الجارديان : اذا كان الهدف حماية الارواح فقد كان فشلا كارثيا...اثار الحرب في ليبيا

عربي ودولي



الى جانب التغطيات الخبرية للتطورات الليبية تنشر صحيفة الغارديان البريطانية مقالا خارج سياق الاحتفالية بالتحرير والانتصار.

يكتب سوماس ملن عن تدخل حلف شمال الاطلسي (الناتو) في ليبيا بعنوان اذا كان الهدف حماية الارواح فقد كان فشلا كارثيا .

يقول الكاتب ان التجاوزات تتعدى الفيديوهات المشينة لقتل القذافي والذي يعتبره جريمة حرب، بل وحتى تقارير المنظمات الحقوقية حول اعدام الثوار للمدنيين في سرت باعتبارهم مؤيدين للقذافي.

بل ان الاعداد تتجاوز ذلك بكثير مع عدم معرفة كم من المدنيين قتلوا في هجمات الناتو الجوية على مدينة سرت التي كان سكانها 100 الف نسمة، او من قتلوا على يد المسلحين المدعومين من الناتو وقواته.

ويقارن بين ضحايا الانتفاضة قبل تدخل الناتو وبعده، فمن ما بين الف والفين قتيل الى ما قد يصل الى 50 الف قتيل، لا يمكن الجزم انهم كانوا كلهم يشكلون تهديدا للمدنيين.

ويستعرض الكاتب كيف ان الافارقة والليبيين السود يتعرضون الان لعمليات ابادة واضطهاد بحجة انهم كانوا مرتزقة او مؤيدين للقذافي.

ويسخر الكاتب من تباهي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بانتصار في ليبيا.

ويخلص في قلب مقاله الى هدف التدخل قائلا: بالنسبة للقوى الغربية سمحت لهم الحرب على ليبيا باستعادة نفوذ فقدوه في مصر وتونس وان يجدوا موطئ قدم في قلب الانتفاضة التي تكتسح اكثر مناطق العالم حساسية استراتيجية وان يضمنوا ميزات اقتصادية في بلد غني النفط كانت قيادته السابقة ـ على اقل تقدير ـ لا يعتمد عليها تماما .

ويضيف: اما بالنمسبة لليبيين، فانها تعني ضياع مستقبلهم من بين ايديهم وفرض حكام ينتقيهم الغرب من بين المنشقين عن القذافي وعملاء المخابرات البريطانية والامريكية .

ويقول ان التحدي لهذا ربما ياتي من القادة العسكريين الاسلاميين الذين يقولون انهم لن يتلقوا اوامر من المجلس الانتقالي، وربما لهذا السبب يريد المجلس من الناتو ان يمدد مهمته في ليبيا.

ويشير الكانب الى ان الناتو اوضح انه سيتدخل اذا تقاتلت الفصائل الليبية فيما بينها.

ويحذر سوماس ملن من انه مع زيادة القمع السوري للمظاهرات تطالب المعارضة بفرض حظر جوي على سوريا، وان تلك بداية تدخل تحت ستار انساني.

ويعدد الكاتب مؤشرات التدخل العسكري تحت ستار انساني لاغراض اخرى، من ارسال الرئيس الامريكي باراك اوباما قوات الى اوغندا الى دعم فرنسا العسكري للتدخل الكيني في الصومال.

ويختم الكاتب مقاله قائلا: ما اثبتته الماساة الليبية ان التدخل الاجنبي لا يخنق الحرية الوطنية واستقلال القرار فحسب بل انه لا يحمي الارواح ايضا .