ويسكي و سجائر الأديب طه حسين تشعل الفيس بوك!



انفرد موقع شباب الأهرام بنشر رسالة قصيرة لتوفيق الحكيم، كان قد أرسلها لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين أثناء إقامة الأخير في فرنسا، لتكشف عن جانب خفي في حياة حسين كان غائبا عن كل محبيه.

كان من ضمن ما كتب في الرسالة سؤال وجهه الحكيم لحسين وهو هل وصلك الويسكي والسجائر أم لا؟ ، الغريب في الأمر ليس أن طه حسين ربما كان يتناول المسكرات أو كيف أرسل توفيق الحكيم تلك الهدايا رغم بخله الشديد؟، وإنما أنه عندما ذكرت إحدى الصفحات علي الفيس بوك هذا الموضوع الذي نشر قبل ذلك منذ عدة شهور مع إرفاق الرسالة الأصلية، ثار الفيسبوكيون معتبرين ذلك أمر غريب بكل المقاييس وأن رجال الثورة المضادة وراء ذلك الفعل لأنهم يكرهون انتشار الدين ويرغبون في تحطيم كافة الرموز الأدبية التي تعلمت في الأزهر الشريف.

لتنطلق الكثير من التعليقات المنددة بمؤسس الصفحة معتبراه شريكا في هدم أحد رموز مصر، في حين انطلق خيال آخرين لأبعد من ذلك عندما أكدوا أن ظهور مثل تلك الرسائل وراؤه أجندات خارجية ترغب في تحطيم الرموز المصرية المحترمة.

بينما وقف البعض علي الجانب الآخر مؤكدين أن الأمر لا يسئ لطه حسين من أي نوع خاصة أنه متزوج من فرنسية وعاش فترة طويلة في بلدها الأصلي وربما تغيرت عاداته.

وبين هذا وذاك، فالحرب اشتعلت بين الفيسبوكيين الذين حولوا الأمر لجهاد في سبيل الله ضد العلمانية التي ترغب في إفساد القيم و الرموز المبجلة بأي طريقة، اقرأ الرسالة و حكم عقلك هل ترى أن نشر هذه الرسالة في هذا التوقيت مؤامرة مدروسة؟ أم هي مجرد صدفة والأمر لا يستدعي كل هذا اللغط؟.

نص الرسالة:


صديقي العزيز تلقيت كتابك الكريم وما أن عرفت أن على الهبوط من شمال فرنسا إلى جنوبها، ثم الصعود من الأرض إلى القمم على ارتفاع أربع عشرة مائة من الأمتار وأن أركب القطار ثم أنتقل منه إلى الكار حتى أخذني الدوار فإن أقصى جهودي أن أهبط من الفندق إلى القهوة وأصعد من القهوة إلى الفندق .. فإذا غامرت يوماً وذهبت إلى حي متطرف من أحياء باريس فإني أقول اللهم رد غربتي وأعود حالا إلى مقري وأنا أتنفس الصعداء .. ثم كيف أترك باريس الآن وقد بدأت المسارح تفتح أبوابها بابا بعد باب .. وأخذ المحار البرتغالي والمول البحري تظهر بشائره في مطعم ملك الأصداف في ميدان كليشى وأنا من هواة المحار لا أتعب من ملاحظة بائعه وهو يفتحه بسكين ويرصه في أطباق يحملها خدم المطاعم فتسافر أنظاري خلف الأطباق على حد تعبير بديع الزمان .. لا ليس من السهل أن أترك باريس الآن خصوصا وأن مقامي فيها لن يجاوز اليوم العشرين من هذا الشهر فأمامي إذن أقل من أسبوعين أعد فيهما عدتي للرجوع إلى مصر فإذا أردت من مصر شيئاً فإني رهن الإشارة وختاماً أرجوا لك وللمدام ومؤنس وفريد مقاما طيباً وعوداً حميداً وأن أراكم في مصر هذا الخريف على أحسن صحة وأتم هناء

ثم جاء الحكيم وكتب في ختام الرسالة ما نصه: حاشية.. السجاير التي عندي كيف أوصلها إليكم؟ وكذلك لكم في ذمتي هدية هي زجاجة أولد بار جئت بها لكم من مصر ونسيت أخبركم بأمرها .. أظن الأفضل أن أجعل هذه الأشياء في خرقة وأن أدعها أمانة لكم عند بواب فندق لوتيسيا هل من رأيكم ذلك؟

ثم أرسل الحكيم رسالة أخرى إلى طه حسين يؤكد له فيها أنه أرسل السجاير وزجاجة الأولد بار كما ذكر له حيث قال جعلت السجاير وخلافها في خرقة وتركتها في عهدة بواب اللوتيسيا وأتمنى لكم جميعاً إقامة طيبة في فرنسا وعودة سالمة غانمة إلى مصر وأرجوا أن تكتبوا إلى دائما بما يلزمكم وأسأل الله أن يجمعنا في بلادنا على خير حال وأن يوفقنا هناك إلى إنجاز العمل الأدبي الذي تعاهدنا عليه واحتراماتي للمدام وتحياتي للجميع مع أخلص تمنياتي.

وقد أرسل الدكتور طه حسين رسالة شكر إلى الحكيم بعد أن وصلته هذه الأمانة وذكر فيها السجائر ولكن لم يذكر الويسكى وقال وإني أشكر لك أجمل الشكر استعدادك ما قد أحتاج إليه من مصر ولن أحتاج إلا لشيء من السجائر وأنت رجل لا تدخن .. ولك مع ذلك الحق بمقتضى القانون الفرنسي أن تدخل في فرنسا بمقدار لا بأس به من السجائر لا يقل عن الألف.. فأنت تعلم أن السيجارة تلهمني كما يلهمك الجلوس في القهوة.

جود نيوز فور مي