قمة الكومنولث تقر اصلاحات وتخفق في تعيين مفوض لحقوق الانسان

عربي ودولي


اقر زعماء بلدان الكومنولث البريطاني الاحد سلسلة من الاصلاحات قالوا انها ستحول دون فقد التجمع الذي يضم 54 بلدا اهميته مع المتغيرات التي يشهدها العالم، غير ان انقسامات تتعلق بحقوق الانسان ادت لاضعاف التحرك نحو التحديث.

واشادت رئيسة الوزراء الاسترالية جوليا غيلارد بنتائج القمة باعتبارها دليلا على ان التجمع الذي اسس قبل 62 عاما ليضم المستعمرات البريطانية قادر على التكيف مع المستجدات.

وقالت غيلارد للصحافيين عقب القمة التي استمرت ثلاثة ايام في مدينة بيرث غربي استراليا فيما يتعلق بتعزيز الكومنولث اتخذنا قرارات اصلاحية رئيسية .

واضافت اعتقد اننا قدمنا اسهاما كبيرا لضمان وضع محوري للكومنولث في المستقبل. ارسينا نهجا لجعل الكومنولث اكثر اهمية ونفعا وفائدة .

واتفق الزعماء خلال اجتماع رؤساء حكومات دول الكومنولث على ارساء ميثاق للقيم المشتركة باعتباره اساسا لتوجيه التجمع الذي يضم بلدانا تجمع ملياري نسمة تشهد مراحل تنمية مختلفة.

كما منح الزعماء مزيدا من الصلاحيات للكومنولث للضغط على الدول الاعضاء التي ترتكب انتهاكات لحقوق الانسان او تنحرف عن مسار الديموقراطية.

وفي الماضي كان اجتماع رؤساء حكومات دول الكومنولث ينزع الى طرد او وقف عضوية الدول التي يعتبرها مارقة، وهو الاجراء الذي كان لا يتم اللجوء اليه الا اذا ارتكب بلد حدثا جما ولا يعمل على منع الحدث قبل وقوعه.

كما حصل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على موافقة البلدان الاعضاء على التخلي عن قاعدة اسبقية الذكر في اعتلاء العرش البريطاني وهي القاعدة المعمول بها منذ قرون التي كانت تحول دون تولي الابنة الكبرى العرش في حال وجود ابن ذكر اصغر، فضلا عن التخلي عن حظر اعتلاء العرش لمن يتزوج بكاثوليكية، حيث يعتبر من يحمل التاج البريطاني رئيسا شرفيا لخمس عشرة من دول الكومنولث.

غير ان نتائج القمة جاءت دون الاصلاحات الاكثر جراءة التي دعت اليها المجموعة الاعتبارية وهي المجموعة التي كلفها اجتماع رؤساء حكومات الكومنولث قبل عامين بجعل الكومنولث اكثر نفعا.

وكان ضمن الاصلاحات الرئيسة التي اوصت بها المجموعة -- ولم يؤخذ بها في بيرث -- تعيين مفوض مستقل لحقوق الانسان والديموقراطية وسيادة القانون.

ومن التوصيات الاخرى التي لم تتبناها القمة واحدة ناشدت اجتماع رؤساء حكومات الكومنولث الدعوة الى انهاء العمل بالقوانين التي اعتبرتها معادية للمثليين في 41 بلدا بالتجمع.

وكان رئيس مجموعة الشخصيات المهمة رئيس الوزراء الماليزي الاسبق عبد الله احمد بدوي قال للوفود في بداية القمة ان عدم تبني الاصلاحات سيعد اخفالا .

واعترفت غيلارد الاحد بان القمة شهدت لحظات توتر حيث سعى زعماء بلدان تحمل قيما مختلفة لفرض معتقداتهم على الوفود.

وقالت غيلارد ان بعض المباحثات لم تكن سهلة، اذ ليس من السهل بالمرة الخروج بإجماع في منظمة تجمع بلدان وقيما شتى مثل الكومنولث .

كما تعرضت سريلانكا لضغوط بشكل خاص خلال اجتماع رؤساء حكومات الكومنولث حيث اعربت استراليا وكندا عن قلقهما بشأن الاتهامات لجيشها بارتكاب جرائم حرب في 2009 اثناء انهائه حربا اهلية ضد الانفصاليين من نمور التاميل استمرت عقودا.

وكانت سريلانكا التي تستضيف القمة المقبلة لاجتماع الرؤساء عام 2013، بين البلدان التي رفضت اقتراح تعيين مفوض لحقوق الانسان.

واعرب وزير الخارجية السريلانكي غاميني بيريس عن غضب بالغ حينما سعى الوفدالكندي لاثارة الاتهامات بجرائم حرب خلال القمة.

وقال للصحافيين اعتليت المنصة في تلك اللحظة واعترضت بقوة على تناول تلك المسألة . واضاف قلت ان هكذا تطور لن يعزز الكومنولث بل سيحمل تبعات وخيمة على مستقبله .