الأنبا يوحنا : الفضل في التسامح بين المسلمين والأقباط لـ"عمرو بن العاص"

أخبار مصر


قال الأنبا يوحنا قلته المعاون البطريركي للأقباط الأرثوذكس، إن صاحب الفضل في التسامح المتواجد في الشارع المصري بين المسلمين والأقباط إلي الإمام عمرو بن العاص لكونه فاتح مصر،

وعندما دخلها ومعه جيش قرابة 4 آلاف جندي لم يكن داخل مصر جيش أو شرطة وإنما كان هناك بيزنطيون وهربوا فور علمهم بدخول المسلمين، وأضاف أن عمرو بن العاص كان تاجر جلود ويعلم مصر حارة حارة، وأن وجد الكنائس والأقباط في مصر فأنشأ علاقات تاريخية معهم ولم يفرض عليهم الجزية وقتها.

وأكد قلتله، مع الإعلامي معتز الدمرداش في برنامج مصر الجديدة المذاع علي فضائية الحياة 2 ، أنه كلما زادت المظاهر الدينية والتشدد فيها إزدادت وتيرة العنف في البلاد، أن الإيمان مواقف وخلق مع المواطنين، مؤكداً أن الحرامي قبل ذهابه إلي السرقة يقول إسترها يارب، وأن هناك تاجر مخدرات يكسب من الحرام والقتل ويذهب لبناء مسجد، وشدد علي أن الدين الظاهري يشجع الانسان لأنه يكون نصاب.

وحول تقييمه لما يحدث في مصر من صعود التيارت الإسلامية، أكد أنه لايخاف من الموقف الداخلي في البلاد بعد ما حدث في الانتخابات، مؤكداً أن النتيجة كانت محسومة قبل الإنتخابات لانهم تصدروا الموقف بعد الثورة المصرية، وإختفت مقابل قوتهم كل الأحزاب.

وأوضح أن هناك أكثر من 40% من المواطنين أميين ولديهم العاطفة تغلب الفكر والفهم الصحيح، ويجعلهم ذلك يختارون المرشحين بعاطفتهم الدينية سواءً مسلمين أو مسيحيين، وذلك يعد إستغلال السياسة في الدين .

وأضاف أنه مصر دولة علمت العالم التدين وقيم تقديس الدين منذ آلاف السنين حيث كان يظهر الفراعنة وهم يتعبدون لآلهتهم، وغيورون جداً عليهم، وذلك يظهر في مواضع كثيرة منها معبد ملاوي الذي به صلاة أخناتون.

وحول تخوف الأقباط من نتائج الإنتخابات أكد أنه لابد من الإهتمام بالصورة الخارجية للمسلمين من أخلاق وتعاملات، مؤكداً أن هناك عدد كبير من الأقباط يفكر في الرحيل عن البلاد بعد تصدر المسلمين المشهد، وذلك بعد تهويل عدد من الصحف خاصةً القومية منها الموقف بعناوين فظة ومرعبة أرعب الكثيرين من الأقباط، مؤكداً علي أن الأقباط ليسوا جالية وافدة من الخارج وإنما هم من عصب الدولة المصرية والتاريخ المصري.

وشدد علي أن الأقباط لن يستسلموا لما يقال عنه دفع الجزية للمسلمين ولو حتي علي جثثهم، وأضاف أنه لن يعودوا للعصور الوسطي والظلم من قبل المتشددين، وأن من يفكر في إقامة دولة دينية لن يفلح في عصرنا هذا، لأن الدولة الدينية لا تصلح في أي نظام كوني، لأن الدين لا ينظم مرور ولا ضرائب ولا أي أمر من الأمور الحياتية المستحدثة في الدول المتقدمة، لأنه الدين منهج وحياة وأنه خلق يسير علي المواطن في حياته الخاصة.

وقال يوحنا: لن نلجأ حال الظلم من قبل المتشددين للأمم المتحدة أو الغرب ولكن سنلجأ للأزهر الشريف ، وأضاف: أنا أستقوي بجاري المسلم وليس بأمريكا ، مبرراً ذلك بأن الغرب لن ينصفهم وأنهم لا يريدون الإستقواء بالخارج، وأن أمريكا لم تحافظ علي أقباط العراق عندما دخلت العراق بـ 150 ألف جندي مدجج بالسلاح ولكنها هدمت الكنائس .

ورداً علي سؤال حول الموافقة علي تطبيق الشريعة الإسلامية أبدي موافقته بذلك لأن الدين الإسلامي لا يظلم والأشخاص هي من تظلم المواطنين، وأن القرآن الكريم يقول: لاإكراه في الدين ، وأضاف أنه حال ذلك لابد للمسلمين أن يحترموا الثوابت الدينية مع كل المواطنين في مصر.

وأكد علي أنه يحترك جماعة الإخوان المسلمين كثيراً لأنها جماعة معتدلة فكرياً، ولديهم مرونة كبيرة في التعامل مع الأقباط، مؤكداً علي إحترام كل الأقباط في مصر للحضارة الإسلامية.

وقال أن تلك الثورة تكررت في عهد الخليفة المأمون الذي كان يظلم الشعب في مصر، وقام أهل الأرض في مصر من مسلمين وأقباط متواحدين يداً واحدة ضد الوالي، وذلك من أرقي أنواع الحرية.

وأوضح يوحنا أن ما حدث في الإنتخابات من إستخدام شعارات دينية من قبل المسلمين والمسيحيين ليس بالكارثة كما يراها الكثيرون وإنما هي من نبع الحرية والديمقراطية التي ولدتها الثورة المصرية، وأن كل المواطنين كان لديهم كبت من قبل الحكومة السابقة التي كانت لا تعطي أحد التعبير عن رأيه بحرية، مؤكداً أن تلك المظاهر وقتية وستختفي مع الوقت، مؤكداً أنه أعطي صوته لمرشح مسلم في الانتخابات.

وأكد أن الأقباط كانوا يعيشون حالة من الكبت والضيق من جراء الممارسات إبان العهد البائد قبل ثورة 25 يناير التي أعادتهم إلي الإشتراك مرة ثانية مع المسلمين في كل الحياة.