أنصار 14 فبراير في البحرين يشيدون بالموقف الجماهيري الواعي الرافض لتكرار الحوارات السرية

عربي ودولي



منذ اليوم الأول لتقديم تقرير لجنة تقصي الحقائق الخليفية للديكتاتور حمد بن عيسى آل خليفة ، ونحن نرى تنفيذ المخطط والسيناريو الأمريكي البريطاني للإصلاح السياسي الرامي إلى إجهاض الثورة ومصادرتها ، والزيارة التي يقوم بها الشيخ علي سلمان أمين عام جمعية الوفاق الوطني الإسلامية والدكتور منصور الجمري وبعض الشخصيات المحسوبة على الموالاة للحكم الخليفي الى العاصمة البريطانية لندن بحجة وذريعة المشاركة في ندوة حول الأوضاع في البحرين وتنفيذ ما جاء في تقرير بسيوني ، وزيارة الطاغية حمد المفاجئة والمعد لها مسبقا للحضور في هذا التاريخ كلها تصب في خانة تنفيذ المخطط البسيوأمريكي والأنجلوأمريكي لمشروع الإصلاح السياسي بنسختة المعدلة والمطورة والجديدة من أجل أن تخرج السلطة الخليفية من ورطتها وأزمتها السياسية الخانقة ويفلت الديكتاتور ورموز حكمه من العقاب والمحاكمة في محكمة العدل الدولية في لاهاي.

إن تأخير الإعلان عن تقرير لجنة بسيوني لتقصي الحقائق كان الهدف منه أن تطبخ المؤامرة السياسية والمشروع التآمري على نار هادئة من قبل أمريكا وبريطانيا حتى يطرح في وقته المناسب بعد الإتفاق مع جمعية الوفاق والسلطة ، ولذلك فإن حوارات ولقاءات وسفرات تمت في السر ووراء الكواليس وخلف الأبواب المغلقة منذ شهور ، كما حدث من قبل من حوارات أيام فبراير ومارس عندما كان شباب الثورة وجماهيرها معتصمين في دوار اللؤلؤة ويواصلون مسيراتهم ومظاهراتهم وإعتصاماتهم هنا وهناك.

ففي فبراير ومارس الماضيين إدعى رموز جمعية الوفاق في بداية الثورة بأنهم لن يتحاوروا مع السلطة ، ولم يتحاورا مع ولي العهد ، ولكنهم كانوا في السر يتفاوضون ويتحاورون مع سلمان بن حمد آل خليفة لأكثر من خمسة أشهر أو أكثر ، وكانوا يسعون إلى تهدأة الشارع ويطالبون الجماهير بعدم إطلاق الشعارات الثورية ومنها الشعب يريد إسقاط النظام ويسقط حمد يسقط حمد والموت لآل خليفة ، وشعارات أخرى ، وإستبدالها بشعار الشعب يريد إصلاح النظام ، وكان قادة الوفاق يصرحون بين الفينة والأخرى بأن الأقلية من شعب البحرين هي التي تطالب بإسقاط النظام وهي ليست جدية في ذلك ، بينما الأغلبية الشعبية تطالب بإصلاح النظام ، ولا زالت تلك التصريحات تطالعنا بين الفينة والأخرى.

وأيام مؤتمر ما سمي حوار التوافق الوطني وبعده إعترف رموز الوفاق بأنه كانت لديهم لقاءات وحوارات ومفاوضات سرية مع ولي العهد لم تؤدي إلى نتيجة.

وقبيل أيام عاشوراء الحسين (عليه السلام) طالبت الوفاق في بيان لها بأن لا يطلق الشعب والشباب شعارات سياسية في الشعائر الحسينية ، ولكن الشعب وشباب الثورة قد أستفادوا من حماسة عاشوراء وكربلاء وأطلقوا شعاراتهم الثورية المطالبة بالإصلاح الجذري والثوري وسقوط الطاغية حمد وإسقاط النظام.

وخلال العشرة شهور التي مضت وإلى يومنا هذا لا زالت الوفاق تدعي بأن الشعب يريد إصلاح النظام ،وإنها لا تريد إسقاط النظام وتطالب بملكية دستورية ، بينما لم نرى خلال العشرة أشهر أي مظاهرة أو مسيرة تطالب بإصلاح النظام ، بل أن كل ما يطلقه الشعب وتنشره الفضائيات كان الشعب يريد إسقاط النظام ويسقط حمد يسقط حمد وشعارنا إلى الأبد يسقط حمد يسقط حمد ولا حوار لا حوار حتى يسقط النظام ولا حوار مع القتلة والسفاحين.

إن الولايات المتحدة وبريطانيا يسعون لإنقاذ الحكم الخليفي والتغطية على جرائمه ويحاولون بشتى السبل أن يفلت الطاغية حمد ورموز حكمه من العقاب ، لذلك فإنهم يضغطون بإتجاه أن تقوم السلطة بإعطاء جمعية الوفاق الحصة الأكبر في الإصلاحات السياسية وبعدها سائر الجمعيات السياسية ،ويسعون لأن يشركوا فصائل المعارضة المطالبة بإسقاط النظام في عملية الحوار والتسوية السياسية القادمة ، ولذلك فإن الشيخ علي سلمان سافر إلى لندن بذريعة الحضور في ندوة حول البحرين ومعه الدكتور منصور الجمري علهم يستطيعون أن يقنعوا الدكتور سعيد وحركة أحرار البحرين والتحالف من أجل الجمهورية وسائر شخصيات المعارضة في لندن بأن ينزلوا من سقف المطالب ويشاركوا في الحوار القادم لإيجاد تسوية سياسية تحفظ ماء السلطة والطاغية وتنجح المشروع البسيوأمريكي.

إن الدكتور سعيد وحركة أحرار البحرين والتحالف من أجل الجمهورية لن يتراجعوا عن مشروع إسقاط النظام ومطالب شباب ثورة 14 فبراير ، لأن التنازل عن هذا المشروع يساوي الإنتحار السياسي لهم ، ولذلك فإنهم ليسوا على إستعداد لأن يضحوا بمستقبلهم السياسي وصداقتهم مع شعبهم من أجل مستقبل مجهول مع هذا النظام الديكتاتوري الغادر.

يا جماهير شعبنا في البحرين

يا شباب ثورة 14 فبراير

إننا نشيد بمواقفكم الواعية من الحوارات السرية التي جرت في السابق بين جمعية الوفاق والسلطة الخليفية ، وما جرى ولا زال يجري خلف الكواليس بين رموز وقادة الوفاق والحكومة البريطانية والسلطة الأمريكية وسفاراتهم في المنامة ، ومع السلطة الخليفية من أجل تمرير مشروع أمريكي بريطاني صهيوني لإجهاض الثورة ، وإن مواقفكم الواعية والثورية تجاه مشروع الإصلاح السياسي الأمريكي قد أثلجت صدور شباب الثورة وأعطتهم زخما ثوريا لمواصلة الطريق والإستمرار في المظاهرات والمسيرات من أجل تقرير المصير وإسقاط الحكم الخليفي الديكتاتوري وإقامة نظام سياسي جديد يعتمد مبدأ التعددية السياسية والمشاركة الشاملة للشيعة والسنة في الحكم ويضمن مستقبل الشعب وحرياته الدينية والسياسية ورفاهه وأمنه وأستقراره.

إن وعيكم أيها الشعب العظيم وإصراركم على قناعاتكم وشعاراتكم وأهدافكم المطالبة بسقوط هيتلر وفرعون ويزيد البحرين وحكمه الأموي الدموي العنصري هو الضمانة الوحيدة أمام مؤامرات إجهاض الثورة ومصادرتها من قبل الإستكبار العالمي بقيادة أمريكا وبريطانيا وحلفائهم الخليفيين والسعوديين ، وضمانة لعدم مصادرتها من قبل بعض الجمعيات السياسية التي تسعى من أجل السلطة والحكم والمكاسب السياسية الحزبية والشخصية ، دون إعارة أي أهمية لرأي الشارع وشباب وجماهير الثورة وإئتلاف شباب ثورة 14 فبراير وسائر فصائل وحركات شباب الثورة الأبطال والأشاوس ، ودون إعارة أي أهمية لرأي الرموز الدينية والوطنية والسياسية والحقوقيين الثوريين المغيبين في قعر السجون.

إن جماهير الثورة وشبابها ومنذ اليوم الأول لإنطلاق ثورة 14 فببراير كانوا يطالبون بإسقاط النظام ، وبعد أن إحتلت قوات آل سعود وقوات درع الجزيرة البحرين وأصبحت البحرين محتلة وأحد مقاطعات الحكم السعودي وقامت السلطة مدعومة بقوات الإحتلال السعودي بهدم المساجد والحسينيات والمظائف وقبور الأولياء والصالحين وحرق القرآن والإعتداء على أعراض النساء وإعتقال الحرائر وإعتقال الآلاف من أبناء شعبنا وتعذيبهم تعذيبا قاسيا ، وسقوط أكثر من تسعة وأربعين شهيدا وشهيدة وسقوط المئات من الجرحى والمعاقين ، فإن شعبنا وشبابنا الثوري قد صمم بأن يقتلع جذور هذه السلطة الظالمة وفرعونها ويزيدها الغادر الذي لا يمكن الثقة به والإعتماد عليه وعلى حكمه الفاشي.

لقد قرر الشعب بأغلبيته وشبابه الثوري وقواه السياسية المعارضة أن يخوضوا معركة تقرير المصير وإسقاط النظام وعدم الإهتمام والإكتراث بدعوات التهدأة والحوار مع السلطة الظالمة والإيمان بشرعيتها وشرعية الطاغية حمد ، فشعبنا لن يهادن ولن يساوم ولن يحاور ولن يقبل بشرعية الحكم الأموي الخليفي هاتفا هيهات منا الذلة .. ومثلي لا يبايع مثله .. وألا أن الدعي إبن الدعي قد ركز بين إثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة .. ولن نركع إلا لله .. ولن نسكت عما جرى لنسائنا وبناتنا ومعلمينا وأطبائنا ورموزنا الدينية والوطنية ، ولن نسكت عن جرائم الحرب ومجازر الإبادة ولن نقبل بإفلات الطاغية حمد وخليفة بن سلمان ووزير الداخلية والدفاع ورموز الأمن المتورطين في قتل الشعب من العقاب.

وأخيرا فشكرا لكم يا جماهيرنا الثورية الواعية التي أفشلت مؤامرات أمريكا وبريطانيا والحكم الخليفي الرامية لإجهاض الثورة وتمرير المشروع الأمريكي الخطير ، ولكم الشكر على وعيكم السياسي وإدراككم لما تقوم به بعض الجمعيات السياسية ورموزها من حوارات ولقاءات سرية من أجل تمرير صفقات سياسية للحصول على مكاسب في الحكومة والبرلمان ومجالس البلديات على حساب الشعب وآهاته والامه.

إنكم يا جماهيرنا بأجمعكم لم ولن تقبلوا بصريحات البعض التي تبرىء ساحة حمد بن عيسى وأبنائه وحكومته من العقاب ، فالطاغية هو المسئول الأول والأخير عن كل الجرائم التي أرتكبت بحق شعبنا ، وهو المسئول عن كل المجازر وسياسة التجنيس السياسي وهتك الأعراض وإغتصاب النساء وهدم المساجد والحسينات والمظائف ، وكلنا في البحرين يعرف تاريخ الساقط حمد فهو النسخة الثانية ليزيد بن معاوية بن أبي سفيان وقد جسد في شخصيته أيضا مساوىء الطاغية معاوية بن أبي سفيان في الخداع والمكر والمراوغة.

وهيهات هيهات أن يقبل شعبنا بتصريحات البعض من رموز الجمعيات السياسية المعارضة التي تسعى لأن تنتقص من شعبنا وتقبل بشرعية الحكم الأموي الخليفي ، وتطالب بحوار مع الطاغية وولي عهده سلمان بن حمد من أجل حل الأزمة ، فشعبنا يرفض رفضا قاطعا هذه المواقف ويرفض تصريحات الديكتاتور التي أطلقها من لندن بأنه على إستعداد لإستقبال ممثلين عن قوى المعارضة والجمعيات للإشراف على عملية الإصلاح ومشاركتهم في السلطة ، وإن شعبنا لا يثق بك ولا بوعودك ولا بحكمك وسوف يواصل نضاله وجهاده ومسيراته وعمله الثوري حتى يجتث حكمك الأموي الديكتاتوري ويشيد دعائم حكم سياسي جديد بسواعد رجال الثورة وشبابها وشبانها ونسائها وشاباتها .. ونحن قادرون على إقامة الحكم العادل الجديد وقادرون على إسقاطك وإسقاط حكمك الديكتاتوري الفاشي بإذن الله تعالى.