الجامعة العربية لا تصل الى حد تعليق عضوية سوريا وتحث على الحوار

عربي ودولي


القاهرة/عمان (رويترز) - حث وزراء خارجية جامعة الدول العربية الحكومة والمعارضة في سوريا الى التفاوض لانهاء اعمال العنف ولكنهم لم يصلوا الى حد تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية بسبب قمعها العسكري للمعارضة.

وقال نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية بعد الاجتماع ان الجامعة ستدعو كل الاطراف المعارضة والحكومة لعقد حوار في غضون 15 يوما.

ولابد من عقد الاجتماع في مقر الجامعة العربية بالقاهرة وسيتم تشكيل لجنة تتخذ من سوريا مقرا لها للعمل على انهاء العنف.

وبدأ المحتجون المحبطون في قرع ابواب مبنى الجامعة العربية في الوقت الذي كان فيه رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني يتلو القرار.

وهتف المحتجون الشعب يريد تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية.

وكان رد الفعل المبدئي من سوريا سلبيا ايضا.

وذكر التلفزيون الرسمي السوري ان سوريا لديها تحفظات على دعوة الجامعة لاجراء حوار شامل في مقرها الرئيسي وتقول انها قادرة على ادارة شؤونها وامنها.

ولزمت الحكومات العربية الصمت لاشهر في الوقت الذي حاولت فيه قوات الرئيس السوري بشار الاسد اخماد الانتفاضة بالدبابات والبنادق الالية.

ولكن سوريا تواجه الان خطر الانزلاق في حرب اهلية يمكن ان تزعزع استقرار جيرانها.

وطالبت الدول العربية بانهاء اراقة الدماء ودعت الى اجراء اصلاح سياسي ولكنها لم تتفق على كيفية ممارسة ضغط على سوريا.

وكان أحد المندوبين الدائمين في الجامعة العربية قد قال لرويترز ان هذا الاجتماع الوزاري الطاريء سيناقش تعليق عضوية سوريا في الجامعة لكن بعض الدول اعترضت على اي خطوة من هذا القبيل.

وتقول الامم المتحدة ان ثلاثة الاف شخص قتلوا في القمع من بينهم 187 طفلا على الاقل.

وقال سكان ونشطاء ان الافا من الجنود السوريين الذين تدعمهم المدرعات فتحوا النار على بلدة الزبداني على الحدود مع لبنان يوم الاحد بعد يوم من قتال شرس في المنطقة بين منشقين عن الجيش وقوات موالية للاسد.

ووجهت اكثر من 100 من منظمات المجتمع المدني نداء جماعيا لنبيل العربي الامين العام للجامعة العربية لعزل الحكومة السورية والتعاون مع تحقيقات الامم المتحدة في الانتهاكات المزعومة لحقوق الانسان .

وقال العربي للصحفيين انه التقى مع كل اطراف المعارضة وقالت كلها انها تعارض تعليق عضوية سوريا لان هذا سيقطع كل الصلات بين سوريا والجامعة العربية.

وكثف الاسد حملته ضد الاحتجاجات المطالبة باستقالته.

ووحدت روسيا والصين مواقفهما هذا الشهر لاستخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الامن الدولي اعدته الدول الاوروبية لادانة الحكومة السورية بسبب ما تقوم به من قمع مما اثار ادانة من الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين.

وابلغ مندوب سوريا لدى الجامعة العربية يوسف احمد الوزراء العرب ان توقيت اجتماع يوم الاحد غريب ومريب.

وقال انه يأمل بالا يكون له صلة بطريقة او اخرى باخفاق الولايات المتحدة وحلفائها الاوروبيين ضد سوريا في مجلس الامن على الرغم من اعتقاد سوريا بان هذه هي الحقيقة.

ونفى رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني ان يكون الاجتماع الذي دعا اليه مجلس التعاون الخليجي ردا على ضغوط دبلوماسية.

وقال ان دول مجلس التعاون الخليجي عندما طلبت عقد هذا الاجتماع لم تطلبه وفقا لاي اجندة او املاءات من الخارج وانما لحرصها على سوريا والشعب السوري.

وقبل الاجتماع دعت مجموعة تضم 121 من منظمات المجتمع المدني الزعماء العرب الى حماية السوريين من الحكومة التي تتهمها بمحاولة اثارة التوتر الطائفي واشعال حرب أهلية.

وقالت في خطاب مفتوح الى الامين العام للجامعة ان فشل الدول العربية في الرد على الازمة المتصاعدة في سوريا يقوض شرعية القيادة في شتى أنحاء المنطقة العربية.

وقال دبلوماسي لم ينشر اسمه لوكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية ان الوزراء اتفقوا خلال جلسة تشاورية قبل اجتماعهم الاساسي في الجامعة العربية يوم الاحد على الدعوة من جديد الى انهاء اراقة الدماء ولكنهم اختلفوا على الية تحقيق ذلك.

وقالت الوكالة نقلا عن المصدر قوله انهم اتفقوا على رفض اي تدخل اجنبي والحاجة الى تنفيذ خارطة طريق واضحة للاصلاحات السياسية المطلوبة لضمان انتقال سلمي للسلطة.

ويقدم الاسد الذي ورث الحكم عن ابيه قبل 11 عاما سوريا باعتبارها قلب العروبة ومدافعة عن القضية الفلسطينية علاوة على تعزيزه لتحالف لا يحظى بشعبية مع ايران التي يحكمها الشيعة.

وكان من شأن تعليق عضوية سوريا في الجامعة ان تمثل ضربة دبلوماسية كبيرة للنخبة الحاكمة في سوريا التي تكافح للتكيف مع عزلة دولية وعقوبات غربية منذ نشرت افراد الجيش والدبابات بمختلف انحاء البلاد لسحق احتجاجات مؤيدة للديمقراطية قتل واصيب فيها الالاف.

ويواجه الاسد ايضا انشقاقات في صفوف الجيش زادت في الشهرين الماضيين في ظل تكثيفه لحملته العسكرية.

وتلقى السلطات باللائمة في الاحداث الراهنة على جماعات ارهابية مسلحة على حد وصفها وتقول ان 1100 جندي وشرطي قتلوا. كما نفت السلطات في الماضي وقوع انشقاقات في الجيش وأكد الاسد على وحدة الجيش في رسالة بعث بها للجيش قبل شهرين.

وأطلقت عربات مدرعة النار من أسلحة رشاشة ومدافع مضادة للطائرات لدى اقتحامها بلدة الزبداني التي تقع على سفوح جبال لبنانية على بعد 35 كيلومترا الى الغرب من دمشق.

وقال سكان ان منشقين عن الجيش اشتبكوا مع قوات موالية للاسد لعدة ساعات يوم السبت وشوهدت عربتان مدرعتان تابعتان لقوات الامن وعليها اثار رصاص كثيف.

وقال السكان والنشطاء ان القوات مشطت مزرعة بالقرب من المدينة يوم السبت بحثا عن منشقين واقتحمت منازل واستولت على سيارات واعتقلت مئة شخص على الاقل من بينهم ثلاث طالبات جامعيات للاشتباه في مشاركتهم في الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية.

وقال احد السكان ذكر ان اسمه محمد الجنود ترافقهم المخابرات العسكرية أقاموا حواجز على الطرق في كل مكان. الزبداني الان مقطوعة عن دمشق.

وتمنع سوريا وسائل الاعلام الاجنبية من دخول البلاد ولم يتسن التأكد من التقارير من مصدر مستقل.