السفير الايرانى بالقاهرة: العرب قابلوا دعمنا بالهجوم والتخوين

عربي ودولي


أكد الخبراء والدبلوماسيون الذين حاضروا فى مؤتمر مستقبل العلاقات المصرية الإيرانية الذى أقيم في المركز الدولى للدراسات المستقبلية أن التقارب بين مصر وإيران بعد الثورة المصرية أصبح محتملا خاصة بعد حدوث انتخابات برلمانية ورئاسية والتي ستعبر عن توجه جديد للدولة بعيدا عن نظام مبارك.

فقد قال رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية فى مصر مجتبى أمانى إن الثورة الإيرانية الإسلامية قدمت للعرب الكثير، واضعة القضايا العربية صدر اهتمامها، كما وضعت القضية الفلسطينية على أولوياتها بعد الثورة، إذ أغلقنا سفارة الكيان الصهيوني وسلمناها للفلسطينيين، كما أدخلنا اللغة العربية فى الدستور الخاص بنا كلغة ثانية، وبالرغم من ذلك قابل العرب ذلك بالهجوم الشديد على النموذج الإيرانى بدلا من الترحيب به .

وأضاف أمانى أن إيران اتخذت خطوات تفاعلية من أجل التقارب العربى، إذ اتخذت خطوات عملية بشأن إجراء سياسات تقريب للمذاهب الإسلامية، ودعمت قضية فلسطين بكل جوانبها، ولديها القبول لدفع الثمن فى كل الساحات، هذا بالإضافة إلى اتخاذ موقف سليم عند احتلال الكويت من جانب صدام، وبذلت الجهود بشأن تخفيف آلام الكويتيين واستضافت الكثير منهم.

وأكد أمانى، أن إيران ليس لديها أى توجهات، ولا تريد إنشاء إمبراطورية فارسية كما تذكر الصحف ووسائل الإعلام، وأن العلاقات العربية والإيرانية كانت فى أحسن حالاتها وقت حكم الشاه الإيرانى الذى كان على علاقة طيبة مع العدو الصهيوني، فى حين أنه الآن وبعد أن قطعت إيران علاقتها بهذا الكيان أصبحت العلاقات مع العرب متوترة، وهاجم العرب إيران واتهموها بأنها تريد فرض سيطرتها على المنطقة.

وقال الدكتور مصطفى اللباد، مدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والإستراتيجية، إن إيران خلقت لبلادها حدوداً مجازية مع كيان الاحتلال بعد أن وطدت علاقتها بالنظام السورى وحزب الله فى لبنان، حيث أصبح لها وجود استراتيجى وسياسى هناك، وذلك من خلال دعم حركات المقاومة الشعبية، كوسيلة لمهاجمة الكيان الصهيونى .

وعلقت الدكتورة نفين مسعد، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن إيران على خصومة مع دول مجلس التعاون ، ولاسيما البحرين والسعودية، وقد تكون بينها وبين قطر والإمارات علاقات تجارية، وخاصة دبى، مضيفة نجد تعامل دول مجلس التعاون مع ثورات الربيع العربى أكثر التفافاً من الدور الإيرانى فى المنطقة .

وأكد ممدوح الولي نقيب الصحفيين أن مصر وإيران تستطيعان الاستفادة اقتصاديا من بعضهم البعض عن طريق مشروعات متبادلة مثل مشروع السياح الإيرانيين الذين سيزورن مصر ويبلغ عددهم 40 ألف سنويا ويمكن أن يحققوا دخلا عاليا لمصر وزيادة في العمالة وإيران مستعدة لتنشيط السياحة لو وافقت مصر.

كما أن هناك مشاريع مشتركة أخرى ستجعل الاقتصاد المصري يخرج من أزمته مثل المشروعات المشتركة والمصانع والتبادل الصناعي والتصدير المتبادل، مشيرا إلى أن صادرات إيران لمصر تتركز على المسليات والفستق والبندق وعين الجمل، بينما تصدر مصر لإيران المعسل والسجائر وهذا أمر لا يليق بدولتين كبيرتين مثل مصر وإيران.

أضاف الولى، أنه بعد ثورة 25 يناير زادت التوقعات لعودة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران، وبالتالى زيادة معدل التبادل التجارى، إلا أن حساسية الموقف المصرى تجاه دول الخليج الفارسي من ناحية وحاجة مصر للمساندة المالية من الولايات المتحدة والدول الأوروبية التى مازالت على علاقات متوترة مع إيران، كان له أثره فى استمرار العلاقات الدبلوماسية والتجارية على حالها بين مصر وإيران، ويرى البعض أن أسباب التخوف من تدعيم موقف التيارات الإسلامية التى زاد نفوذها بعد الثورة المصرية على الساحة السياسية المصرية.

ودعا الولى إلى إمكانية زيادة التبادل التجارى بين البلدين عن طريق تنظيم زيارات مكثفة متبادلة ما بين أعضاء الغرف التجارية والصناعية بالبلدين، للاطلاع الميدانى على المنتجات الخاصة بكل بلد، إلى جانب تبادل المعلومات التفصيلية عن المناطق الصناعية والمنتجات الخاصة بها، كما يحتاج الإعلام الاقتصادى والمرئى إلى زيارات متبادلة للتعرف الميدانى على تلك المناطق الصناعية ومنتجاتها، وذلك لتكوين صورة ذهنية عن إنتاج كلا البلدين.