ناديه صالح تكتب : أغثنا يارسول الله

مقالات الرأي


هذه أيام صعبة.. قد تستعصى على القلم وربما يجاهد ليطول أحداثها ويكتب عنها ويسجلها للتاريخ أيام ثائرة فائرة حائرة، فالكل ثائر فائر وفى ذات الوقت حائر، نصحو وننام على طلقات رصاص وعراك بين مصريين شرفاء ماكان أغناهم عن هذا العراك، عيون مصر يفقؤها العنف والعناد وقلة الصبر أو قلة... (قل ماشئت)، ماذا يجرى على الأرض؟! وماذا تقول السماء؟! السماء لاترضى هذا العنف، بل السماء تقول لنا لاتفرقوا فتذهب ريحكم، ياعيون مصر.. ياقلوب مصر.. ياحماة مصر.. لماذا كل هذا؟! كنا ثورة نقية أذهلت الدنيا وحكوا عنها حتى طلبوها نموذجا لصغارهم فى المدارس ليدرسوا كيف تكون الحرية وطريق الحرية.. فماذا جري؟! هل حسدونا؟! نعم .. اتحسدنا وحسدونا.. فاطلقوا البخور كثيرا من شر حاسد إذا حسد، ياالله أنعم علينا بالصبر الجميل والحكمة التى تخرجنا من هذا البلاء..

أشقاؤنا وأبناؤنا ينزفون ويموتون، الأجساد الطاهرة تلقى بعيدا فى إهمال دون عقل أو رحمة من دين يأمر بحرمتها.. فأين حرمة الموتى والشهداء؟! الأيام سوداء والأصح أنها حمراء بلون دماء طاهرة ذكية (زهقت) من طول انتظار.. الجميع يخطئ والدنيا ترتطم فى موجات عنف لايجد لها الحكماء مبرراً ولكننا لابد أن نستدعى الحكمة والحكماء.. فأين هم؟! اطلعوا علينا يا إخوان الحكمة وياشركاء الأيام والدرب الطويل المرير كثيرا والسعيد قليلا.. انسوا خصوصياتكم وأهدافكم الحميمة وراقبوا مصر وضعوها فوق الرؤوس.. فليرحم كبيرنا صغيرنا ولكن ليوقر صغيرنا كبيرنا أيضا فلا يصح أن نسمع أو نرى هذا البعيد عن اللياقة فى التخاطب والحدة فى الكلمات.. فلنتق الله جميعا فى بلد أنجبنا وأطعمنا وسقانا حتى ولو كان ماتأكله مسرطناً أو مانشربه ملوثاً، فاليوم أصبح البلد بلدنا.. ولنقم قومة رجل واحد لنطعم الطعام الشهى ولنشرب الماء الطهور، ولكن ليعمل كل منا بهمة وضمير ولنطلب من الله المغفرة.. أغثنا أدركنا يارسول الله.. والله محبة