الاطاحة بوزير المالية الروسي في صراع على السلطة

عربي ودولي



ديميتروفجراد (روسيا) (رويترز) - قال وزير المالية الروسي اليكسي كودرين انه أُطيح به من منصبه يوم الاثنين في صراع مرير وعلني غير معتاد مع الرئيس ديمتري ميدفيديف كشف عن تصدعات عميقة في الوحدة تجاه خطة فلاديمير بوتين للعودة للكرملين.

ويعتبر المستثمرون الغربيون كودرين ضامنا للاستقرار المالي ويقولون ان رحيله سيوجه ضربة قوية للاقتصاد الروسي وسيشكل انتكاسة لفرص الاصلاح.

وقال كودرين لرويترز لقد استقلت. قُبلت استقالتي.

ولم يترك ميدفيديف لكودرين خيارا يُذكر فقد فاجأه وأذله بمطالبته بالاستقالة في اجتماع مع المسؤولين المحليين بعدما قال الوزير الذي يتولى المنصب منذ فترة طويلة والحليف القديم لبوتين انه لن يعمل مع ميدفيديف اذا حل محل بوتين في رئاسة الوزراء العام المقبل.

وقال ميدفيديف في مدينة ديميتروفجراد على نهر الفولجا وهو ينظر من منصة على كودرين الذي كان جالسا بين الحضور مثل هذه التصريحات غير لائقة على ما يبدو ..ولا يمكن تبريرها بأي حال من الأحوال. لا أحد يسقط الانضباط والتبعية.

اذا كنت يا الكسي ليونيدوفيتش تختلف مع مسار الرئيس فهناك مسار واحد للعمل وانت تعرفه .. ان تستقيل ... بالطبع من الضروري ان تجيب هنا والآن.. هل ستكتب خطاب استقالتك؟..

وبدا كودرين الذي قال يوم الاحد انه يختلف مع ميدفيديف بشأن سياسته الاقتصادية خاصة قراره بشأن زيادة الانفاق العسكري مذهولا رغم ان الرئيس لم يمكنه ان يقيله بشكل مباشر.

ورد كودرين قائلا نعم ..صحيح بالفعل لدي اختلافات معك. سأتخذ قرارا بشأن اقتراحك بعد التشاور مع رئيس الوزراء (بوتين).

ونادرا ما تحدث هذه المشادات العلنية في روسيا حيث تُدار الحياة السياسية عادة عند أعلى المستويات والمعارضة العلنية بشأن السياسة غير معتادة.

ويسلط رحيل كودرين الضوء على التوتر الذي سببه اعلان بوتين يوم السبت انه يعتزم العودة للكرملين في انتخابات ستجرى في مارس اذار المقبل بعد نحو اربع سنوات كرئيس للوزراء.

لكن انشقاق كودرين يعني ان واجهة الوحدة تصدعت بعد اقل من 24 ساعة من ذلك الاعلان وأدى الى زعزعة المستثمرين الذين يشيدون به بسبب سياساته الحذرة التي ساعدت روسيا خلال الازمة المالية العالمية في 2008.