بيان أنصار ثورة 14 فبراير : لا لوثيقة المنامة ولا لـ ميثاق العمل الوطني لعام 2001م

عربي ودولي


وقعت مجموعة من الجمعيات السياسية المعارضة على وثيقة المنامة ، وقامت بتسويقها شعبيا وإقليميا وعربيا من أجل أن تلقى هذه الوثيقة تأييدا شعبيا ودوليا ، إلا أن شباب الثورة قد رفضوا وثيقة المهانة والعار وأصروا على قناعاتهم ومشروعهم الرامي إلى إسقاط النظام وكلنا عزيمة وثقة بنصر الله سبحانه وتعالى لشعبنا البطل ، فآل خليفة قد أستنفذوا تاريخ مصرفهم وأصبحوا منبوذين من قبل شعبنا ، فبعد أن سفكوا الدم الحرام وتعرضوا للمقدسات والأعراض فأصبحوا هم أمة ونحن أمة ، ولا يمكن لشعب تشبع بحب الإمام الحسين عليه السلام ونهضة سيد الشهداء والأحرار ورضع الفكر الحسيني الثوري أن يهادن الطاغوت الأموي الخليفي ، فشعبنا حسيني النهج وزينبي المسار ومثل شعبنا لا يبايع يزيد العصر حمد بن عيسى آل خليفة ، كما قال الإمام الحسين عليه السلام ومثلي لا يبايع مثله ، و هيهات منا الذلة .

وقد ذكرنا في بيانات سابقة لنا بأن هناك حوارات تجري خلف الكواليس بين السلطة وبعض الجمعيات السياسية المعارضة ، وتسعى الولايات المتحدة الأمريكية مع بعض الدول الغربية والسعودية لتمرير طبخة سياسية جديدة بعد أن فشلت الطبخة السياسية السابقة عبر مشروع ما سمي بحوار التوافق الوطني الذي فشل وأفشله شباب ثورة 14 فبراير وجماهيرها الثورية رغم القمع والإرهاب والتنكيل وما إرتكبته السلطة الخليفية من جرائم حرب ومجازر إبادة وحرب تطهير عنصري وعرقي وطائفي.

وقد تناقلت الأخبار بأن السلطة الخليفية خاطبت منظمي الحوار الوطني التوافقي للإستعداد لحوار جاد في الأسابيع القادمة سيكون أطرافه المعارضة مباشرة من الدرجة الثانية وتواردت الأنباء أن لجنة التنظيم للحوار التي معظم أعضائها من لجان وموظفي البرلمان الخليفي قد تم مخاطبتهم بضرورة الإستعداد لعقد هذا الحوار الجاد والمختلف عن الحوار السابق وتسربت أنباء أن من ضمن الحوار سيكون أطراف من داخل السجن يمثلون المعارضة وبرعاية أمريكية وأوربية؟!.

لقد أثبتت الشهور والأيام بأن السلطة الخليفية ليست جادة على الإطلاق في القيام بإصلاحات سياسية حقيقية وجذرية ، وهي تلعب على وتر الخلافات بين الجمعيات السياسية المعارضة وشباب ثورة 14 فبراير والرموز الدينية والوطنية المغيبة داخل السجون.

فالجمعيات السياسية المعارضة تطالب بإصلاحات سياسية ، وفي بعض المراحل كانت تطالب بملكية دستورية على غرار الممالك الدستورية العريقة في الغرب ، وفي بعض المراحل نراها تنزل من سقف المطالب إلى مطالب سطحية بتغيير رئيس الوزراء وإصلاحات على مستوى الدوائر الإنتخابية وصلاحيات لمجلس البرلمان.

وعلى صعيد آخر فإن شباب ثورة 14 فبراير والرموز الدينية والوطنية المعارضة تطالب بإسقاط النظام ورحيل آل خليفة وحق تقرير المصير ، وقد إستقام شاب الثورة وجماهيرها ورموزها على طريق ذات الشوكة وأفشلوا مشاريع الحوار مع القتلة والمجرمين.

ولكن هذه الأيام وبعد التوقيع على وثيقة المنامة وسفر وفد الجمعيات الى القاهرة ،ولقاءات لشخصيات محسوبة على الجمعيات السياسية المعارضة مع شخصيات لبنانية ، ولقاءات جمعت رموز الجمعيات مع رجال من السلطة ومسئولين عن الكنجرس الأمريكي ، وما قامت به بعض الشخصيات المحسوبة على الجمعيات السياسية المعارضة بعقد لقاءات مع شخصيات في المعارضة داخل السجن ومحاولة إقناعها بوثيقة المنامة والحوار مع السلطة.

إن الجمعيات السياسية المعارضة كانت تعقد أملا على أنها قادرة على إدارة الساحة والحوار مع السلطة دون مشاركة الرموز الدينية والوطنية ودون مشاركة شباب ثورة 14 فبراير ، ولكنها الآن أصبحت على قناعة تامة بأنها غير قادرة لوحدها بالدخول في حوار مع السلطة ، كما أن السلطة باتت على قناعة تامة بأن حوار جاد معها لابد من مشاركة الرموز الدينية والوطنية التي هي داخل السجن ، لذلك عمدت لبعض رموز الجمعيات بالإنفتاح على بعض القيادات داخل السجن علها تستطيع أن تقنع هذه القيادات بالحوار والعدول عن مشروع إسقاط النظام ، ولكنها فشلت فشلا ذريعا ، حيث أعلنت القيادات الدينية والوطنية وعلى رأسها الأستاذ عبد الوهاب حسين والشيخ حسن مشيمع برفضهم القاطع للحوار مع السلطة والإصرار على مشروع إسقاط النظام الخليفي الديكتاتوري.

إن أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين يعلنونها صراحة بأن الذي فجر الثورة هم شباب ثورة 14 فبراير وهم الناطقون الرسميون بإسمها وبإسم هذه الحركة الجماهيرية ، وإن الجمعيات السياسية المعارضة التي تطالب بالحوار مع السلطة ليسوا مخولين نيابة عن شباب الثورة والأغلبية الشعبية بالقيام بأي حوار يعطي شرعية للحكم الخليفي ويؤدي إلى تسطيح المطالب الشعبية، وكما أفشلنا ما سمي بـ مؤتمر حوار التوافق الوطني العار ، فإننا سوف نفشل مؤتمر الحوار القادم ، وإننا على قناعة تامة بأن الرموز الدينية والوطنية التي شاركت في الحوار من داخل السجن في عام 1999م وعام 2000م والذي أفضى إلى الإنفراج السياسي الهش والتصويت على ميثاق الخطيئة في 14 فبراير عام 2001م ، ليسوا على إستعداد أن يحتملوا وزر ذلك الميثاق ووزر وثيقة المنامة ووزر ميثاق عمل وطني آخر ، وقد أصبحوا على قناعة تامة بأنهم المسئولين عما جرى من قيام نظام ملكي شمولي مطلق وإعطاء الشرعية للحكم الخليفي دون الحصول على مكاسب سياسية تذكر لا للشعب ولا للمعارضة السياسية.

كما أننا نعلن من هنا بأن من يذهب للحوار مع القتلة والمجرمين فهو خائن لدماء الشهداء ، وهم الذين يفرقون الشعب والساحة المتماسكة المطالبة برحيل آل خليفة ، فمن يريد الإصلاح والحوار مع القتلة والمجرمين فإنهم سيصنفون في خانة السلطة الخليفية وحلفائها ، لأن الشعب قد قال كلمته وأصر عليها بأن الشعب يريد إسقاط النظام.

إن مصير الحوار القادم الذي تمهد له السلطة وتمهد له الجمعيات السياسية الموقعة على وثيقة المنامة سيكون مصيره مصير الحوارات السابقة ونتمنى أن تتعض هذه الجمعيات من الحوارات العقيمة السابقة وأن لا تسعى لإخماد الروح الثورية ، وإن شباب الثورة وجماهيرها لن يتعبوا من مواصلة الطريق والخروج في الشوارع والقرى والمدن وسوف يزلزلون الأرض على الحكم الديكتاتوري.

إننا لا نريد أي حوار مع القتلة والمجرمين والسفاحين المتهمين بجرائم حرب ومجازر إبادة وجرائم تطهير عرقي وطائفي ، وإننا لن نستسلم للضغوط الأمريكية التي تسعى لإنقاذ الحكم الخليفي من خطر السقوط ، وإننا لن نتحاور وعلى ماذا نتحاور مع القتلة والمجرمين والسفاحين والزناة ؟!!

نتحاور على دمائنا التي سفكت أم على أعراضنا التي أنتهكت ؟! أم نتحاور على مقدساتنا التي دنست ، فحكومة آل خليفة التي إستندت للإحتلال السعودي وقامت بإرتكاب أفضح الجرائم ضد الإنسانية وهدمت مساجدنا وحسينياتنا وقبور الأولياء والصالحين وحرقت المصاحف وإنتهكت الأعراض وإغتصبت الحرائر لا يمكن الحوار معها ولابد من محاكمة الطاغية والديكتاتور حمد ورموز حكمه والمتورطين في كل هذه الجرائم في محاكم جنائية دولية لكي ينالوا جزائهم العادل ، ولابد من أن نقتلع جذور العائلة الخليفية من البحرين فهم يمثلون أقل من 1% من مجموع الأغلبية السكانية ، ووجودهم في البحرين كوجود الصهاينة في فلسطين ووجود اليهود والصهانية في أمريكا فأقلية تمثل 1% في أمريكا تتحكم بأكثرية تمثل 99% ، وفي البحرين هذا ما نلمسه ولابد من رحيل هذه العائلة التي حكمت البحرين لأكثر من قرنين من الزمن.

يا شباب ثورة 14 فبراير

يا جماهيرنا الثورية في البحرين

إصبروا وصابروا يا شبابنا ويا شعبنا ولا تثقوا بهذه العائلة التي ثبت طوال أكثر من 230 عاما أن كل وعودهم كذب وهم يعدونكم أعداء يريدون إقتلاعكم من جذوركم في البحرين بتجنيس المرتزقة من شذاذ الآفاق ، ثم ألا يذكر أحدكم بداية ضرب دوار اللؤلؤة (ميدان الشهداء) كيف لبس السفاح وثعلب آل خليفة المعروف بغدره (الفرعون حمد) بدلة الحرب وقال لقد أطحنا بمخطط يهدف لإسقاط النظام منذ 30 سنة ، وهذا يعني بأن هذا الثعلب وهذا الفرعون حتى بعد أن قبل به الشعب بالتصويت على ميثاق العمل الوطني لم يغير من سياسة هذه العائلة التي تهدف لتقليل عددكم عبر تغيير الخارطة الديموغرافية وتهجيركم في المستقبل القريب ، فآل خليفة لا يعترفون بوجونا نحن الأغلبية فكيف يريدون منا أن نتحاور ، وعلى ماذا يكون هذا الحوار؟!

إننا شباب الثورة نقول للسلطة الخليفية المجرمة ونقول للجمعيات السياسية المعارضة التي تلهث وراء الحوار وتعقد الإجتماعات مع الأمريكان ورموز الحكم خلف الكواليس وفي الغرف المغلقة: لا نريد حواركم ولا نريد إصلاحكم ولا نريد منكم أي شيء .. وإن شبابنا وجماهيرنا الثورية تطالب آل خليفة بالرحيل الذي هو مطلبنا الوحيد والذي لن نحيد عنه ، وسنفشل كل خيارات الحوار مع السلطة ، وسوف نفشل مؤامرات تسطيح المطالب ، وإن قناعات شباب الثورة ومشروعهم لا زال هو سقوط الطاغية حمد ونظام حكمه وقيام نظام سياسي تعددي .

إن الحوار الذي دار بين الحكومة والجمعيات السياسية من جهة وبعض رموز المعارضة في السجن ورموز الجمعيات السياسية لن يكون ملزما لشباب الثورة ، وإن رموز التحالف من أجل الجمهورية قد أصروا على سقوط الطاغية وتحملوا في ذلك صنوف التعذيب ، وإن السلطة الخليفية تحاول أن تصدر تصريحات وبيانات بإسمهم وبإسم بعض الشخصيات والرموز العلمائية إلا أنهم أعلنوا عن كذب هذه الإدعاءات التي قامت بها مخابرات السلطة الخليفية.

وسوف تبقى ثورة 14 فبراير مخلدة بدماء الشهداء الأبرار وسنبقى نحن أوفياء لدمائهم حتى تحقيق النصر الكبير وسوف نسقط العصابة الخليفية المجرمة ، وإن إسقاط الطاغية حمد أصبح مطلب أغلبية الجماهير الثورية الغاضبة والحاضرة في الساحة السياسية ، فكل الشعارات في المظاهرات وتشييع الجنائز تطالب بسقوط النظام وسقوط الطاغية حمد ، ولا أحد يفكر بالحوار والإصلاح من تحت مظلة السلطة الخليفية الفاسدة والمفسدة والمجرمة ، ومن سيذهب إلى الحوار مع الكفرة والقتلة والمجرمين فهو خائن لدماء الشهداء وعوائلهم والجرحى والحرائر التي أنتهكت أعراضهم في السجون والمعتقلات.

إن الحكم الخليفي الديكتاتوري الفاشي المتعجرف لا يمكن إصلاحه ونستغرب من البعض الذي يضمن بأنه يستطيع إصلاح نظام عفن يدفن ويضمر حقدا للأغلبية الشعبية ، ونعتبره بأنه مخطىء ، فآل خليفة لا مكان لهم في البحرين بعد اليوم وعليهم أن يرحلوا فهم صهاينة البحرين وهم عملاء الماسونية.

إننا على ثقة تامة بأن رموزنا الأوفياء في السجون لن يقبلوا بالدخول في حوار مع السلطة الخليفية المجرمة فهم يمثلون أراء الشعب والشعب قد قال كلمته : لا حوار لا حوار حتى يسقط النظام ، وقد رد الأستاذ عبد الوهاب حسين على السلطة بأن قال لهم أنه في حال أراد الشعب مطلب الإصلاحات فلن نقف في وجهه ، وأصر مع سائر القيادات والقوى السياسية على مشروع إسقاط النظام ، بينما قال بعض رموز الجمعيات السياسية المعارضة لن ندخل الحوار من دون موافقة الشعب ، وقد دخل رغم توجيه الرسالة الرافضة للحوار عبر جماهير جمعيتة ، وتوقعوا أن بعض الجمعيات السياسية المعارضة سوف تتنازل عن مطلب الحكومة المنتخبة أيضا بعد أن تقدم لهم السلطة بعض التنازلات السطحية ، فهم قد تنازلوا عن الملكية الدستورية ولا زالوا يقدمون التنازلات علهم يرجعوا إلى الحكم ويرجعوا لمجالس البلديات ومجلس النواب.

إن العالم قد أجمع على أن طاغية البحرين هو ثالث أعتى طواغيت الأرض دموية وسفك للدماء ، وهو سفاح العصر ، وديكتاتور البحرين لا يمكن الثقة به والإطمئنان إليه ، فقد غدر بشعبنا من زمن طويل حتى عندما كان وليا للعهد ، وهو يمثل يزيد البحرين المرتكب للموبقات والمحرمات وقاتل النفس المحترمة والمنتهك للأعراض وإن مصيره يجب أن يكون مصير طواغيت الأمة العربية والإسلامية كطاغية تونس وفرعون مصر وديكتاتور ليبيا وسفاح اليمن.

إن شعبنا وشبابنا الثوري سوف يواصلون الحركة الثورية المطالبة بحق تقرير المصير وسقوط الطاغية حمد وسقوط حكمه الديكتاتوري الفاشي ، إقامة نظام سياسي جديد يعتمد التعددية السياسية ، وإن نصر الله آت لا محالة ، فربيع الثورات العربية سوف يتكلل بسقوط طاغية اليمن وفرعون البحرين لتحكم الإرادة الشعبية وتذهب الحكومات الوراثية الديكتاتورية المستبدة.