ليبيا تحتفل لأول مرة بعيد استقلالها عن الاحتلال الإيطالي منذ 4 عقود

عربي ودولي


احتفل الشعب الليبي لأول مرة منذ 42 عاما بعيد استقلال ليبيا وتحررها من الاستعمار الإيطالي بعد أن حرموا من الاحتفال بهذه المناسبة منذ انقلاب سبتمبر العسكري عام 1969.

وذكرت وكالة الأنباء الليبية أن الشعب قد خاض ملحمة من الكفاح المرير ، قدم فيها قرابة نصف تعداده شهداء في سيبل حرية ليبيا واستقلالها عبر سلسلة من المعارك البطولية التي شهدتها مختلف مناطق ليبيا على امتداد عقدين من الزمن مجسدة الوحدة الوطنية وإصرار الليبيين على تحرير بلادهم من الاحتلال الإيطالى، لتبدأ فيما بعد المعركة السياسية في كافة المحافل الإقليمية والدولية والتي توجت بإعلان الاستقلال في مثل هذا اليوم الرابع والعشرين من ديسمبر عام 1951.

وأضافت الوكالة أنه في مثل هذا اليوم قبل 60 عاما أعلن الأمير إدريس السنوسي من شرفة قصر المنار بمدينة بنغازي أن ليبيا أصبحت دولة مستقلة حرة وذات سيادة ، نتيجة لجهاد الشعب الليبي وتنفيذا لقرار هيئة الأمم المتحدة ، وبناء على قرار الجمعية الوطنية الصادر بتاريخ 2 ديسمبر 1950.

وكانت ليبيا في ذلك الوقت مقسمة إلى ثلاثة أقاليم هي طرابلس وبرقة وفزان .. ولم يتوقف النضال السياسي للشعب الليبي إلى أن تم إعلان الدستور الجديد للبلاد ، وإقامة الدولة الموحدة بتاريخ 26 ابريل من عام 1963 لتصبح ليبيا دولة حرة مستقلة موحدة تحت اسم المملكة الليبية المتحدة .

وتتزامن مناسبة الاحتفال بالذكرى الـ 60 لاستقلال ليبيا مع انتصار ثورة 17 من فبراير التي تمكن بفعلها الشعب الليبي وعبر عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين من إزالة نظام القذافي الديكتاتوري مسجلا ملحمة جديدة وليحقق الاستقلال الثاني لليبيا.

واحتفل الليبيون عبر مبادرات شعبية عمت مختلف المناطق والمدن الليبية بهذه المناسبة رافعين علم الاستقلال الليبي بعد أن عمل نظام الطاغية القذافي على طمس هذا الحدث التاريخي من ذاكرة الليبيين ، واستبداله بذكرى انقلابه العسكري ، ولكن انتصار ثورة الليبيين واحتفالهم اليوم بعيد الاستقلال أثبت حقيقة أن تاريخ الشعوب لا يمكن أن يطمس بقرارات مهما كان مصدرها .. وأن الوطن لا يمكن أن يختزل في شخص مهما كان طغيانه ومهما امتد الزمن أو قصر.