"أمازيغ مصر " يمثل مصر بمهرجان "خريبكة" للأفلام الوثائقية بالمغرب



اختارت إدارة مهرجان خريبكة الدولي الثالث للأفلام الوثائقية بالمغرب فيلم أمازيغ مصر ليمثل مصر في المسابقة الرسمية للمهرجان، والفيلم من إنتاج قناة الجزيرة الوثائقية، و من إخراج الصحفي داود حسن.

ويروي الفيلم قصة الأمازيغ المصريين الذين نزحوا إلى مصر قبل نحو ثلاثة ألاف عام من شمال أفريقيا، ولم يتبق منهم بعد هذه الفترة الطويلة من الزمن إلا نحو أربعة وعشرين ألف شخص يعيش معظمهم في واحة سيوة.

أوضح مخرج الفيلم إن سكان واحة سيوة من الأمازيغ يعتبرون حالة فريدة للغاية فقد ساعدهم البعد المكاني عن القاهرة والعالم بحوالي ثمانمائة كيلو متر وصعوبة الوصول إليهم في أن يحافظوا على تقاليدهم وعاداتهم والأهم على لغتهم الأصلية الأمازيغية أو ما يطلق عليها اللهجة السيوية.

وعن كيفية اكتشاف سكان سيوة أنهم أمازيغ قال: إنه قبل أكثر من عشرين عاما كان السفير الجزائري بالقاهرة على رأس وفد شعبي جزائري يزور سيوة فتحدث بعض شيوخ القبائل هناك باللهجة السيوية عن الشعب الجزائري بصورة إيجابية مثل أنه بلد المليون شهيد، فرد عليهم أعضاء الوفد الجزائري بنفس اللهجة فاستغرب شيوخ القبائل، ولكن الاستغراب زال بعدما علموا أنهم من الأمازيغ وأن اللهجة السيوية ما هي إلا اللغة الأمازيغية التي حافظ عليها سكان سيوة طيلة ثلاثة ألاف عام توارثوها أبا عن جد.

ويوضح حسن أن الأمازيغ في مصر ليسوا أقلية فهم جزء من النسيج الوطني المصري، يتحدثون اللغة العربية ويدينون بالإسلام، وليس بينهم وبين الدولة أية مشاكل كما يحدث في بعض المناطق مثل الجزائر نفسها والتي تصل أحيانا لصراع مسلح. ويضيف بأن اهتمام الدولة بسيوة وسكانها بدء منذ بداية القرن الماضي وأن الخدمات الأساسية فيها أفضل من بعض مناطق القاهرة.

وعن تناوله لقصة الأمازيغ قال إنه قضي هناك أكثر من أسبوع عايش السكان في حياتهم عن قرب واستمع لقصصهم وتعرف على تقاليدهم من خلال قصة فتاة مصرية من أصل أمازيغي ذهبت إلى سيوة للبحث عن جذورها، وأنه لم يستخدم أسلوب الراوي أو النص وترك لأبطال الفيلم الحديث وتوثيق القصة.

جدير بالذكر أن هذا العمل ليس الاول لمخرجه وإنما سبقه عدد من الأفلام الوثائقية القصيرة والطويلة منها تسونامي على ضفاف الخليج ، ناقش به أزمة العمال الأجانب في دول الخليج العربي، و أرواح بلا ثمن ، عن عمال المحاجر في مصر، وهو مهتم بتوثيق التجارب التنموية المستقلة في مصر والعالم العربي التي يمكن أن تسهم في علاج المشاكل الاجتماعية والسياسية وتقرب بين شعوب المنطقة، وقد أخرج وأنتج عددا من الأفلام التي توثق هذه التجارب مثل كفر ميت الحارون ، و تفهنا الأشراف ، البسايسة الجديدة و شارك مؤخراً في إنتاج واخراج عدد كبير من الأفلام التي تؤرخ الثورة المصرية.