جهود الانقاذ في زلزال تركيا تكافح الشتاء

عربي ودولي


ارجس (تركيا) (رويترز) - أبدى مسؤولون يشرفون على عمليات الانقاذ عقب أعنف زلزال يضرب تركيا خلال اكثر من عشر سنوات عن ثقتهم في انه سيتم توفير الاحتياجات الطارئة لعشرات الالاف من المشردين يوم السبت في اشد المناطق الحضرية تضررا.

واستمرت عمليات البحث والانقاذ في تسعة مواقع في بلدة ارجس التي يقطنها نحو 100 الف شخص والتي منيت بأكبر الاضرار من الزلزال الذي ضرب المنطقة مساء الاحد الماضي ولكن لم يتم العثور على اي ناجين منذ انقاذ صبي يبلغ من العمر 13 عاما من بين حطام بناية في الساعات الاولى من صباح الجمعة.

ووفقا للبيانات الرسمية فان عدد الضحايا وصل الى 575 قتيلا على الاقل و2608 مصابين. وبينما نجحت فرق الانقاذ في انتشال 187 شخصا احياء من بين الانقاض خلال الايام الستة الماضية فان فرص الوصول لناجين اخرين تتضاءل.

ومن بين الجثث التي عثر عليها يوم الجمعة والد طفلة رضيعة يبلغ عمرها اسبوعين تدعى ازرة كان انقاذها هي وامها يوم الثلاثاء الماضي من الانباء التي رفعت من معنويات الشعب.

ووجهت للحكومة انتقادات باستجابتها ببطء لاثار الزلزال خلال الايام الاولى للكارثة وصب المنتقدون جام غضبهم على نقص الخيام في ظل بقاء الالاف من الناس ينتظرون المأوى اثناء الليل الذي تصل درجات الحرارة فيه الى التجمد.

وقالت سيدة تدعى نيزيه ساجلام تبلغ من العمر 38 عاما وهي تجلس حول نار للتدفئة مع اخرين من اسرتها نصبوا ثلاث خيام في حديقة قلقنا الرئيسي ينصب على الاطفال سنكون بخير بشكل او باخر ولكن ماذا سيحدث لهولاء الاطفال.

وقالت لدينا موقد في الخيمة ولكن تصل (الحرارة) للتجمد خلال الليل ولا يمكن للمواقد تخفيض درجات التجمد ماذا سيحدث لو اصيب الاولاد بعدوى.

ومضت تقول لم نحصل على اي طعام ساخن منذ الزلزال نعيش على الجبن والزيتون. الخيام والاسرة والغذاء الساخن هي اهم الاولويات. نحتاج لمطبخ في كل منطقة.

ولم تصدر اي بيانات رسمية عن اعداد المشردين.

وقال الاتحاد الدولي للصليب الاحمر وجمعيات الهلال الاحمر ان عدد المضارين من الزالزل يصل الى خمسين الف شخص.

وقالت نيازي دوجاج المسؤولة الكبيرة بالقطاع الصحي التي انتقلت من اسطنبول لموقع الزلزال للاشراف على مستشفى ميداني قرب مخيم يأوي اكثر من 330 خيمة ان عشرة اطفال رضع ولدوا في المخيم خلال الايام الخمسة الماضية وانهم جميعا في حالة صحية سليمة تماما.

واضافت دوجاج ان عدد أطقم الطواريء والاطباء سيخفض الى النصف يوم السبت بعد الانتهاء من علاج الصدمات وحالات الازمات القلبية خلال الايام القليلة الماضية موضحة ان المرحلة المقبلة ستنصب على مكافحة امراض التنفس المزمنة ومشاكل ضغط الدم في ظل سرعة قدوم فصل الشتاء.

وأبلغت رويترز قائلة البرد هو اكبر مشكلة الان. كان لدينا العديد من حالات الاسهال في الايام القليلة الاولى ولكنها انخفضت الان للمستويات الطبيعية.

وأغلب سكان المنطقة من الاكراد وتحاول الحكومة مد الجسور مع الاقلية الكردية في ظل سعيها للقضاء على تمرد مسلح ينشط منذ فترة طويلة مما يجعل الازمة حساسة على نحو خاص تجاه اي اتهامات بسوء ادارة جهود الانقاذ.

وخلال تفقده لعمليات الانقاذ في المنطقة المضارة قال بشير اتالاي نائب رئيس الوزراء التركي انه لم تعد هناك حاجة للمزيد من الخيام او البطاطين ولا مشكلات فيما يخص توفير الغذاء والماء.

ونقلت وكالة انباء الاناضول الرسمية عن اتالاي قوله نرى ان كل شيء يسير بشكل طبيعي. جرى توفير مساكن مؤقتة في ارجس وفان. وأوضح انه بحلول مساء السبت ستكون كل الاحتياجات الطارئة قد وفرت.

واضاف اتالاي انه لا تزال تبذل جهود لتسليم مساعدات للقرى النائية حيث لا يزال عدد قليل من المنازل بدائية الصنع قائمة هناك او امنة بدرجة كافية للنوم فيها.

وتدفقت مساعدات خارجية على تركيا بعدما ناشدت المساعدة لتوفير خيام تقي من البرد وحاويات ومنازل جاهزة لايواء المشردين.

ووصلت اول شحنة جوية تقل خياما. وكانت ارمينيا ارسلت يوم الجمعة مساعدات عاجلة رغم عدائها التاريخي مع تركيا والجهود المتعثرة لتحقيق التصالح.

ووصل لمنطقة الزلزال في الاجمال 35 الف خيمة.

وأعلنت الامم المتحدة يوم الجمعة ان تركيا طلبت مساعدتها في جهود الانقاذ وان القيادة الامريكية الاوروبية ستبدأ في تسيير جسر جوي لنقل مساعدات مثل البطاطين وحقائب النوم خلال اليومين المقبلين.

وقال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية ان الولايات المتحدة تلقت طلبا من الحكومة التركية بتوفير دعم انساني عقب الزلزال المدمر الذي ضرب اقليم فان في وقت سابق من الاسبوع.

واضاف قائلا نفكر ونصلي من اجل كل من يعاني وسنبذل كل ما في وسعنا للمساعدة.

ورغم جهود الانقاذ لا يزال بعض الناس يطلبون الحصول على خيام في فان عاصمة الاقليم حيث نهبت الخيام وبيعت في السوق السوداء.

واعيد التيار الكهربائي لبعض الابنية في قلب بلدة ارجس الجمعة لاول مرة خلال ستة ايام ولكن لم تصل مياه الشرب بعد.