كلينتون تزور مانيلا وسط خلاف اقليمي بشأن بحر الصين الجنوبي
مانيلا (رويترز) - انتقدت الفلبين شركاءها في رابطة دول جنوب شرق اسيا (اسيان) يوم الثلاثاء لتقاعسهم عن اتخاذ موقف موحد ضد الصين بشأن الحقوق البحرية في بحر الصين الجنوبي وهو ممر ملاحي مهم يعتقد أنه يحتوي على موارد نفطية ومعدنية قيمة.
وتزامنت تصريحات وزير الخارجية الفلبيني ألبرت ديل روزاريو مع وصول نظيرته الامريكية هيلاري كلينتون الى مانيلا في زيارة تستمر يومين من المرجح أن تلح الفلبين خلالها على واشنطن كي تساعد في حل الخلافات على الممرات البحرية التي تطالب بها الصين.
وقال مسؤول عسكري كبير يرافق كلينتون في الزيارة للصحفيين يشعرون بقلق من وجهة نظر أمنية ويتطلعون الينا لنحدد طرقا للعمل سويا. وتابع نحن حريصون جدا على التأكد من أن هذا لن يؤدي على أي نحو الى انزعاج أو استفزاز أي طرف اخر.
ويجتمع زعماء اقليميون في بالي باندونيسيا مطلع الاسبوع القادم في قمتين متلاحقتين في اطار رابطة اسيان وتجمع دول شرق اسيا حيث يتوقع أيضا اثارة قضية الحقوق البحرية.
وتأتي القمتان في أعقاب قمة زعماء دول منتدي التعاون الاقتصادي لدول اسيا والمحيط الهادي (ابك) في هونولولو في الاسبوع المنصرم.
وتطالب الصين بكل المنطقة البحرية التي تضم موارد غنية للطاقة والمصايد مما يضعها في مواجهة مع فيتنام والفلبين اللتين تطل سواحلهما على المنطقة في اختبار للارادة انفجر في صورة اشتباكات عنيفة في السنوات القليلة الماضية.
وعبر دبلوماسيون في فيتنام والفلبين عن قلقهم في احاديث خاصة من أن بكين تستغل نفوذها الاقتصادي للتأثير على بعض الدول الاعضاء في رابطة اسيان التي تضم عشر دول لمنع الرابطة من قيادة المفاوضات بشأن المطالب المتعارضة.
واقترحت الفلبين اقامة منطقة للسلام والحرية والصداقة والتعاون لتحديد أي المناطق محل نزاع وأيها يخضع لسيادة دولة مما يمهد الطريق لاقامة منطقة للتعاون المشترك.
وفي أول علامة على الشقاق مع اجتماع وزراء خارجية المنطقة في منتجع بالي وجه ديل روزاريو اللوم لدول جنوب شرق اسيا مشيرا الى تقاعسها عن استعراض قوتها الدبلوماسية في مواجهة الضغوط الصينية.
وقال في بيان صدر في مانيلا يوم الثلاثاء وقرأه نائبه في اجتماع لوزراء خارجية الاسيان في بالي تولد لدينا انطباع بأن الاعتبارات السياسية والاقتصادية حالت دون التوصل الى نتيجة مثمرة ومقبولة على نحو متبادل بشأن المناقشات لمنطقة للسلام والحرية والصداقة والتعاون اقترحتها الفلبين.
ومضى يقول يتعين على اسيان لعب دور حاسم هذه المرة اذا كانت ترغب في تحقيق طموحاتها للقيادة العالمية.
وقال مارتي ناتالجاوا وزير خارجية اندونيسيا الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لرابطة اسيان ان اقتراح الفلبين فشل في أن يحظى باهتمام في المنطقة.
وقال للصحفيين في بالي المشكلة الرئيسية هي تحديد أي مناطق محل نزاع وأي مناطق ليست محل نزاع... ومن ثم بدت هذه على ما اعتقد فكرة لديها فرصة للنجاح بالنسبة لكثير من الدول.
وستكون قضايا الامن البحري في صدارة القضايا التي ستثار حين يحضر الرئيس الامريكي باراك أوباما قمة شرق اسيا في بالي مطلع الاسبوع القادم كأول زعيم أمريكي يشارك في القمة السنوية للزعماء الاسيويين الشركاء في الحوار.
ومن المتوقع أن يرد أوباما على مطالب الصين البحرية التي ترى الفلبين ودول أخرى حليفة للولايات المتحدة في المنطقة أنها تشكل تهديدا اقتصاديا وعسكريا.
ومن بين الدول التي تطالب بمناطق في بحر الصين الجنوبي تايوان وماليزيا وبروناي. وتضغط تلك الدول بالاضافة الى الولايات المتحدة واليابان على بكين كي تحاول التوصل الى سبيل ما للمضي قدما بشأن مسألة السيادة التي اشتعلت من جديد هذا العام مصحوبة في الاغلب بمواجهات بحرية متوترة.
ولكن الصين التي تزداد ثقة وقوة عسكرية لا ترى ما يدعوها للتراجع.
وتخشى دول مثل الفلبين على نحو متزايد من اذعان حلفائها في رابطة اسيان لنفوذ بكين التي ترغب في حل النزاع من خلال مفاوضات ثنائية ورفضت دعوات لتحكيم الامم المتحدة بينما تفضل دول أخرى لديها مطالب في المنطقة نهجا متعدد الاطراف يتضمن دورا غير مباشر للولايات المتحدة.
وتؤيد واشنطن نهج مانيلا متعدد الاطراف والمستند الى قواعد لحل الخلاف وتعهدت بتقديم مساعدة عسكرية لتطوير قدرة الفلبين على حراسة حدودها البحرية في المنطقة.
وستوقع كلينتون اتفاقية شراكة مع الفلبين بمناسبة مرور 60 عاما على اتفاقية الدفاع المشترك بين الدولتين.
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الامريكية لصحفيين يرافقون كلينتون في الزيارة ان واشنطن ستواصل جهودها في جنوب الفلبين المضطرب للمساعدة في محاربة متشددين اسلاميين لكنها تركز أكثر على القدرات البحرية وعلى جوانب أخرى للقوة العسكرية الاستطلاعية.
وتابع قائلا نعمل على قائمة كاملة من الاشياء التي تحسن قدراتهم كي يكونوا قادرين على التعامل مع التحديات البحرية مضيفا أن بلاده قدمت للفلبين مدمرة وأن سفينة أخرى ستقدم قريبا.