وقت تلقي الأطفال الرضع المطاعيم يؤثر في فعاليتها
لطالما شكا أهالي الرضع من صعوبة الليلة التي تلي حصول أطفالهم على مطاعيمهم الأولى، وذلك لما تحويه تلك الليلة من زيادة في تهيج الطفل وبكائه واضطراب نومه، فضلا عما تسببه استجابة جهاز المناعة للمطاعيم من ارتفاع في درجات حرارته.
أما الآن، فقد أظهر بحث حديث أن حصول الرضع على المطاعيم ظهرا يقدم فارقا إيجابيا في نومهم وأيضا في استجابتهم المناعية للمطعوم، وهذا بحسب موقع m.medlineplus.gov الذي أشار إلى أن البحث المذكور قد بين أن المطاعيم تترسخ بشكل أقوى إن حصل الرضيع بعدها على فترة طويلة من النوم الهادئ العميق.
وأضافت نتائج البحث أن إعطاء الرضيع المطعوم بعد الساعة الواحدة والنصف ظهرا يجعله ينام نوما عميقا، سواء أحصل أم لم يحصل على دواء مسكن.
ولإجراء البحث المذكور، شارك 70 رضيعا ممن يحصلون على السلسلة الأولى من المطاعيم في نحو الشهر الثاني من أعمارهم. وقد قسموا هم وأمهاتهم إلى مجموعتين، حيث قامت المجموعة الأولى من الأمهات بإعطاء أطفالها جرعة محددة من الباراسيتامول، والذي يحمل أسماء تجارية متعددة، من ضمنها الريفانين والبانادول، قبل أخذ المطعوم وكل 4 ساعات بعد ذلك. أما المجموعة الثانية، فقد قامت الأمهات بالالتزام بأساليب الرعاية المعتادة للرضع بعد أخذهم للمطاعيم. فضلا عن ذلك، فقد قام بعض الأطباء بإعطاء عدد من الرضع جرعة من الباراسيتامول كجزء من الرعاية المعتادة المذكورة، إلا أن أطباء آخرين طلبوا من بعض الأمهات إعطاء أطفالهن جرعة من الباراسيتامول إن ارتفعت درجة حرارتهم بسبب المطعوم.
أما عن نتيجة هذه الدراسة، فقد حصل الرضع الذين أخذوا مطاعيمهم بعد الساعة الواحدة والنصف ظهرا على 70 دقيقة إضافية من النوم خلال الساعات الـ 24 الأولى بعد أخذهم للمطعوم، وذلك لم يرتبط بوزنهم أو سنهم أو استخدامهم للباراسيتامول أو عدمه.
ويذكر أن معظم الرضع قد ارتفعت درجات حرارتهم كما هو متوقع، ما يدل على أن المطعوم يأخذ مفعوله. وقد أظهرت الدراسة أن من ارتفعت درجات حرارتهم أكثر حصلوا على نوم أكثر.
وتجدر الإشارة إلى أنه لا يجب استخلاص أي توصيات حاليا حول الوقت الأفضل لإعطاء الرضع مطاعيمهم قبل تدعيم هذه الدراسة بالمزيد من الأبحاث، حسبما ذكر القائمون على الدراسة المذكورة. وأضافت الدكتورة كارول باكر أن الأمر بحاجة إلى إجراء دراسة ضخمة من أماكن متفرقة للتمكن من القول إنه يجب إعطاء الأطفال مطاعيمهم بعد الظهر، ذلك بأن الدراسة التي تم إجراؤها قد شارك بها عدد قليل من الرضع، كما كانوا من مركز صحي واحد. ومن الجدير بالذكر أن الدكتورة باكر هي بروفيسورة في طب الأطفال وعلوم الفيروسات الجزيئية والأحياء الدقيقة في كلية باير في تيكساس.
وقد ذكرت ممرضة الأطفال ليندا فرانك من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو أنه بناء على ما هو معلوم حاليا بشأن النوم وجهاز المناعة، فإنه على الأمهات مساعدة أطفالهن الرضع على الحصول على نوم كاف وهادئ وعميق خلال الأيام التي تسبق وتلي حصولهم على المطاعيم.
وأضافت أن ما يتم تعلمه حول النوم وعلاقته بالاستجابة المناعية يعد سببا آخر لجعل الأم تساعد رضيعها على الحصول على نوم عميق ومريح.
وقد علقت الدكتورة باكر على هذه الدراسة بأن ذكرت أن أمر إعطاء الرضيع جرعة استباقية من الباراسيتامول قبل حصوله على المطعوم يعود إلى أهل الرضيع وطبيبه، على الأهل مناقشة مخاوفهم وأسئلتهم مع الطبيب للوصول معه إلى القرار الأفضل للرضيع.