لقاء اميركي كوري شمالي في جنيف في اطار محادثات تمهيدية

عربي ودولي


يلتقي ممثلون عن الولايات المتحدة وكوريا الشمالية الاثنين في جنيف في جولة ثانية من محادثات ترمي الى اعادة اطلاق عملية المفاوضات حول نزع السلاح النووي المتعثرة حتى الان.

وبدون توقع اي اختراق حاسم مع بداية الحوار يعتبر المحللون ان اللقاء يومي الاثنين والثلاثاء على ضفاف بحيرة ليمان سيسجل محطة ايجابية.

وقال مارك فيتزباتريك الذي يدير برنامج عدم الانتشار النووي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية لوكالة فرانس برس لا اعتقد انه سيخرج امر واضح في نهاية الاجتماع لكن واقع ان يتحاورون يعتبر امرا جيدا .

وقد جرت جولة اولى من المحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية في تموز/يوليو الماضي في نيويورك.

وصرح مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية لدى اعلانه عن المحادثات ان لقاء جنيف سيكون استمرارا للاجتماعات الاستطلاعية لتحديد ما اذا كانت كوريا الشمالية مستعدة (...) للوفاء بالتزاماتها الدولية واتخاذ تدابير ملموسة في اتجاه تفكيك ترسانتها النووية .

وسيتراس الوفد الكوري الشمالي نائب رئيس الوزراء كيم كي غوان. وسيكون عليه وفق تونر ان يظهر جديته عبر مؤشرات ملموسة .

وبالرغم من غياب تقدم ملموس تستأنف الولايات المتحدة الحوار مع بيونغ يانغ لانه من المهم ابقاء باب الحوار مفتوحا كما قال مسؤول اميركي كبير طلب عدم كشف هويته.

واضاف هذا المسؤول نحن قلقون لان غياب الحوار يمكن ان يؤدي الى اخطاء في التاويل من جانب الكوريين الشماليين. لاحظنا في الماضي انه عندما كان الحوار يتوقف احيانا، فان هذا الامر دفعهم الى توجيه ضربات خطيرة .

وكانت بيونغ يانغ انسحبت رسميا من المفاوضات في نيسان/ابريل 2009 قبل شهر من قيامها بتجربة نووية ثانية. وفي 2010 اغرقت كوريا الشمالية طرادا كوريا جنوبيا ثم قصفت جزيرة كورية جنوبية.

وتنتظر واشنطن من اخر نظام ستاليني في العالم التزاما قاطعا بعدم القيام بتجارب نووية بعد الان وبعدم مهاجمة كوريا الجنوبية.

واعتبر بروس كلينغنر من مؤسسة هريتيج مركز الدراسات المحافظ في واشنطن انه لا يوجد في الحقيقة اي تغيير في الاستراتيجية ، بل تغييرات تكتيكية .

واضاف بالنسبة للولايات المتحدة هناك رغبة كبيرة في الانخراط في هذه المحادثات. لا يوجد توقعات كثيرة بشأن نجاحها، لكن هناك املا بانها ستمنع اي استفزاز جديد بحسب رأيه.

وقال بافل بوغفيغ الخبير في معهد الامم المتحدة لنزع الاسلحة قائلا لا اعتقد انه يمكن توخي الكثير من هذه المحادثات، لكن يستحسن في الوقت نفسه ان يكون هناك بداية مسار .

وتهدف المفاوضات السداسية التي تشارك فيها الكوريتان والصين واليابان وروسيا والولايات المتحدة الى اقناع بيونغ يانغ بالتخلي عن برنامجها النووي مقابل الحصول على مساعدة كبيرة.

وهذه المحادثات الحثيثة التي بدأت في 2003 تراوح مكانها منذ كانون الاول/ديسمبر 2008. وقد انسحبت منها بيونغ يانغ رسميا في نيسان/ابريل 2009 قبل شهر من قيامها بتجربة نووية ثانية بعد تجربة 2006.

وبعد تلك الفترة من التوترات الشديدة توجه مسؤول كوري شمالي كبير في تموز/يوليو الى نيويورك للقاء ستيفن بوسوورث الموفد الاميركي الى كوريا.

وسيقود بوسوورث للمرة الاخيرة الوفد الاميركي الى جنيف قبل ان يتخلى عن منصبه ليخلفه غلين ديفيس السفير الاميركي الحالي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفي تعليق على ذلك قال المفاوض الاميركي السابق مع كوريا الشمالية فيكتور شا حتى لو لم يؤد الحوار الى نزع السلاح النووي، فانه يسمح بادارة الوضع وتفادي ازمة وقد يحقق نجاحات محدودة مثل تجميد عناصر البرنامج النووي الكوري الشمالي.