قصف "ساحة التغيير" بصنعاء بالصواريخ

عربي ودولي



مفكرة الاسلام: سقط صاروخان على الأقل الثلاثاء على ساحة التغيير في العاصمة اليمنية صنعاء حيث يعتصم الآلاف من الشباب المطالبين بإسقط نظام علي عبد الله صالح فقتلا شخصين وسط اشتباكات عنيفة بين القوات الموالية للحكومة وأخرى منشقة بقيادة اللواء علي محسن الأحمر الأخ غير الشقيق للرئيس اليمني والذي انضم إلى صفوف المعارضة.

ونقلت وكالة رويترز عن الدكتور محمد القباطي الطبيب في مستشفى ميداني في معسكر الاحتجاج أصابت الصواريخ بعض الرجال الذين كانوا يمشون خارج السوق. وعندي قتيلان وخمسة مصابين ، في أعقاب مقتل 32 متظاهرًا على يد القوات اليمنية يوم الاثنين، غداة سقوط 26 قتيلاً في قمع للاحتجاجات بصنعاء.

بموازاة ذلك، أفادت أنباء باستيلاء الآلاف من المتظاهرين في اليمن يدعمهم عسكريون منشقون عن الجيش في وقت متأخر الاثنين على قاعدة تابعة للحرس الجمهوري الموالي للرئيس علي عبد الله صالح في العاصمة صنعاء.

واقتحم المحتجون والجنود السابقون القاعدة دون إطلاق رصاصة واحدة، بحسب فضائية العربية نقلاً عن شهود عيان. وقد فرت عناصر الحرس الجمهوري من القاعدة، وخلفت أسلحتها وراءها.

وقالت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): إن عملية الاقتحام تمثل تصعيدًا للصراع، كما أنها تكشف كيف أن المحتجين يصرون أكثر من أي وقت مضى على الإطاحة بحكم الرئيس صالح الذي استمر على مدار 32 عامًا.

وقتل أكثر من 50 شخصًا في أسوأ موجة عنف دموية على مدار شهور من الاحتجاجات التي يشهدها اليمن للمطالبة بإسقط نظام حكم الرئيس علي عبد الله صالح. لكنَّ المسئولين نفوا الاتهامات بأن النظام خطط لهذه الهجمات قائلين: إن المحتجين تعرضوا لإطلاق النار بسبب محاولتهم تدمير محطة كهرباء.

وفي مدينة تعز، جنوبي البلاد، استخدمت القوات الحكومية الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع ضد آلاف المواطنين الذين خرجوا للشوارع لإدانة الهجوم وانتقدوا صالح وعائلته. وقال النشطاء: إن الهجوم خلف أربعة قتلى وعشرات الجرحى. ويتوقع زيادة الحصيلة الإجمالية للقتلى، حيث إن إصابة العديد من بين مئات الجرحى بالغة.

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن نائب وزير الإعلام اليمني عبده الجندي قوله الاثنين: إن الطامعين في السلطة يستغلون الشباب الذين قتلوا في أحداث العنف الأخيرة .

وأضاف: إن ما يحدث من تصعيد هو هروب إلى الأمام واستباق لكل الحلول السلمية اللازمة بارتكاب هذه الجريمة والتضحية بالشباب ليكونوا قربانًا في سبيل تحقيق أهدافهم في الانقضاض على السلطة .

ووصف أحداث العنف الأخيرة بـ الصراع المجنون على السلطة الذي تغذيه أحزاب فقدت السيطرة على هوسها وخلطت بين الاعتصامات والمظاهرات وأعمال الشغب والسلب والنهب .

وقال: إن من يدعون أنهم حماة ما يسمى بالثورة قد تحولوا إلى قتلة ولصوص وقطاع طرق ، واعتبر أن ما حدث يوم الأحد في أمانة العاصمة هو مقدمة لحرب أهلية يخطط لها الطامحون في الاستيلاء على السلطة والثروة .

واتهم الجندي القيادي المعارض حميد الأحمر باستقدام عناصر من تنظيم القاعدة بمأرب مدربة على القنص إلى أمانة العاصمة للانخراط في المظاهرات للقيام بقنص للمتظاهرين من أجل تلفيق التهم على قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري .

وأضاف: إن اللواء المنشق علي محسن الأحمر عمل على إفشال قرار رئيس الجمهورية بتفويض نائبة بصلاحيات التوقيع وتنفيذ المبادرة الخليجية وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة .

في المقابل، اتهم المعارض والإعلامي اليمني عبدالفتاح حيدرة بقايا النظام العائلي للرئيس اليمني عبد الله صالح بتفجير الوضع عسكريًّا في البلاد وبث البلبلة بين القوات الموالية للثورة من جهة وقوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي بهدف نزع الشرعية عن الثورة السلمية، واصفًا ما حدث في صنعاء بالمجزرة.

وأوضح في تصريح لفضائية لـ العربية أن هناك مئات الآلاف من المتظاهرين اليمني خرجوا منذ أمس بشكل سلمي فاستقبلهم الحرس الجمهوري بمضادات الطائرات وصواريخ الـ آر بي جي ورصاص القناصة.

في غضون ذلك، وصل صنعاء الاثنين الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني للاطلاع على آخر التطورات على الساحة اليمنية، بالتزامن مع وصول مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر.

وعقد المبعوثان اجتماعًا مع أحمد نجل الرئيس صالح الذي يقود قوات الحرس الجمهوري المتهمة بشن معظم الهجمات ضد المحتجين.

وذكر موقع مأرب برس الإلكتروني المعارض أن الاجتماع عقد في مقر سفارة دولة الإمارات بالعاصمة صنعاء. غير أن المعارضين لا يساورهم التفاؤل في أن يحدث التدخل تغييرات إيجابية في اليمن.

وقال حميد الأحمر: إنه إذا كانت زيارة الزياني للبلاد ستطيل عمر النظام، فإن عليه أن يعود من حيث أتى. كما دعت الولايات المتحدة إلى الهدوء، وفق قناة (سهيل) المملوكة للمعارضة.

وقال بيان رسمي أمريكي: في هذا الموقف المتوتر، ندعو كافة الأطراف إلى التحلي بضبط النفس... وندعو الأطراف إلى الابتعاد عن الأعمال التي من شأنها إثارة المزيد من العنف .