الأمراض الجلدية والتدخين

الفجر الطبي



* الأمراض الجلدية والتدخين:

- التدخين ليس له علاقة بالأمراض الداخلية فقط غير الظاهرة لنا ... لكن يمكننا رؤية هذه الأمراض بالعين المجردة وليس باستخدام وسائل الفحوصات و التشخيص ويظهر هذا التأثير السلبى بوضوح فى الأمراض الجلدية المتعددة التى قد يصاب بها الشخص المدخن.

* الأمراض الجلدية المرتبطة بالتدخين:

1- عدم التئام الجروح:

أظهرت معظم الدراسات أن التدخين له تأثير سلبى على التئام الجروح وخاصة بعد إجراء العمليات الجراحية .. ليس هذا فحسب وإنما يعمل على موت الأنسجة الحية بالجلد فتدخين علبة من السجائر فى اليوم تزيد من مخاطر موت هذه الأنسجة بنسبة ثلاث مرات للشخص المدخن بالنسبة لغير المدخن، وتزيد لتصل إلى ست مرات إذا تم تدخين علبتين فى اليوم الواحد. ويرجع السبب فى ذلك إلى أن النيكوتين الذى يوجد داخل السيجارة يعمل على تمدد نسيج الأوعية الدموية وبالتالى كمية أكسجين أقل. ويساعد التدخين أيضاً على زيادة أول أكسيد الكربون فى الهيموجلوبين ومن تجمع الصفائح الدموية ولزوجة الدم. كما يقلل من ترسيب الكولاجين ومن تكون مادة البروستاسيكلين وكل ذلك مجتمعاً يؤثر على التئام الجروح بشكل سريع.

بالإضافة إلى أن تمدد الأوعية المرتبطة بالعملية التدخينية ليست حالة مؤقتة. فيكفى القول بأن تدخين سيجارة واحدة تكفى لحدوث هذا التمدد لمدة تستمر فوق التسعين دقيقة، ومن ثم فإن العلبة الكاملة يستمر تأثيرها السام لباقى اليوم. ولذا يعلل السبب من نصيحة جراحى الجلد لمرضاهم بالتوقف عن التدخين لمدة لا تقل عن الأسبوع قبل إجراء الجراحات الترقيعية بوجه خاص.

2- التجاعيد المبكرة:

صحيح أنه لا يوجد أحد يموت بسبب التجاعيد التى تحدث فى جلده، لكنها تعنى المدخن وغير المدخن بدرجة كبيرة أكثر من تفكيره فى الإصابة بالأمراض الخطيرة مثل السرطانات.

وهناك اصطلاحات ضمنية يستخدمها المتخصصون للإشارة للتجاعيد مثل وجه المدخن أو جلد السجائر .. وهو وجه أو جلد يكون لونه رمادياً شاحب مجعد. ولا يتوقف الأمر على ذلك فحسب وإنما يصل إلى تكون بثرات فى الوجه سوداء الرأس، والمرأة المدخنة أكثر تأثراً بتجاعيد الوجه من الرجل هذا بالإضافة إلى وجود عوامل أخرى عديدة تساعد على ظهور التجاعيد ومنها التعرض المستمر لأشعة الشمس الحارقة.

- وعن كيفية حدوث التجاعيد بسبب التدخين غير مفهوم أسبابها، ولكن عن احتمالات التحليل الصحيح نسبياً فمن الممكن إرجاعه إلى الأسباب التالية:

1- سمك طبقة بروتين (الإلستين - Elastin) وهو البروتين الذى يشكل المادة الأساسية للألياف المرنة- عند المدخنين مع عدم تعرض الجلد لأشعة الشمس، بالإضافة إلى قابلية هذا البروتين إلى الانقسام بدرجة أكبر عند المدخنين.

2- فقر الدم المزمن (Chronic ischemia) وعدم وصول الدم للجلد لاعتراض تدفقه فى الشرايين بسبب تمدد الأوعية الناتج عن التدخين .. قد يكون سبباً آخراً.

3- نقص مادة الكولاجين (Collagen) المرتبط بفقر الدم.

4- تأثيرات الأكسدة المرتبطة بالتدخين قد تؤدى إلى ظهور هذه التجاعيد المبكرة.

5- أسباب تتعلق بالجينات قد يكون لها دخل فى حدوث هذه التجاعيد لأنه يوجد مدخنون وجوههم طبيعية .. أى ليس لديهم وجه المدخن .

3- التهاب الغدد العرقية:

ينتشر هذا الاضطراب بين المدخنين من السيدات بنسبة 84% والرجال بنسبة 85%. ويظهر فى صورة إفراز عرق به صديد، وعن كيفية حدوث هذا الاضطراب فهو غير واضحاً إلا أن المتخصصين أسندوها إلى تغير فى وظائف (Neutrophil) إحدى خلايا كرات الدم البيضاء أو فى وظائف الغدد العرقية عن طريق إفراز المكونات السامة لمادة التبغ فى العرق .. والتى تحول دون التئام الجروح بسهولة أيضاً.

4- داء البثور palmoplantar pustulosis :

ربطت الكثير من الدراسات بين التدخين وداء البثور وإن كانت هذه العلاقة لم يتم التوصل إلى إثباتها بشكل واضح .. لكنه على الأقل – والهاء هنا عائدة عن التدخين ومشكلاته التى يسببها – يحدث تغيير فى وظائف neutrophil والتى ستكون بدورها عامل فعال فى الإصابة بهذا النوع من الاضطراب.

وكانت من نتائج بعض الدراسات التى تم أجراؤها لإثبات هذه العلاقة النسب التالية:

- تم ملاحظة 216 مريضاً بهذا الداء وكان حوالى 80% من هذا العدد يدخنون، وتصل النسبة فى بعض الأحيان إلى 100 %.

- تفوق نسبة الإصابة بداء البثور بين المدخنين بحوالى 7.2 مرة عن غير المدخنين.

- التوقف عن التدخين لا يشفى من هذا الداء أو يحسن من حالة المدخن المصاب به .. ولكن يمكن أن يكون جزءاً من العلاج.

5- الصدفية:

إن كانت العلاقة أقوى بين التدخين وداء البثور عن تلك الموجودة بينه وبين الإصابة بالصدفية إلا أن الثانية ثبت إيجابيتها ووجودها بالفعل وهو تزايد نسبة الإصابة بالصدفية بين الأشخاص المدخنين.

6- سرطان خلايا الجلد Squamous :

وهذا المرض السرطانى تم التوصل إليه بعد دراسات أجريت على مدار 35 عاماً والذى ثبت انتشاره بدرجة أكبر بين المدخنين .. وتزداد مخاطر الإصابة بازدياد علب السجائر التى يدخنها الشخص يومياً واستمراره فى عادة التدخين. ويكون غالباً نتيجة لتأثير التدخين على الخلايا المناعية بجسم الإنسان.

7- سرطان خلايا الجلد Basal :

لم تتوصل غالبية الدراسات إلى وجود علاقة بين التدخين وبين الإصابة بسرطان خلايا الجلد القاعدية Basal .. كما أنه فى دراسة حديثة تم أجراؤها بواسطة العالمين سميث و راندال لم يتوصلا إلى هذه العلاقة أيضاً .. لكنهما توصلا فى الوقت ذاته إلى علاقة من نوع آخر والتى تبعد عن سبب الإصابة وإنما وجود علاقة بين التدخين ومساحة انتشار الورم السرطانى والذى يصل فيه الحجم إلى أكثر من 1 سم وليس أقل عن هذا الحجم فى كافة الأحوال.

8- الميلانوما:

إحدى الأنواع السرطانية الخطيرة .. والتى عند ذكرها تعقد المقارنة بين غير المدخن والمدخن لتجد أن:

1- المدخن، مخاطر الإصابة لديه تزداد بنسب كبيرة.

2- المدخن، فرص الشفاء من هذا الورم الخبيث قليلة جداً بعد التشخيص.

3- المدخن، انتشار الورم فى الأمعاء وارد.

4- المدخن، تعرضه للموت من الإصابة بالميلانوما أكبر بكثير عن غير المدخنين.

ويصعب على الأطباء التكهن للمدخن إصابته بالميلانوما وذلك للتأثير العكسى للتدخين على الجهاز المناعى والذى يتمثل فى عدم القدرة على تتبع القدرات المناعية فى جسم الشخص المدخن واستجابة الجهاز المناعى عند بداية تكون مثل هذه الأورام.

9- أورام الأعضاء التناسلية:

وهو ما يطلق عليها أيضاً باسم أورام الخمس أعضاء حيث تنتشر فى خمس أماكن تناسلية: المهبل – القضيب – عنق الرحم – الفرج – فتحة الشرج, وأكثرهم نسبة لانتشارها ثلاثة وهى الفرج والقضيب وفتحة الشرج.

10- أورام الفم:

- تأخذ أورام الفم أشكالاً عديدة:

- أولها: سرطان الشفاه وهو من أكثر الأورام انتشاراً بين المدخنين وخاصة إذا كان الشخص يتعرض للشمس بشكل مستمر.

- ثانيها: leukoplakia والذى يسمى أيضاً leukokeratosis nicotina palate وتترجم باللغة المعروفة للعامة سقف فم المدخن وينتشر شكل هذا السقف بين مدخنى البايب (الغليون) بوجه خاص، ويظهر فى صورة سقف جامد تنتشر به بثرات حمراء سرية الشكل والتى تؤدى أيضاً إلى التهاب الغدد اللعابية.

- ثالثها: leukokeratosis nicotina glossi والذى يعرف بلسان المدخن ويظهر مع حالة سقف المدخن السابقة.

- رابعها: التهاب اللثة المتقرح الحاد وتشتمل أعراض هذا الالتهاب على أورام فى اللثة ما بين الأسنان وتكون عادة مؤلمة يصاحبها نزيف ورائحة فم كريهة، وتزداد نسبة الإصابة بازدياد معدل استهلاك السجائر اليومى.

- خامسها: إساءة استخدام العقاقير من الكحوليات وكافة أنواع التبغ حتى الذى يمضغ فيه يزيد من مخاطر الإصابة بأنواع سرطانات الفم المتعددة.

11- إصابات الجلد المتنوعة:

أ – البقع الصفراء والبنية على جلد الأصابع والأظافر.

ب- اصفرار شارب المدخن أو ميله إلى اللون البنى وخاصة عند نهاية الشعر عند الشفاه العلوية.

ج – تحول لون شعر الرأس إلى اللون الرمادى وهو ما يسمى بشيب الرأس المبكر .

د – ظهور الحساسية من استخدام بعض منتجات الإقلاع عن التدخين مثل لاصقة النيكوتين والتى تسبب نوعاً من الهرش واحمرار الجلد وتهيجه.

فالجلد لا مفر من أن يعرضه صاحبه إلى الضرر إذا كان مدخناً .. بالرغم من إمكانية الإصابة بالأورام الحميدة وليست الخبيثة مع بعض المدخنين ... يوجد احتمال آخر بتهديد الحياة وإنهائها مع البعض الآخر. وطالما أنه هناك احتمال بوجود جانب سلبى .. فالابتعاد هو الوسيلة المثلى.