اوباما يدشن نصبا لتكريم مارتن لوثر كينغ

عربي ودولي


دشن الرئيس الاميركي باراك اوباما الاحد نصبا لتكريم مارتن لوثر كينغ مقارنا بين نضال هذا الاخير من اجل الحقوق المدنية وجهوده لتحقيق تغيير في وقت تمر فيه البلاد بازمة اقتصادية.

وصرح اوباما في خطاب طغى عليه الطابع السياسي امام حشد من عشرات الالاف غالبيتهم من السود تجمعوا امام ساحة ناشونال مول في واشنطن ان حياة (كينغ) ورسالته تعلمنا ان التغيير ممكن ما لم نستسلم .

ولم يكن اوباما قد خاض المجال السياسي بعد عند اعطيت الموافقة لتشييد الصرح قبل 15 عاما، كما ان مسيرته الفريدة ما كانت ممكنة لولا الانجازات التي حققها جيل كينغ من الناشطين من اجل احلال المساواة العرقية.

واشاد اوباما بزعماء وناشطي حركة الحقوق المدنية انذاك واكد ان النصب المصنوع من حجر الغرانيت والمطل على نصب جيفرسون، يمثل الجميع.

ومع اقتراب الاستحقاق الرئاسي في العام 2012، لم يكن بوسع اوباما ان يفوت الفرصة دون ان يحاول تسجيل نقاط ضد خصومه وشن هجوم شبه مباشر على تعمد الجمهوريين عرقلة مشاريعه.

وقال اوباما كما حصل قبل 50 عاما، وعلى مدى التاريخ فان الذين يتمتعون بالسلطة غالبا ما يصفون اي دعوة الى التغيير بانها +تثير الانقسامات+ وان اي اعتراض على النظام القائم هو غير حكيم ويزعزع الاستقرار .

واضاف مهما كانت الظروف صعبة، اعلم اننا سنتغلب عليها وتابع اعلم ان اياما افضل بانتظارنا. اعلم ذلك بفضل الرجل الذي يعلو فوقنا .

ومع ان اوباما لم يقارن ابدا نفسه بكينغ بشكل واضح، الا ان مقاطع عدة من الخطاب يمكن ان تطبق بسهولة على الرئيس الاميركي.

وقال من حقنا ان نشيد بخطابات كينغ الا انه من الضروري ان نتذكر ان التقدم لم يتحقق من الكلام وحده. التقدم كان صعبا .

وتابع قد ننسى اليوم ان كينغ لم يكن دائما ينظر اليه على ان شخصية موحدة. حتى بعد ان سطع نجمه ونال جائزة نوبل للسلام، كان يتعرض لانتقادات كثيرين .

واضاف حتى انه تلقى هجمات من ابناء ملته، ومن الاشخاص الذين كانوا يرون انه متهور، او من الذين كانوا على العكس يرون انه يتقدم ببطء شديد .

واشاد اوباما ب عودة كينغ الى ناشونال مول ، لانه القى خطابه الشهير لدي حلم امام نصب لينكولن المجاور في 28 اب/اغسطس 1963 مما اثار تعبئة عامة في انحاء البلاد.

وتابع في هذا المكان سيظل واقفا الى الابد وسط نصب اباء هذه الامة والذين دافعوا عنها .

وقال ان قسا اسود لا رتبة رسمية له او لقب تمكن بطريقة ما من التعبير عن احلامنا العميقة ومثلنا الكبيرة، انه رجل حرك ضميرنا وساهم في جعل اتحادنا افضل .

وخيم على الحدث جو التجمع الانتخابي عندما قارن متحدثون عدة عهد كينغ بالمشاكل السياسية حاليا، وعندما اتهم عدد منهم الجمهوريين بتاخير قانون اوباما للوظائف من اجل تحقيق مكاسب سياسية آنية.

وانتقد القس جيسي جاكسون الناشط في الحقوق المدنية والذي كان صديقا لكينغ مثل هذه الممارسات وقال يبدو العديدون مستعدون لاغراق السفينة لمجرد القضاء على القبطان. علينا ان نترفع عن ذلك .

كما دعا نجل كينغ، مارتن لوثر كينغ الثالث الى وضع حد ل السياسات المحافظة التي تستبعد الاخرين واشاد بحركة احتلوا وول ستريت قائلا علينا ان نطالب باحلال العدالة الاقتصادية .

وتطرق اوباما ايضا الى الاحتجاجات قائلا انه لو كان كينغ حيا الان لذكرنا بان العامل العاطل عن العمل من حقه الاعتراض على التجاوزات في وول ستريت لكن دون ان يصور كل العاملين فيه على انهم شريرون .

وبعد الخطاب امسك اوباما بيد زوجته ميشال ونائبه جو بايدن لينشد نشيد الحقوق المدنية سننتصر قبل ان ينضم اليه الحشد بكامله.

وكان مرور الاعصار آيرين في شرق الولايات المتحدة ادى الى ارجاء المراسم المقررة اصلا في 28 اب/اغسطس عندما تصادفت الذكرى ال48 لخطاب لدى حلم .

واقيم النصب الذي اهدي لكينغ حائز نوبل للسلام في العام 1964 ولرسالته الداعية للعدل والرافضة للعنف، على مساحة شاسعة تبلغ 1,5 هكتارات تضم اشجار كرز قدمتها اليابان هدية قبل مئة عام تقريبا.

ونحت النحات الصيني الشهير لي يكشين تمثال صخرة الامل الذي يقارب علوه ال9 امتار والذي يمثل كينغ من الغرانيت الابيض.

ويدخل الزوار من جبل الياس الذي يمثل نضال الاميركيين السود من اجل احلال السلام والمساواة.