عبود الزمر رفض اغتيال السادات
قدم عبود الزمر، القيادي بـ الجماعة الإسلامية ، اعتذاره للمصريين عن اغتيال الرئيس أنور السادات قبل 30 عامًا، الذي قتل بنيران إسلاميين أثناء حضوره لاستعراض عسكري في ذكرى انتصار مصر على إسرائيل ، مرجعًا ذلك إلى سوء تقدير، وعدم علمهم بأن خليفته حسني مبارك سينتهج سياسيات أكثر سوءًا من سلفه على مدار نحو 30 عامًا أمضاها بالحكم قبل أن يتم إسقاطه في ثورة شعبية قبل شهور.
وكشف الزمر، الضابط السابق بالقوات المسلحة، وأحد أبرز المتهمين في قضية اغتيال السادات أنه كان من المعارضين لاغتيال السادات خلال المشاورات التي جرت داخل الجماعة الإسلامية بين مجموعتي الصعيد والقاهرة حول تنفيذ العملية، حيث كان يفضل تنفيذها بعد ذلك بأربع سنوات، وأوضح أنه تم تكليف أسامة حافظ القيادي بالجماعة بإبلاغ القرار لمحمد عبد السلام أحد المشاركين في التنفيذ إلا أنه لم يتمكن آنذاك من توصيل الرسالة.
ورأى الزمر- الذي أفرج عنه قبل شهور إثر سقوط نظام حسني مبارك- أن خالد الإسلامبولي، منفذ عملية اغتيال السادات والذي أعدم لاحقًا اجتهد بناء على حالة انسداد سياسى ضخم، فأراد أن يزيح هذا النظام، وأنا لم أكن مع هذا الرأي، وأرى أن السادات أفضل من جمال عبدالناصر الذى سبقه وأفضل من مبارك فى رحمته بالناس .
وأردف قائلاً: واليوم لو خيرنا ما بين السادات ومبارك لاخترنا السادات، وأنـا أعتـذر للشعب المصرى.. فلو كنا نعلم أو خالد الإسلامبولى يعرف أنه سيأتى من خلف السادات شخصية مثل مبارك لقلنا إن السادات كان أولى بالحكم، ولكن عذْرنا أن هذا كان فى علم الغيب .
ووصل مبارك إلى السلطة عقب اغتيال السادات خلال الاحتفال بالذكرى الثامنة لانتصار مصر في حرب أكتوبر وهو الحادث المعروف بحادثة المنصة .
وخلص إلى أن السادات قتل رغم رفضنا لذلك، لأن الترتيب الذى أعددناه أن نكون حركة تغيير سلمية على غرار ثورة 25 يناير، والفرق بين حركتنا وبين ثورة يناير، إنه كانت لدينا قوات مدنية شبه عسكرية تسيطر على مجموعة من الأهداف، يليها تحركات شعبية، ولم يكن الهدف من حركتنا قتل الرئيس، أو قتل أى شخص آخر بقدر ما كان الهدف الأساسى هو تغيير النظام ككل عام 1984 .
وفي رده على سؤال حول إذا ما عاد بهم الزمن هل كانوا سيقومون بما فعلوه ، قال الزمر: إننا لن نلجأ مرة أخرى لمثل هذه الأساليب، لسبب بسيط وهو أن ثورة 25 يناير قضت على الحاكم المستبد، وفتحت آلية قوية جدا للتغيير فأصبحت مسألة صعوبة تغيير الحاكم غير واردة، على أرض الواقع، فأى حاكم قادم سيخاف من الشعب، بعد أن أصبح ميدان التحرير حاكما وضابطا على تصرفات الحاكم .
وفي أول انتقاد علني بعد شهور من الإطاحة به، وصف جيهان السادات، أرملة أنور السادات، اختيار زوجها للرئيس المخلوع حسني مبارك لخلافته في السلطة بأنه كان خطأ كبيرًا ورأت في مقابلة على فضائية أوربت ، أن مبارك الذي كان قائدًا للقوات الجوية عندما اختاره السادات ليكون نائبًا له في عام 1975 لم يستطع ملء الفراغ الذي خلَّفه زوجها، وأن مؤسسة الرئاسة بدت فارغة من قائد كبير ومحنك يستطيع مواجهة الأزمات بشجاعة وحنكة.
وأضافت في تعليقها على الإطاحة بمبارك من الحكم تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية، أن الشعب المصري كان لديه إحساس بأن هناك شيئًا ما سيحدث أواخر أيام مبارك. وأوضحت أن ذلك هو شعور عام نظرًا لطول مدة حكم الرئيس السابق وارتفاع الأسعار وتزوير الانتخابات النيابية واستغلال المناصب والنفوذ فى جمع الثروات، وبيع الأراضي بأسعار بخسة علاوة على الحديث عن توريث الرئاسة.