خلاف اوروبي يكشف الانقسامات في الائتلاف الحاكم في بريطانيا

عربي ودولي


لندن (رويترز) - ظهرت الانقسامات بشأن اوروبا في الحكومة الائتلافية في بريطانيا يوم الاحد حين قال نائب رئيس الوزراء نيك كليج ان قمة الاتحاد الاوروبي التي انتهت باستخدام رئيس الوزراء لحقه في الاعتراض تمثل خيبة امل مريرة وأنها سيئة بالنسبة لبريطانيا .

لكن كليج الذي يقود الديمقراطيين الاحرار المؤيدين لاوروبا وهم الشريك الاصغر في الائتلاف نفى أن تكون الحكومة الائتلافية التي يقودها حزب المحافظين على شفا الانهيار. وتولى الائتلاف الحكم في مايو ايار 2010 بجدول اعمال يعد بخفض العجز.

وقال كليج في لقاء تلفزيوني اذا تداعت الحكومة الائتلافية الان سيكون هذا اكثر ضررا بنا كدولة. سيسبب هذا كارثة اقتصادية للبلاد في وقت ارتباك اقتصادي هائل.

واتفق وزير الخارجية المحافظ وليام هيج مع هذا الرأي قائلا ان من المهم ان يستمر الائتلاف في وقت تتأرجح فيه بريطانيا على شفا ركود جديد.

وقال هيج لقناة سكاي نيوز رغم ان بعض هذه الاراء المختلفة بخصوص اوروبا ظهرت على السطح في الايام الاخيرة الا أن الديمقراطيين الاحرار واضحون ..وكذلك نحن.. بشأن ان استمرار الائتلاف يمثل مصلحة حيوية لهذا البلد.

لكن الخلافات بين الجانبين عميقة.

ووجه كليج انتقاداته لاعضاء حزب المحافظين الذين يرتابون في اوروبا ويضغطون على كاميرون كي يقوم بعد استخدامه حق النقض ضد تغيير معاهدة الاتحاد الاوروبي باجراء استفتاء لانهاء عضوية بريطانيا للاتحاد المكون من 27 دولة.

وقال كليج لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) بريطانيا التي تترك الاتحاد الاوروبي ستعتبرها واشنطن غير ذات صلة وربما تعتبر قزما في عالم أريد أن نقف فيه شامخين وقادة.

واثناء قمة في بروكسل يوم الجمعة استخدمت بريطانيا حق النقض ضد خطة لاتفاقية جديدة للاتحاد الاوروبي ستفرض سيطرة جديدة للاتحاد على ميزانيات الحكومات الوطنية من اجل كبح ازمة الديون في الكتلة الاوروبية.

وقال كاميرون ان الاتفاق المقترح يهدد بعدم ترحيب صناعة الخدمات المالية البريطانية الضخمة بقرار الاتحاد الاوروبي.

وتنوي دول الاتحاد الاخرى ومن بينها 17 دولة تتعامل باليورو تبني اتفاق منفصل بدون بريطانيا مما يجعلها اكثر عزلة من اي وقت مضى داخل الاتحاد الذي انضمت اليه عام 1973 وان كان البريطانيون ينظرون له بتشكك منذ فترة طويلة.

وقال كليج لبرنامج اندرو مار على تلفزيون (بي.بي.سي) أشعر بخيبة أمل مريرة من نتيجة قمة الاسبوع الماضي خاصة لانني اعتقد الان أن هناك تهديدا بأن تصبح بريطانيا منعزلة ومهمشة داخل الاتحاد الاوروبي.

لا أعتقد أن هذا مفيد للوظائف في المدينة وغيرها. لا أعتقد أنه مفيد للنمو او للاسر في شمال البلاد وجنوبها.

ومن المرجح أن تطمئن تصريحات كليج الحادة القاعدة العريضة لحزبه الذي ينتمي ليسار الوسط والذي كون ائتلافا مع المحافظين بعد انتخابات غير حاسمة العام الماضي.

وتراجع الدعم للديمقراطيين الاحرار الى النصف تقريبا ليصل الى اكثر من عشرة بالمئة بقليل منذ الانتخابات اذ لا يرضى كثير من مؤيديهم السابقين عن تنازلات قدموها من أبرزها قرار التراجع عن معارضتهم لرفع مصروفات الدراسة بالجامعات.

ومن شأن انهيار الائتلاف الان أن يترك الديمقراطيين الاحرار ليواجهوا هزيمة في اي انتخابات مبكرة.