"أوبرا دمشق" تكرم الملحن الراحل بليغ حمدي في حفل كبير


تكريم حاشد هو الذي نظم احتفاء ببليغ حمدي في دار الأوبرا السورية، وهو لا يظهر فقط مكانة الملحن المصري الراحل في قلوب الناس وإنما يستعيد أيضا حقبة فنية لا تنسى تستحضر ألحانا ومغنين من الصعب نسيانهم.

هكذا صفق الجمهور مجددا في حفل أقيم الاثنين في الأوبرا السورية ، لميادة الحناوي وعبدالحليم حافظ ومحمد رشدي وفايزة أحمد ووردة الجزائرية وأم كلثوم. لكن الأداء أتى بأصوات أيهم أبو عمار مغنيا متى اشوفك وليندا بيطار مع ما تحبينيش بالشكل ده وهبة عثمان في أنا بعشقك و فاتت سنة وخلدون حناوي مغنيا ل أعز الناس بالإضافة إلى شهد برمدا السوبر ستار السورية في أغنيتي خليك هنا و الحب كله .

ولدى سؤاله عن مناسبة التكريم، قال ماجد سراي الدين مدير أوركسترا طرب التي أقامت الحفل التكريم لا يرتبط بمناسبة، ولو أن ذكرى وفاة بليغ كانت الشهر الماضي. فهذا مشروع +أوركسترا طرب+ منذ العام 2006، حيث دأبنا على تكريم أعلام الموسيقى العربية ورواد الأغنية .

وأوضح هكذا كرمنا إلى الآن محمد القصبجي ومحمد عبد الوهاب ومحمد الموجي ورياض السنباطي. ومن سوريا محمد محسن وأمير البزق محمد عبدالكريم .

وقال سراي الدين واجهت صعوبات لاختيار البرنامج. فبليغ يملك ألف وخمسمئة لحن، ولا سبيل إلى اختزالها بساعتين. كان علينا ان نبحث عن الأنسب جماهريا إلى جانب اختيار ما أحبه شخصيا من أعماله، وكذلك مدى مناسبة الأصوات المتوفرة للأغاني . وأوضح هناك مثلا أغنية +مداح القمر+ التي بقيت أبحث لخمسة أشهر عن صوت يؤديها ولم أجد أحدا .

الباحث الموسيقي عثمان حناوي كان من بين الحضور. قال كانت حفلة رائعة، والأصوات مبشرة بالخير . وأضاف بليغ يحتاج إلى برامج وليالي لتكريمه، هو الذي ملأت موسيقاه الدنيا. كان أغزر ملحن على أرض الموسيقى العربية وكان نبعا من الألحان، تجد لديه اللون الشعبي والكلاسيكي والأغنية الطويلة والقصيرة .

أضاف الحناوي وهو يقدم برنامجا إذاعيا موسيقيا لقد جعل بليغ لكل مغن نقلة على يديه. هكذا كان الأمر مع عبد الحليم حافظ وأغنيات مثل +سواح+ و+على حسبي وداد قلبي+. كذلك كان له بصمة واضحة على أغانيه الطويلة مثل +موعود+ و+مداح القمر+... .

وتابع الحناوي وهو شقيق المطربة ميادة الحناوي، كان بليغ أيضا سباقا لالتقاط الأصوات الجميلة. وقد أتى من لندن إلى دمشق لتبني صوت ميادة .

وختم الحناوي هذا التكريم هو لفتة جميلة، للجميل من جيل الذهب العتيق .

من جهته قال الباحث الموسيقي محمد صبحي مدني الفرقة سحرت المستمعين خصوصا في عزفها لمقدمة أغنية +حاول تفتكرني+ وهي مقطوعة صعبة التنفيذ. لكنها لم تصعب على مايسترو كسراي الدين. وقبل ذلك كانت ليندا بيطار وخلدون حناوي قد سحرا المستمعين بأغنية +العيون السود+. وقد جعلوا جميعهم الحفل ليلة من ليالي العمر .

ولدى سؤاله عن سر غياب ميادة عن الحفل وهي الصلة الوحيدة بين بليغ حمدي وسوريا قال شقيقها الباحث عثمان الحناوي، هي عموما في حالة مراجعة حسابات. فهناك تلوث في الفن العربي والألحان تسلق سلقا. ولذلك تجد ميادة في حالة ترقب وانتظار، نرجو ألا تطول .