5 شركات استخبارات خاصة تملك أسرار الكشف عن ثروات مبارك فى العالم

أخبار مصر


نملك محامين، لكننا لسنا مكتب محاماة.. نملك محاسبين، لكننا لسنا مكتب محاسبة.. نملك رجال شرطة، لكننا غير معنيين بتنفيذ القانون، فنحن شركة كل ما يعنيها هو الحصول على الحقائق، وجمع المعلومات، وتقيم الأدلة»، بهذه الكلمات وصف جون كونينهام مدير إحدى شركات الاستخبارات الخاصة، طبيعة عمل شركته، أمام لجنة فى الكونجرس الأمريكى، لتوضيح أهمية الدور الذى يمكن أن تلعبه هذه الشركات للدول، سواء الولايات المتحدة أو دول الربيع العربى، التى تحتاج هذه الشركات للبحث عن أموال رجال نظامها السابقين.



وتقدم الشركات الاستخباراتية الخاصة، معلومات عن الشخصيات العامة، والأسواق، وسياسات الدول، وكواليس صناعة القرار، وأسماء من يملكون مفاتيح اتخاذ القرار فى مختلف دول العالم، وخبايا عالم المال والسياسة، ويعتقد محللون أن ما تملكه هذه الشركات من معلومات، قد يفوق فى كثير من الأحيان ما تملكه أجهزة الاستخبارات فى بعض الدول، وتدفع هذه الشركات رواتب ضخمة، مما دفع العديد من العملاء فى أجهزة الاستخبارات العالمية، مثل «سى أى أيه»، والمباحث الفيدرالية، والاستخبارات البريطانية أو الاستخبارات الروسية، إلى تقديم استقالتهم من تلك الأجهزة الرسمية، والعمل مع الشركات الخاصة.

وتمتلك شركات الاستخبارات الخاصة من الوسائل والمعلومات، ما يمكن أن يحدد بسهولة أماكن ثورة الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وغيره من رجال النظام السابق، الذين نجحوا فى تهريب أموالهم وإخفائها فى سلسلة من شركات «الأوف شور» فى مختلف أنحاء العالم، فقد سبق للحكومة العراقية الاستعانة بشركات الاستخبارات الخاصة لتحديد أماكن إخفاء ثروات صدام حسين.

وكان مايكل سميث الضابط السابق فى الجيش البريطانى، الذى عمل فيما بعد محللا سياسيًا وصحفيًا فى عدد من الصحف، قد رصد فى تقرير له تحت عنوان «شركات الاستخبارات الخاصة.. كيف انتقلت الأشباح إلى عالم الأعمال الكبيرة»، وأهم تلك الشركات، والدور الذى تلعبه فى عالم المال والأعمال.

من أشهر شركات الاستخبارات الخاصة، مؤسسة «ايه أى جى إى»، والتى تأسست فى عام 2002، وصاحب تأسيسها ضجة كبيرة، لأن صاحبها الكولونيل السابق فى الجيش البريطانى، «تيم سبايسر»، أما رئيس مجلس إدارة الشركة، لورد انجي، فقد كان الرئيس الأسبق لأركان الجيش البريطاني، ويضم مجلس الإدارة، عددا من رجال الجيشين البريطانى والأمريكي، وهو ما يعطى للشركة أفضلية كبيرة فيما يتعلق بالعلاقات الدولية، والقدرة على التغلغل فى مختلف أنحاء العالم، والحصول على أدق المعلومات وأكثرها سرية.

وتأتى شركة «كنترول ريسك» فى المرتبة الثانية بقائمة المؤسسات الاستخباراتية الخاصة، وتعتبر أول شركة استخبارات خاصة فى بريطانيا، وتم تأسيسها فى عام 1975، ويرأس مجلس إداراتها كروارد جيليز، ويدير العمليات فى الشركة جون كونينهام.

وفى بداية تأسيسها، تخصصت شركة «كنترول ريسك» فى قضايا الاختطاف والفدية، وسرعان ما حققت نجاحًا فى مجال المعلومات الصناعية والمالية فى مختلف أنحاء العالم، حيث يلجأ إليها رجال الأعمال للحصول على المعلومات الكاملة المتعلقة باستثمارات أو مشروع بعينه فى أى دولة، وتقوم الدولة بإرسال فريق من المتخصصين الذين يحصلون عادة على جميع المعلومات السرية التى تمكن رجل الأعمال من تحديد احتمالات المكسب والخسارة، وتمتلك الشركة 25 فرعا فى مختلف أنحاء العالم.

أما الشركة الثالثة فى عالم الاستخبارات الخاصة، تحمل اسم «ديليجنس»، أو العناية، وتأسست فى عام 2000، على يد عملاء سابقين فى الاستخبارات الأمريكية والبريطانية، وعدد من أعضاء القوات الخاصة البريطانية، وتتخصص الشركة فى تقديم المعلومات الاستخباراتية لمختلف دول العالم، بجانب تقديم المعلومات الصناعية والاقتصادية لمختلف المؤسسات المالية.

وتقدم «ديليجنس» خدمات واسعة، لا تشمل فحسب توفير المعلومات الاستخباراتية عن الأسواق أو نوايا المنافسين، فهى توفر الحماية اللازمة للمعاملات التجارية، كما تلعب دورا كبيرا فى منع ومكافحة التهديدات المادية لموظفى المؤسسات المالية، ورغم أن الشركة تأسست على يد عدد من العملاء السابقين فى أجهزة الاستخبارات، إلا أنها تضم مجموعة من المحامين والمحاسبين، بالإضافة إلى ضباط شرطة سابقين، ومصرفيين، ودبلوماسيين وصحفيين، بهدف جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات.

وحققت شركة «ديليجنس» شهرة عالمية، بعد الاستعانة بمايكل هوارد، الزعيم السابق لحزب المحافظين البريطاني، ليصبح رئيسا لعملياتها الأوروبية، فى يونيه 2006، كما يضم مجلس إدارة الشركة اللورد باوول، الذى شغل منصب مستشار السياسة الخارجية فى حكومة مارجريت تاتشر.

أما الحصان الأسود فى هذا العالم، كما يؤكد مايكل سميث فى تقريره، فهى شركة «هاكلويت» التى أسسها العميلان السابقان فى الاستخبارات البريطانية، كريستوف جيمس ومايكى رنينولدز، فى عام 1995، وكان جيمس إلى جانب عمله فى الاستخبارات البريطانية، عضوا فى الجيش البريطانى قبل أن ينضم لوزارة الخارجية فى عام 1975، ويمتلك جيمس خبرة واسعة بالعمل فى إفريقيا والهند وأوروبا، وعلاقات لانهائية مع أهم الشخصيات فى العالم، سواء التى تحتل صدارة المشهد السياسى والاقتصادي، أو التى تكتفى بدور البطولة فى كواليس الأحداث.

ويقع المقر الرئيسى لشركة «هاكلويت» فى لندن، ويضم مجلس إدارتها مجموعة من الأسماء اللامعة، ويشمل اللورد رينويك السفير البريطانى السابق لدى الولايات المتحدة، والسير رود ادينجتون المدير السابق للخطوط الجوية البريطانية، والسيناتور الأمريكى بيل برادلى المرشح الرئاسى السابق عن حزب الديمقراطى.

وفى عام 2006، تقاعد كريستوف جيمس، واكتفى بمنصب مستشار الشركة، وحل مكانه واحد من أهم العملاء فى الاستخبارات البريطانية، هو كيث كريج، الذى نجح فى استقطاب عدد كبير من عملاء الاستخبارات البريطانية، مكونا شبكة قوية تغلغلت فى مختلف أنحاء العالم، بما فى ذلك الدول التى كان من الصعب على شركات الاستخبارات الخاصة العمل بداخلها