موسكو تقترح رئيسا للحكومة من المعارضة السورية

عربي ودولي


عمّت التظاهرات المناهضة للنظام السوري أمس العديد من المدن والبلدات السورية في جمعة وحدة المعارضة ، في حين إعتمد الإتحاد الإوروبي سلسلة جديدة من العقوبات على نظام بشار الاسد، تضمّنت منع كل استثمار جديد في القطاع النفطي، ووقف تسليم سوريا القطع والأوراق النقدية، في وقت تخوفت فرنسا من حرب داخلية في سوريا.

وقالت المفوضة السامية الأوروبية لشؤون السياسة الخارجية والأمن كاثرين آشتون: إننا نعتزم الضغط بأقصى درجة على النظام السوري، الذي يواصل أعمال التنكيل المرفوضة ضد شعبه .

كما شددت سويسرا عقوباتها على دمشق، فمنعت استيراد أو نقل النفط السوري ومشتقاته.

فرنسا تتخوف من حرب أهلية

إلى ذلك، انتقد وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه القمع السوري الذي يُمارس أيضًا في المدارس ضد أطفال ، مبررًا الموقف الفرنسي حيال دمشق بـ الخوف من اندلاع حرب أهلية .

وقال جوبيه: لقد تمّ التعامل بوحشية اليوم مع الأطفال في المدارس السورية ، لافتًا إلى أنّه حصلت تحركات في بعض المدارس، حيث كان الاطفال يحتجون، فتدخل الجيش في المدارس . وأضاف الوزير الفرنسي: نحن حازمون على غرار ما فعلنا في ليبيا، لكننا لا نريد شنّ حرب في كل مكان ، مشيراً إلى أنّ في سوريا طوائف تتقاتل على ما يبدو في ما بينها، مسيحيون وعلويون وسنّة، وثمة تخوّف من أن يتحول كل ذلك حربًا اهلية، لذلك من الضروري التحرك بحزم .

بدوره، حمل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد . وقال في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بعيد خطاب أحمدي نجاد: أنّ الإنتفاضات الشعبيّة في ليبيا وتونس ومصر، تشكل إنذاراً لإيران وسوريا، لمنح شعبيهما الحريات التي يستحقانها .

مبادرة روسية

في غضون ذلك، يجري الحديث عن مشروع حل روسي للأزمة في سوريا قيد التداول، حالياً بين مسؤولين روس، وأطراف فاعلة في المعارضة السورية.

وحسب المعلومات إنّ اسماء تمّ تداولها، لتولّي منصب رئيس الوزراء في سوريا، في حال التوصل الى اتفاق ترعاه روسيا بين دمشق والمعارضة السورية .

وقد سعى الوفد الروسي البرلماني الذي زار دمشق، إلى الإجتماع بعدد من شخصيات المعارضة، في حين تجري اتصالات متعددة بالحكومة والخارجية الروسية، لتوضيح مواقف ووجهات نظر المعارضة السورية في مختلف اتجاهاتها في موسكو وفي جنيف.

ورفضت موسكو طرح إسم برهان غليون لمنصب رئيس الوزراء. وقد رد مسؤول روسي على معارضين سوريين، طرحوا عليه إسم غليون من بين أربعة أسماء، أنّ غليون فرنسي الهوى، بينما حصلت مواقفة مبدئية على إسم المعارض السوري البارز الناشط في مجال حقوق الانسان هيثم مناع، باعتباره متزنا ًفي قضية العلاقات الدولية السورية .

ومن بين الأسماء الأربعة، إضافة لغليون ومناع، المحامي عبد المجيد منجونة، واستاذ في جامعة حلب لم يتضح إسمه حالياً.

وقد برّر مسؤولون روس خيارهم، بأنّ مناع وإسمه الحقيقي هيثم العودات من مدينة درعا السورية مهد الحركة الاجتماعية، ويتمتع باحترام كبير في أوساط الأقليات القومية والدينية، وهو من الذين يصرّون على رفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي في سوريا.

المفوضية العليا لحقوق الإنسان

وفي جنيف، دانت المفوضية العليا لحقوق الإنسان للأمم المتحدة القمع الشرس في سوريا، والهجمات التي تستهدف ناشطين يقيمون خارج البلاد . وقالت الناطقة بإسم المفوضية رافينا شمدساني: إنّنا قلقون جداً من معلومات، تفيد عن قمع متزايد الشراسة تمارسه السلطات السورية في حق المتظاهرين ، وتحدثت عن استهداف ناشطين بارزين في ميدان حقوق الانسان في داخل وخارج البلاد .

وتابعت شمدساني: إننا أيضًا قلقون من معلومات تفيد عن استهداف قوات الأمن لعائلات وأنصار المتظاهرين ، مشيرة في هذا السياق إلى الفتاة زينب الحسني من مدينة حمص، التي عثرت العائلة على جثتها بعد أن تعرضت للتعذيب خلال احتجازها في 13 ايلول ، مضيفة: تلقينا معلومات غير مؤكدة تفيد أنّ قوات الأمن خطفتها في 27 تموز، ويبدو أنّ ذلك كان من باب الضغط على شقيقها الناشط في حقوق الانسان .

ميدانيا، سقط 11 قتيلا على الأقل، والعديد من الجرحى برصاص الجيش والأمن السوري، مع انطلاق التظاهرات في المدن والبلدات السورية في جمعة وحدة المعارضة . وتعرّض المتظاهرون لإطلاق الرصاص الحي، لمنعهم من التظاهر في العديد من المناطق من درعا جنوبا إلى حمص وحماة وسطا، وصولاً إلى إدلب وحلب والقامشلي شمالا ودير الزور شرقاً.

ورغم الوجود الأمني المكثف، والحصار للمساجد وحملات الدهم والاعتقال التي سبقت الجمعة في معظم المدن والبلدات السورية، خرج المتظاهرون مرددين هتافات، تنادي بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، لكنهم قوبلوا بإطلاق نار كثيف وقنابل الغاز لتفريقهم وقمعهم، حسبما أكّد ناشطون حقوقيون.

وفي مدينة الرستن المحاصرة في محافظة حمص، قالت الهيئة العامة للثورة السورية : إنّ عسكريين أعلنوا انشقاقهم عن الجيش السوري أمام أكثر من 50 ألف متظاهر .

وفي درعا، قال الناشط السياسي أبو بكر الحوراني: إنّ اشتباكات استمرت 20 ساعة، اندلعت بين منشقين عن الجيش وقوات الجيش والأمن والشبيحة في بلدتي الجيزة والطيبة ، مشيرا إلى أنباء عن سقوط 50 قتيلا وعشرات الجرحى من الجانبين ، موضحا أنّ المتظاهرين نجحوا في سحب أربعة قتلى من المنشقين، وهم اثنان من حمص وواحد من إدلب وآخر من دير الزور .

وقالت مصادر لقناة الجزيرة : إنّ منشقين اشتبكوا مع قوات الأمن في الزبداني في ريف دمشق . وأشارت الهيئة إلى انشقاق عشرات الجنود مع عتادهم في جسر الشغور ، موضحة أنّ اشتباكات تجري هناك وتسمع أصوات انفجارات عديدة .

وتحدث الناشطون عن انضمام 32 جنديا سورياً، إلى كتيبة عسكرية منشقة في دير الزور.وأكّدت الهيئة العامة أنّ القوات السورية تحتشد في مدينتي حماة وحمص في وسط البلاد ودرعا في الجنوب، إستعداداً لحملة واسعة في هذه المدن.(وكالات)