سفارة تركيا بالقاهرة تحتفل بذكرى اعلان الجمهورية

عربي ودولي



أقام السفير التركى بالقاهرة حسين عونى بوطصالى الليلة الماضية احتفالا بمقر اقامته بمناسبة الذكرى الثامنة والثمانين لإعلان الجمهورية التركية .

وشهد الحفل حضورا كثيفا وتجاوز الحضور الألفين وخمسمائة شخص اكتظ بهم مقر السفير التركى تعبيرا عن تضامن مصر مع تركيا فى مصابها الأليم عقب زلزال فان الأخير الذى ضرب تركيا وأودى بحياة مئات الأشخاص وحرص الجانبين على دفع علاقاتهما المتميزة فى مختلف المجالات الى آفاق أرحب .

حضر الاحتفال لفيف من الوزراء والمسئولين الحكوميين من بينهم وزراء الصناعة والتجارة والبترول والصحة والثقافة ولفيف من كبار المثقفين والاعلاميين المصريين والسفراء الأجانب المعتمدين بالقاهرة ومحافظ العاصمة بالاضافة للعديد من رجال الأعمال بالبلدين.

وبدأ الاحتفال بالوقوف دقيقة حدادا على أرواح ضحايا زلزال فان الأخير فى تركيا وكذا ضحايا العمليات الأخيرة لمنظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية ، حيث حرص السفير التركى على تأكيد أن بلاده ستتجاوز هذه المصاب الأليم وتضمد جراحها منوها بتضامن أصدقاء تركيا وبخاصة مصر مع بلاده فى هذا الحادث الجلل.

ولفت السفير التركي فى كلمته الى الصلات التاريخية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية التي تربط البلدين ويرجع تاريخها لأكثر من ألف عام والتى تظهر للعيان بوضوح فى كل مكان من شوارع القاهرة واسطنبول.

وأشار الى أن عمق العلاقات بين البلدين يعكسه تضاعف عدد الزيارات المتبادلة بينهما وفى مقدمتها زيارة الرئيس التركى عبد الله جول لمصر فى الثالث من مارس الماضى لتكون أول زيارة لرئيس دولة الى مصر عقب ثورة يناير ، وكذلك الزيارة التاريخية لرئيس الوزراء طيب أردوغان لمصر فى سبتمبر الماضى والتى كانت أول زيارة

رسمية لرئيس وزراء تركى للقاهرة منذ 15 عاما وكانت بداية لحقبة جديدة فى العلاقات الثنائية .

وقال السفير التركى حسين عونى ان التحول الذى بدأ في الشرق الأوسط أظهرت معه شعوب المنطقة أن الديمقراطية ليست فقط لبعض الثقافات أو الأديان معربا عن اعتقاده بأن تركيا فى وضع جيد للدخول في شراكة مع البلدان التي تمر بمرحلة انتقالية وفى مقدمتها مصر. وشدد السفير التركي بالقاهرة حسين عونى بوطصالي على أن بلاده لا ترى نفسها

نموذجا لأي بلد لكنها تؤمن بأن كل بلد وأمة لها خصائصها التى ترسم معها طريقها نحو الديمقراطية والحرية ، ومع ذلك فان تركيا تظل على استعداد لتقاسم خبرتها فى مجال الديمقراطية مع الديمقراطيات الناشئة.

وأشار الى أن بلاده كانت وستواصل الوقوف إلى جانب مصر وشعبها وتقدر تطلعات شعب مصر من أجل الديمقراطية والتغيير موضحا أن تركيا ستظل منفتحة على تعزيز التضامن والشراكة مع مصر خلال هذه الفترة الانتقالية الصعبة ، والمجيدة على حد سواء . وأكد أن تركيا تدعم الاستقرار والانتقال السلس لديمقراطية دستورية ذات قاعدة

تمثيلية عريضة ، من خلال عملية انتخابية حرة ونزيهة وشفافة.. وسوف تقف تركيا الى جانب مصر في كل مرحلة من مراحل تجربتها الجديدة ، لأنها تعيد بناء مجتمع جديد ، نابض بالحياة .

وأشار سفير تركيا إلى أن بلاده تدعم بقوة جهود الحكومة المصرية لتحقيق الانتعاش الاقتصادي السريع والنمو المستدام مشيرا الى أنه بالرغم من الآثار التي خلفتها الأزمة المالية العالمية فقد بلغ حجم التجارة الثنائية 2.3 مليار دولار عام

2010 .. وفى الوقت نفسه بلغ حجم التجارة الثنائية خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالى 2،6 مليار دولار أمريكي بزيادة اضافية تقدر بعشرين فى المائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى .. فيما ارتفعت صادرات مصر لتركيا خلال نفس الفترة مقارنة بنفس الفترة العام الماضى بنسبة تزيد عن 56 فى المائة . وقال السفير حسين عونى ان تركيا مستعدة لمشاركة مصر فى إعادة التأهيل والإعمار ورفع مستوى الخدمات في القاهرة ، والمناطق الحضرية البلدية و الطرق ، وإدارة النفايات ، والنقل العام ومواقف السيارات والنقل مشيرا الى زيارة محافظ القاهرة لاسطنبول لبحث المشروعات التي تقوم بها بلدية اسطنبول للتصدى لتحديات مماثلة لتلك التى تواجهها القاهرة .. وأعرب عن أمله فى أن تكون تجربة اسطنبول مفيدة في تشخيص وحل مشاكل القاهرة وغيرها من المناطق الحضرية المصرية . وقال اننا نعتقد أن تركيا ومصر يكمل كل منهما الآخر أكثر من أى بلدين آخرين فى المنطقة منوها بقوة مصر الناعمة السياسية والاقتصادية وكلك قوة تركيا بما ينعكس بقوة على تأثيرهما البناء على المنطقة .