفاق محتمل.
وتنظر الولايات المتحدة الآن -كجزء من دبلوماسيتها المتسمة بالمخاطرة والمسارعة- في موضوع نقل عدد من سجناء طالبان المعروفين من سجن جوانتنامو العسكري إلى معتقلات تابعة للحكومة الأفغانية.
وكان زعماء أفغانستان قد عبروا عن قلقهم من أن يستخدم المكتب كقاعدة لنشر نفوذ طالبان السياسي، وألا يقتصر استخدامه فقط على أنه مقر لمساعدة المتفاوضين، وأكد القادة الأفغان على ضرورة التحقق من هوية أي شخص يدعي تمثيل طالبان.
وجاءت الدعوة لإقامة مقر يساعد في عملية المفاوضات عقب فشل جهود الأفغان والحلفاء الغربيين المتعاقبة.
وكان فشل تلك الجهود قد بلغ الذروة في سبتمبر 2010 عندما اغتيل مبعوث الرئيس الأفغاني كرزاي على يد شخص كان يعتبر ممثلا لطالبان، وقد أدى هذا إلى تراجع رغبة الرئيس في التفاوض، لكنه جدد دعمه مؤخرا لمواصلة المفاوضات.