صحافة القاهرة :ادعياء حب الوطن يوفرون البيئة للعنف .. ولابد من فرصة للشباب
فهمي هويدي: النظام السورى يصر على قتل معارضيه
فاروق جويدة: أعظم الأشياء أن تجتمع خبرة الآباء مع حماس واندفاع الأبناء
محمد بركات: البعض يرفع شعارات حب الوطن ويوفر البيئة والظروف للعنف الدعاية للانفلات
تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم الأحد عددا من القضايا المهمة.
ففي مقاله بجريدة الشروق، اتهم فهمي هويدي النظام السورى بأنه مصر على قتل معارضيه والقضاء عليهم، رغم تعاطيه مع أغلب الجهود التى تحاول البحث عن حلول سلمية للمشكلة ..
مشيرا إلى أن النظام لايمانع فى المناورة وكسب الوقت أملا فى أن تكلل بالنجاح، محاولات سحق المعارضين والقضاء عليهم، وأنه على الأرض أثبت أنه ليس على استعداد لأن يتراجع خطوة واحدة إلى الوراء.
وقال معطيات المشهد تدل على أن الثورة ما زالت عاجزة عن إسقاط النظام كما أن النظام غير قادر على إنهاء الثورة ومع تزايد أعداد القتلى والمعتقلين والمختفين فإن فرصة التوصل إلى حل سلمى بين الطرفين صارت شبه منعدمة ، حيث بات يفصل بين الجانبين بحر من الدماء يتسع حينا بعد حين ، بما يستحيل معه إقامة أى جسر من التواصل فوقه .
وتوقع أن يطول أجل الصراع فى سوريا خصوصا فى ظل ضعف المبادرات والضغوط العربية واستبعاد احتمال التدخلات الدولية فى الوقت الحاضر على الأقل الأمر الذى يعنى أن شلال الدم سوف يستمر .
وفي عموده هوامش حرة بجريدة الأهرام ، قال فاروق جويدة حينما نطالب بإعطاء الفرص للشباب فليس معنى ذلك الاستغناء عن أجيال الآباء أو إحالتهم للتقاعد والمعاش لأن أعظم الأشياء أن تجتمع خبرة الآباء مع حماس واندفاع الأبناء .
وقال لم يكن نجاح ثورة يناير بسبب حماس الشباب فقط وإيمانهم بعدالة قضيتهم، ولكن لأن الجالسين على الكراسى كانوا قد تيبسوا فيها وفقدوا القدرة على التفكير والحوار والعمل .مشيرا إلى أنه ليس من الضرورى أن يأخذ الشباب مواقع الكبار فى المسئوليات الكبرى ، ولكن يجب أن يأخذوا فرصتهم حتى يتعلموا.
واستغرب وجود نوع من الأزدواجية في مصر ..وقال فى الوقت الذى نبخل فيه على أجيال الشباب بتحمل المسئوليات العامة، نجد على سبيل المثال كل المهن الكبرى، وقد تم توريثها للأبناء، وفى أعمال مهمة مثل الطب تركوا إدارة أموالهم للأبناء، وفى أعمال مهمة مثل الطب والقضاء والصحافة والإعلام والبنوك ترى آلاف الشباب من أبناء المسئولين الكبار فى المواقع المهمة، حلال عليهم، حرام على الشعب .
وفي مقاله بدون تردد بصحيفة الأخبار ، قال الكاتب محمد بركات رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخباراليوم من الغريب أن يؤكد البعض إيمانهم وتمسكهم بالديمقراطية في ذات الوقت الذي يصرون فيه على أن رأيهم فقط هو الصواب ، ورأي الآخرين جميعا هو الخطأ ، وأن رؤيتهم فقط هى الصحيحة وأنها واجبة النفاذ والتطبيق حتى ولو لم تكن محل قبول أو إجماع من الغالبية العظمى من أبناء هذا الوطن .
وأضاف من الغريب كذلك أن نرى البعض أيضا يرفعون شعارات حب الوطن والسعي لصالحه في ذات الوقت الذي يوفرون فيه البيئة والظروف المواتية للعنف والصدام والدعاية للانفلات والفوضى وعدم الاستقرار وهدم كيان الدولة .
وفي مقاله (معا) بصحيفة المصري اليوم ، قال الدكتور عمرو الشوبكي - تعليقا على نتائج الانتخابات البرلمانية حتى الآن - المفارقة أن القديم بصوره المختلفة خسر مواقعه منذ الجولة الأولى ، وبدا واضحا أن مصر بدأت تضع أقدامها على أعتاب مرحلة جديدة ، فشل فيها كل من انتمى لنواب شراء الأصوات وثقافة ابن الدائرة وابن الحتة التي راجت في عهود سابقة (بصرف النظر عن استخدام البعض المساعدات والأعمال الخيرية) .
وأشار الكاتب إلى أنه لأول مرة يتم طرح مفهوم الخدمة العامة وتنمية الدائرة بديلا عن مفهوم الخدمة الشخصية الذي راج في العهود السابقة ، واستفاد منه مئات الأشخاص من أبناء الدائرة ، في وظيفة هنا أو عقد عمل هناك (ويمكن أن يقوم به أي شخص بمنطق الجدعنة المصرية وليس بالضرورة نائب في البرلمان) في حين بقيت أحوال الدائرة على حالها، وغاب عنها الحد الأدنى من الخدمات وانتشرت فيها العشوائيات
وتعمقت المشاكل.
وقال صحيح أن مهمة النائب هى الرقابة والتشريع ، لكن سيظل له دور في تنمية الدائرة مادام المجلس المحلي غائبا، وحتى مع عودته فإنه في كل البلاد الديمقراطية هناك علاقة بين النائب والدائرة ، قائمة على مفهوم التنمية والخدمة العامة وليس الخدمات الفردية التي يمكن أن يقوم بها الكثيرون وهم خارج البرلمان .
واختتم الكاتب مقاله قائلا لقد ولد في مصر مولود جديد، لكنه يحتاج إلى رعاية من الجميع حتى ينمو في الإتجاه الصحيح ولا ينتكس مرة آخرى ، لأن القديم مازال حاضرا ، ويمكن أن يرتدي ثيابا جديدة ليعود بنا مرة آخرى إلى مربع الفشل والإستبداد .