نشطاء: القوات السورية تقتل ثمانية أشخاص في دمشق

عربي ودولي


عمان (رويترز) - قال نشطاء ان القوات السورية قتلت ما لا يقل عن ثمانية محتجين وأصابت 25 اخرين في دمشق يوم الاربعاء في واحد من اكثر الهجمات دموية في الانتفاضة المناهضة للرئيس بشار الاسد المستمرة منذ سبعة اشهر.

وقال نشط ان القتلى والجرحى نقلوا الى مستشفى خارج المدينة. واضاف في اتصال هاتفي من حي البرزة حيث وقع اطلاق النار أخذوا الجثث والمصابين الى الجبل في مستشفى الزهراء في التل وأغلقوه.

وقالت لجان التنسيق المحلية وهي تجمع للنشطاء ان 16 شخصا قتلوا في مناطق أخرى أغلبهم في محافظتي حمص وحماة في الحملة العسكرية المتواصلة ضد الاحتجاجات المناهضة للاسد.

ووافقت السلطات السورية على خطة للجامعة العربية في الثاني من نوفمبر تشرين الثاني حيث تعهدت بسحب الجيش من المدن التي تشهد احتجاجات والافراج عن السجناء السياسيين وبدء حوار مع المعارضة التي تسعى للاطاحة بالاسد.

وقال مندوب سوريا لدى الجامعة العربية امس ان دمشق قطعت شوطا طويلا نحو تنفيذ الخطة مشيرا الى الافراج عن نحو 500 معتقل بموجب عفو مشروط أعلن الاسبوع الماضي.

وقال نشطاء محليون ان مئات الاشخاص اعتقلوا في حمص اليوم الاربعاء حيث قامت القوات بمداهمات من منزل الى منزل بعد قصف أحد أحيائها السكنية الرئيسية على مدى ستة أيام بهدف قمع الاحتجاجات وتمرد عسكري ناشيء.

وقالت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) الرسمية ان الحياة طبيعية في حمص وان الادارات المحلية تقوم بتنظيف الشوارع من المخلفات الناجمة عن أعمال التخريب التي قامت بها العصابات الارهابية المسلحة .

واضافت أن الشرطة المحلية فككت عبوتين ناسفتين محليتي الصنع في حي الخالدية.

وفي رسالة الى الجامعة العربية قال المجلس الوطني السوري -وهو جماعة المعارضة الرئيسية التي تشكلت في اسطنبول قبل نحو شهرين- ان مبادرة الجامعة وصلت الى طريق مسدود بعدما قتلت قوات الاسد 100 مدني على مدى الايام السبعة الماضية.

وقال برهان غليون رئيس المجلس في رسالته الى الامين العام للجامعة انه في ضوء عدم التزام النظام بتنفيذ بنود المبادرة فان السبيل الوحيد الان هو طلب الحماية للمدنيين وفقا لكل الوسائل المشروعة بموجب القانون الدولي.

وأضاف أنه ينبغي للجامعة العربية أن تتبنى موقفا صريحا وواضحا بشأن أفعال النظام السوري في اجتماع لوزراء الخارجية العرب دعت اليه قطر لبحث الوضع في سوريا يوم السبت القادم.

وتقول السلطات السورية ان متشدين اسلاميين ومجموعات مسلحة مدعومة من الخارج قتلت 1100 فرد من قوات الامن اثناء الاضطرابات.

وقالت الامم المتحدة هذا الاسبوع ان الحملة العسكرية أسفرت عن مقتل 3500 شخص في حين يقدر نشطاء سوريون العدد بحوالي 4200 قتيل.

وفي علامة على استمرار الانقسامات في صفوف خصوم الاسد السياسيين قال وفد من المعارضة عقب محادثات مع الجامعة العربية انه يؤيد ارسال مراقبين الى سوريا لتوثيق الهجمات على المدنيين لكنه يعارض التدخل الاجنبي.

وقال السياسي المخضرم حسن عبد العظيم انهم طلبوا من الجامعة توفير اليات لحماية الشعب من القتل والقمع والتعذيب بارسال مراقبين عرب ودوليين وفتح الطريق امام منظمات حقوق الانسان ووسائل الاعلام لزيارة سوريا.

وقال نشطاء لرويترز ان افرادا من الفرقة الرابعة المدرعة التي يقودها ماهر الاسد شقيق الرئيس السوري اطلقوا النار على حشد تجمع في منطقة البرزة.

وتجمع الحشد في جنازة بسام عبد الكريم وهو محتج قتل في الحي يوم الثلاثاء.

ومنعت السلطات السورية عمل معظم وسائل الاعلام المستقلة منذ بدء الاجتجاجات في مارس اذار وهو ما يجعل من الصعب التحقق من الانباء بشكل مستقل.

وقال نشطاء محليون ان قوة مدرعة سورية اقتحمت سهلا شمال غربي مدينة حماة اليوم لتعقب منشقين عن الجيش.

واضافوا ان الدبابات قصفت بضع قرى قرب بلدة المحردة وان هناك تقارير عن اصابات في الجانبين في القتال.

وطوقت القوات مزرعة في قرية خنيزير التي لجأ اليها المنشقون وقتل مدني واحد على الاقل.

وقال سكان ان الدبابات عادت الى مدينة حماة بعد اتساع المظاهرات التي تطالب بانهاء حكم أسرة الاسد المستمر منذ نحو أربعة عقود وتحدثت تقارير عن هجمات متفرقة على القوات.

وكانت قوات الجيش مدعومة بالدبابات قد اقتحمت حماة قبل نحو ثلاثة اشهر في محاولة لاخماد أكبر الاحتجاجات التي شهدتها سوريا. وشهدت حماة مذبحة على يد الجيش في 1982 .

وقال ناشط في المدينة ان المحتجين يحاولون تجنب المناطق المفتوحة وان المنشقين عن الجيش بدأوا في الدفاع عن الاحياء التي شهدت احتجاجات متكررة.

واضاف قائلا أعادوا الدبابات لان القوات لم تتمكن من مهاجمة المحتجين بسهولة كما كان في السابق.