واشنطن لن تنتظر التقرير النهائي للمراقبين وتؤكد أن لديها "خطوات أخرى"

عربي ودولي



انتقدت الخارجية الأميركية وجود رجال شرطة أو أمن سوريين خلال اجتماعات مراقبي الجامعة العربية مع المعارضين السوريين، وقالت إن تقرير المراقبين لن يكون كاملا، إذا لم تتوفر لهم حرية الاستماع إلى المعارضين ونقل آرائهم إلى المجتمع الدولي. وبينما هددت واشنطن باتخاذ «خطوات أخرى» في حال فشل مهمة البعثة، أشادت الصين بالمهمة «الموضوعية» التي تقوم بها بعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا.

وقال مارك تونر، مساعد المتحدثة باسم الخارجية الأميركية: «إذا استمر النظام السوري في مقاومة وتحدي جهود الجامعة العربية، فسوف يتخذ المجتمع الدولي خطوات أخرى لحماية المدنيين السوريين».

وعلى الرغم من أن تونر لم يقدم تفاصيل، قالت مصادر إخبارية أميركية إن إدارة الرئيس باراك أوباما سوف تركز على مجلس الأمن بهدف إصدار قرارات متشددة حيال سوريا.. وأنها لن تنتظر حتى يصدر التقرير النهائي للمراقبين. وإذا جاء التقرير سلبيا عن تعاون حكومة الأسد مع المراقبين، أو عن وقف قتل المدنيين، فسوف يزيد من التصميم الأميركي في مجلس الأمن.

وعلى الرغم من أن الخارجية الأميركية قالت إنه من السابق لأوانه التعليق على نشاطات أول يوم لبعثة المراقبين، وإنها سوف تنتظر تطورات الأيام المقبلة لتقدم تقييما كاملا، فإنها دعت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد السماح للمراقبين بمقابلة «أكبر عدد ممكن من المعارضين».. وهو الموقف الذي اعتبر مخالفا لموقف الخارجية الفرنسية، التي احتجت من اليوم الأول، قائلة إن المراقبين حرموا من فرص لرؤية الواقع في حمص.

وقال تونر: «إنه مجرد يوم واحد، وفي منطقة صغيرة من حمص. إننا في حاجة إلى السماح لهذه البعثة بأن تقدر على ترتيب وتنفيذ خططها، وأن تحصل على ما تريد من معلومات، ثم تقديم تقرير عن ذلك»، مضيفا: «لدينا الثقة الكاملة في البعثة».

وأثار صحافيون مجددا، في المؤتمر الصحافي اليومي، مسألة حياد كبير المراقبين، الفريق السوداني محمد مصطفى الدابي.. وهو ما رد عليه تونر بقوله إن واشنطن «تعرف جيدا» خروق حقوق الإنسان التي يقوم بها نظام الرئيس السوداني، عمر البشير، لكنها لا تربط ذلك بشخصية ومؤهلات الدابي.

وكان الموضوع أثير في الأسبوع الماضي، وقال تونر إنه «ليس هناك شيء شخصي ضده»، وأضاف (دون الإشارة إلى اسمه): «نحن نعرف هذا الشخص، ونعرف أن هناك ادعاءات موثوقا جدا بها عن القوات السودانية المسلحة، وعن أجهزة الاستخبارات والأمن الوطني في السودان على مدى 20 عاما. ونحن نعرف سجل حقوق الإنسان في السودان الذي يدعو إلى القلق»، إلا أن تونر أضاف: «لكن، عن هذا الشخص خاصة، لا توجد اتهامات أعرفها ضده»، و«بصراحة، نحن نركز على إنجاح بعثة الجامعة العربية».

وكان تونر أشار سابقا إلى شروط نجاح البعثة، وهي: «أن يكونوا قادرين على الذهاب بحرية إلى أي مكان يريدون الذهاب إليه دون إعاقة، ودون أي ذرائع كاذبة عن شواغل أمنية. ويجب أن لا تضايقهم قوات الأمن والقوات العسكرية السورية. ويجب أن يكونوا قادرين على التحدث مع أي شخص يريدون التحدث معه. ويجب أن يكونوا قادرين على إرسال تقاريرهم إلى الخارج، كاملة وفي حرية».

يأتي ذلك فيما حذرت افتتاحية رئيسية في صحيفة «واشنطن بوست» من فشل مهمة المراقبين، ودعت - إذا فشلت المهمة - إلى اتخاذ «أكثر الإجراءات تشددا»، وقالت إن الفشل يمكن أن يكون بسبب سياسات ومراوغات الأسد، ويمكن أيضا أن يكون بسبب «عدم تصميم» الجامعة العربية.

وقالت الصحيفة: «تواجه الجامعة العربية موقفا صعبا، بينما يستمر نظام الأسد في قتل المدنيين، يجب على الجنرال الدابي والمراقبين، والجامعة العربية أن يصدروا تقريرا واضحا عن حقيقة أن نظام الأسد يواصل جرائمه، أو يصدروا تقريرا يدعي أن كل شيء على ما يرام».

وأضافت الافتتاحية: «في هذه الحالة (الأخيرة)، على الولايات المتحدة وحلفائها أن يقرروا استمرار الاعتماد على الجامعة العربية، أو يتخذوا إجراءاتهم الخاصة»، منتقدة الفريق الدابي، بقولها إنه «مدير استخبارات سابق في نظام الرئيس عمر البشير، الذي أدين (شخصيا) بجرائم ضد الإنسانية من قبل المحكمة الجنائية الدولية، وله صلة بالإبادة التي حدثت في دارفور. وأول من أمس، بدا متفائلا بطريقة تدعو للاستغراب، حين قال لوكالة (رويترز) الإخبارية: (الوضع يبدو مرضيا حتى الآن)».

من جهة أخرى، أشادت الصين أمس بالمهمة «الموضوعية» التي تقوم بها بعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، متخذة موقفا ثالثا مناقضا لكل من الولايات المتحدة وفرنسا اللتين شككتا في إمكانية أن يتمكن المراقبون من أداء مهمتهم، بسبب قلة الوقت أو القيود على حرية التنقل.

وقال هونغ لي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، في لقاء مع الصحافيين، إن «الصين ترحب بالتحقيقات الموضوعية لمراقبي الجامعة العربية في سوريا»، مضيفا أن الصين «تأمل في أن تتمكن الأطراف المعنية من بذل جهود مشتركة لتمكين البعثة من العمل بإخلاص وصدق لتوفير الظروف التي تتيح إيجاد مخرج مناسب للأزمة في سوريا». وكانت الصين، الحليف الرئيسي لسوريا، استخدمت مع موسكو حق الفيتو في الأمم المتحدة لمنع إقرار مشروع قرار يتبناه الغرب، يدين نظام الرئيس بشار الأسد.