الكفراوى يفرم نسخ مذكراته بعد طباعتها خوفاً من القتل

أخبار مصر


فى 22 نوفمبر الماضى أتم المهندس حسب الله الكفراوى 81 سنة، فهو من مواليد 1930 بكفر سليمان البحري، إحدى قرى محافظة دمياط، فى هذا اليوم كان من المفروض أن يحمل له الناشر فتحى هاشم صاحب دار «جزيرة الورد» النسخة الأولى من مذكراته التى جمعها وأعدها للنشر الكاتب سمير فراج، لكن لأمور فنية تتعلق بالطباعة تأخر استلام نسخ المذكرات، لتتأخر هدية الناشر والكاتب للكفراوى فى عيد ميلاده.

بعد أيام تسلم الكفراوى نسخة من المذكرات التى حملت عنوان «حسب الله الكفراوي.. من القرية إلى الثورة ».. لكنه بعد أن طالعها جيدا، قرر أن يشترى النسخ المطبوعة كلها ويقوم بإعدامها لأنها من وجهة نظره فيه بعض المعلومات التى يمكن أن تكون سببا فى تهديده هو وأسرته بالقتل.

كان ما قاله الكفراوى غريبا بعض الشىء، فالكتاب ليس إلا تجميعا موسعا لمجموعة الحوارات التى أجراها سمير فراج مع حسب الكفراوى عبر سنوات عديدة، وهى الحوارات التى قام بنشرها قبل ذلك فى عدة صحف عربية كان يعمل بها، كما أنه ضم مجموعة كبيرة من الحوارات التى أدلى بها الكفراوى لعدد من الصحف المصرية خلال السنوات الأخيرة من حكم الرئيس مبارك.. ثم خلال الفترة التى أعقبت الثورة.

كان الكفراوى فى حواراته خلال السنوات الأخيرة كاشفا وحادا وحاسما.. هاجم نظام مبارك بقوة وكشف العديد من الأسرار التى كان البعض يعتبرها وقتها جرأة نادرة من رجل عمل إلى جوار مبارك سنوات طويلة، ورغم هذه الجرأة إلا أن الكفراوى لم يتعرض لأية مضايقات أو أذى أو تهديدات بالقتل له أو لأولاده من أى نوع على الاطلاق.

لم يفصح المهندس حسب الله الكفراوى حتى لناشره عن أسباب تخوفه، إلا أنه قرر أن يقرأ المذكرات مرة أخرى ليحذف منها بعض الفقرات التى يمكن أن تشكل خطرا عليه، وبعد ذلك تخرج للنور الطبعة المنقحة من وجهة نظره، وهى طبعة كما يعتقد لن تعرضه لأية مشكلات.

تخوفات حسب الله الكفراوى فيما يبدو تأتى من الاتهامات التى ألقاها على مبارك ورجاله، وهى الاتهامات التى صرح بها فى حوارات بعد الثورة مباشرة، وقد مضت شهور طويلة دون أن يتعرض لأذي، وهو ما يعنى أن من طالتهم اتهامات الكفراوى بالفساد لم يتحركوا ضده.

اللغز الذى لم يفصح عنه حسب الله الكفراوى هو: هل وصلته تهديدات من أى جهة؟ هل تلقى نصائح بأن يصمت؟.. لكن المذكرات التى نشرت دون أن يعرف.. وأراد ناشرها وكاتبها أن تكون بمثابة هدية له فى عيد ميلاد خرقت اتفاق ما عقده الكفراوي.

الكتاب الذى تم فرمه - لدينا نسخة منه يمكن بالطبع أن يحصل عليها الكفراوى إذا أراد ذلك - يقع فى 576 صفحة من القطع الكبير، ويسجل لمشوار حياته العملى والسياسي، ويركز على علاقته بالرئيسين السادات ومبارك.

وقد منح معد المذكرات فترة الرئيس مبارك مساحة كبيرة من المذكرات.. وأبرز آراء حسب الله فى مبارك، وكان منها أن دفعته كانت 149 طيارا وأن ترتيبه كان الأخير على هذه الدفعة، وأنه قدم له ملفات فساد موثقة ضد كل من عاطف صدقى وفتحى سرور وصفوت الشريف فغضب منه بشدة وقال له: صفوت لا، كما أن مدكور أبوالعز أحد أساتذة مبارك فى الكلية الجوية مسح بمبارك الأرض لأنه أهان أباه ورفض مقابلته وطلب من حرس الكلية عدم إدخاله.

ومن بين ما قاله أيضا إن مدكور أبو العز قال لحسنى مبارك فى مكتبه: إنت هتعمل على ريس يا حسني؟.. وأن مبارك كان يلقى بخطاياه على من حوله، كما أنه تخلص من المشير عبد الحليم أبو غزالة لأنه كان شخصا محبوبا.. ولم ينس الكفراوى أن يقدم معلومات ورأيا محددا فى صفوت الشريف وهو أنه كان يحتقره بشدة رغم أن هذه المعلومات فى النهاية يمكن أن تكون عادية جدا.. وأقدمت الصحافة على نشر ما هو أشد منها وأعتى فى مخاصمة رجال مبارك، إلا أن الكفراوى قد يعتقد أنها يمكن أن تكون سببا فى إيذائه دون أن يحدد بالضبط من هؤلاء الذين يمكن أن يقدموا على ذلك.

حتى الآن لم يحدد ناشر المذكرات موعدا لطرح النسخة الجديدة المعدلة منها.. لأن الكفراوى لم ينته بعد من حذف الفقرات التى يرى أنها تمثل خطرا عليها.. خاصة أن هناك احتمالاً أن يتراجع حسب الله عن نشر المذكرات بهذه الصورة لأنها ليست إلا مجموعة من الحوارات المجمعة.. وهو ما جعله يتحمل تكلفة ألف نسخة تمت طباعتها.. دفعها للنشر قبل عملية الفرم