موسى: مشروع قرار مجلس الامن لادانة سورية هو مشروع فرنسي ولم يستشر أحد الجامعة العربية !!!
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في مقابلة خاصة مع قناة روسيا اليوم ان مشروع القرار المقدم في مجلس الامن لادانة سورية هو مشروع فرنسي ولم يستشر أحد الجامعة العربية في هذا الامر، مضيفا انه يندد باستعمال العنف ضد المدنيين.
وفي تعليقه على موقف جامعة الدول العربية من تقدم بريطانيا وفرنسا الى مجلس الامن الدولي بمشروع القرار ضد سورية قال موسى لا يوجد موقف محدد للجامعة من أمر لم يعرض علينا ، موضحا ان هذه مسألة خاصة بفرنسا وبعض الدول امام مجلس الامن. نحن نتابع عن بعد لأنه لم نُستشر ولم يرسل الينا مشروع القرار . وأشار الامين العام للجامعة الى ان مشروع القرار هذا ليس فيه اجراءات معينة ولا توجد صيغة نهائية للوثيقة، حسب معرفته.
وردا على سؤال حول موقفه مما يحدث في سورية قال موسى انا ارفض استخدام العنف ضد المدنيين.. لأن ذلك يؤدي دائما الى نهايات غير طيبة ، مضيفا ان الناس لهم الحق في ان يطلبوا أن تتحسن أحوالهم وهم يعيشون في منطقة حصل فيها مثل هذا في مصر وفي تونس وفي غيرها، مشيرا في هذا السياق الى ان كل المجتمعات العربية تتحرك .
هذا واعرب موسى عن اعتقاده ان الجامعة العربية تمر الآن بمرحلة غريبة جدا لأن العالم يتغير جذريا، وبالتالي العالم العربي الذي عرفناه حتى اليوم ليس هو الذي سيكون في السنوات الاربع او الخمس القادمة ، مشددا على ان الجامعة العربية يجب ان تواكب هذا التغيير وألا تتخلف عنه .
وأكد الامين العام ان الجامعة العربية نجحت في أمور كثيرة، وكانت هي أول من تحدث عن التغيير، ووثيقة عن التغيير والتحديث والتطوير صدرت في عام 2004 عن قمة تونس بناء على اقتراح من الامين العام لجامعة الدول العربية، وتكلمنا فيها عن الشفافية وعن الديمقراطية وعن حقوق المرأة وعن الشباب وعن التعليم .
وفيما يلي النص الكامل للحوار:
- السيد عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية هناك مشروع إدانة في مجلس الأمن يتعلق بسوريا، ما هو موقف الجامعة العربية؟
- ليس هناك موقف محدد من الجامعة لأن الأمر لم يعرض علينا، هذه مسألة خاصة بفرنسا وبعض الدول أمام مجلس الأمن، ونحن نتابعه عن بعد لأننا لم نستشر ولم يرسل إلينا مشروع القرار إنما هذا أمر خاص بالوفود في الأمم المتحدة.
- لكن الأمر يتعلق بعضو في الجامعة العربية!
- يتعلق بدولة عربية عضو، ولكن لا يوجد به إجراءات، القرار ليس فيه إجراءات معينة، مشروع ليس فيه إجراءات ومازال الحديث يجري حوله، وحسبما أفهم ليست هناك صيغة نهائية.
- الاحتجاجات مازالت مستمرة في سوريا، إصلاحات الرئيس بشار الأسد لم تقنع المعارضة. ما هي رسالتكم اليوم للرئيس السوري؟
- ليس هناك رسالة، ولو كانت هناك رسالة فهناك قنوات نبلغها عن طريقها وليس كرسالة إعلامية.
- ما هو موقفكم مما يحدث في سوريا؟
- الموقف الذي عبرت عنه، أنا ضد استخدام العنف ضد المدنيين، لأن ذلك يؤدي دائماً إلى نهايات غير محمودة. الناس لديها الحق بأن تطلب أن تتحسن أحوالها. وهم يعيشون في منطقة حصل فيها مثل هذا في مصر وفي تونس وغيرها والقول بأن الموقف في هذا البلد مختلف عن الموقف في البلد الثاني، في مصر قيل ذلك ، بأن مصر شيء وتونس شيء، وظهر أن تونس مثل مصر ومثل الكل، المجتمعات العربية تتحرك سوياً ويجب أن يؤخذ ذلك بعين الاعتبار تماماً.
- كأمين عام للجامعة العربية تعرفون جيداً خبايا السياسة العربية، ما هي نصيحتكم للأمين العام الجديد؟
- الجامعة العربية حالياً تمر بمرحلة غريبة جداً، لأن العالم العربي يتغير تغيراً جذرياً وبالتالي العالم العربي الذي عرفناه حتى اليوم لن يكون كذلك خلال السنوات الأربع أو الخمس القادمة، ستكون هناك ظروف مختلفة، والأمين العام القادم سيأتي في ظروف مختلفة غير تلك الظروف التي عايشتها في السنوات العشر الماضية. وبرأيي أن الجامعة العربية يجب أن تواكب التغييرات، تواكب هذا التغيير ولا تتخلف عنه.
- وماهي اسباب فشل الجامعة العربية في السنوات السابقة؟
- هذا يتوقف على قصدك بكلمة الفشل، لأن ـ الحقيقة ـ الجامعة العربية نجحت في الكثير من الأشياء وكانت اول من تحدث عن التغيير، ووثيقة التغيير والتحديث والتطوير صدرت في سنة 2004 في قمة تونس بناءً على اقتراح من الامين العام لجامعة الدول العربية وتكلمنا فيها عن الشفافية وعن الحرية والديموقراطية وعن حقوق المرأة وعن الشباب وعن التعليم... كل هذا تكلمنا حوله، في الحقيقة الجامعة العربية لم تتخلف عن هذا. هناك تعتيم وظلم كبير جداً وذكر لغير الحقيقة فيما يتعلق بدور الجامعة العربية.
- لكن كانت هناك خلافات بين القادة العرب والجامعة العربية!
- كان هناك خلاف كبير بين الأمين العام وعدد كبير من القادة العرب خصوصاً عندما اقترحت مسألة رابطة الجوار العربي، فهناك محاولات من الجامعة العربية لم تنحج، ولكن كانت هناك محاولات جادة ومحاولات مسجلة بأنها حاولت التغيير باستخادم وسائل التغيير والتطوير من اقتراح رابطة الجوار العربي، واقتراح الحوار مع الدول التي لم نتحاور معها مثل إيران وغيرها. كل هذا كان مبادرات من الجامعة العربية بالإضافة إلى القمم الاقتصادية والاجتماعية بالإضافة إلى القمم الثقافية التي اقترحتها بالإضافة إلى المشروعات والبنوك والصناديق العربية التي مولت الربط الكهربائي وربط الغاز وهذه مسائل كثيرة، الجامعة العربية نجحت ولم تفشل.
- لكن معظم القادة العرب لم يتغيروا بماذا تنصح الأمين العام الجديد؟
- طبعاً، إنما الروح تغيرت، والشارع تغير، وحاجز الخوف انكسر، والتطور مؤكد في العالم العربي كله.