قوات الأمن السورية تقتل 20 في احتجاجات مناهضة للأسد

عربي ودولي



قال نشطاء إن قوات الامن السورية قتلت بالرصاص 20 شخصا يوم الجمعة وانتشرت بكثافة في المناطق الريفية حول دمشق في محاولة لقمع الاحتجاجات المناهضة للرئيس السوري بشار الاسد والتي تعصف بالبلاد منذ ستة اشهر.

وعلى الرغم من هذا الوجود المكثف لقوات الامن قال نشطاء ان المظاهرات اندلعت على اطراف العاصمة وفي محافظة ادلب في الشمال على الحدود مع تركيا وفي مناطق اخرى في سوريا وان المحتجين رفعوا لافتات كتب عليها مستمرون حتى اسقاط النظام .

وبعد اجتياح الجيش السوري للعديد من المدن في اغسطس آب لسحق مراكز الاحتجاجات بدأ الجيش في الاسابيع الاخيرة في الهجوم على القرى المحيطة ملقيا القبض على الناشطين والمنشقين عن الجيش واعتقل اعدادا كبيرة وقتل العشرات.

واذاع التلفزيون الحكومي السوري مقابلة مساء الخميس مع واحد من ابرز المنشقين عن الجيش وانكر فيها مزاعم انتشرت عندما انشق عن الجيش وقال انه لم يسبق ان تلقى امرا بإطلاق النار على محتجين.

ولم يتبين ما اذا كان العقيد حسين حمروش الذي اعلن انشقاقه في يونيو حزيران قد انتهى به الامر إلى دمشق مرة أخرى. ونقت وزارة الخارجية التركية تقارير عن تسليمها حمروش إلى السلطات السورية قائلة ان من غير المطروح ان تعيد تركيا شخصا رغما عنه.

وقال مسؤولون اتراك ان عمليات القوات السورية في الشمال أدت إلى عودة تدفق اللاجئين السوريين إلى تركيا. وقال الجيش اللبناني إن القوات السورية توغلت لمسافة 200 متر داخل أراضي لبنان لمطاردة فارين وذكرت مصادر لبنانية أن مواطنا لبنانيا اصيب في اطلاق النار.

وقال النشطاء إن معظم قتلى الجمعة سقطوا في الريف حول حماة وفي جبل الزاوية وهي منطقة تقع بالقرب من تركيا. وشهدت المنطقتان عملية عسكرية كبيرة الاسبوع الماضي.

وأضاف النشطاء أن محتجين قتلوا أيضا على مشارف دمشق وبينهم طفل يبلغ من العمر 12 عاما وفي حمص الواقعة على بعد 165 كيلومترا إلى الشمال.

وذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن 27 شخصا قتلوا يوم الجمعة وإن كان من بينهم عدد صغير توفي متأثرا بجروح أصيب بها في وقت سابق.

وتقول الامم المتحدة ان نحو 2600 شخص قتلوا في الحملة الامنية التي يشنها الاسد على الاحتجاجات التي اندلعت قبل ستة أشهر مستلهمة الانتفاضات الشعبية في شمال افريقيا التي اطاحت بالرئيسين التونسي والمصري وأنهت حكم الزعيم الليبي معمر القذافي.

وقالت منظمة آفاز العالمية يوم الجمعة إنها تحققت من أسماء 3004 سوريين قتلوا منذ تفجر الاحتجاجات في منتصف مارس آذار.

وقالت أطلق الجيش السوري النار على رجال ونساء وأطفال في احتجاجات سلمية أو عذبهم أو ألحق بهم عاهات مستديمة أو قتلهم في الحجز. وشملت القائمة 278 من أفراد الجيش وإن لم تقل المنظمة كيف ماتوا.

وتقول السلطات السورية إن 1400 شخص قتلوا نصفهم من افراد الشرطة والجيش في الاضطرابات التي تلقي باللائمة فيها على جماعات مسلحة تدعمها قوى خارجية.

وقالت الوكالة العربية السورية للانباء يوم الجمعة ان ضابطا بالشرطة قتل واصيب اربعة آخرون في محافظة درعا في الجنوب عندما أطلقت جماعات مسلحة النار عليهم.

وتمنع السلطات معظم وسائل الاعلام الاجنبية من العمل في سوريا مما يجعل التحقق من روايات الناشطين والسلطات صعبا.

ووعد الاسد بإجراء اصلاحات من بينها اجراء انتخابات برلمانية تعددية الاحزاب بحلول فبراير شباط لكنه لم يقل انه سيقبل اي منافسة على منصبه عندما تنتهي فترته الرئاسية في 2014.

وادى القمع العنيف للاحتجاجات إلى فرض الولايات المتحدة واوروبا لعقوبات ومطالبتهما الاسد بالتنحي عن الحكم لكن واشنطن وحلفاءها الغربيين فشلوا في اقناع روسيا والصين باتخاذ اجراء اكثر حزما ضده من جانب الامم المتحدة.

ودعت الجامعة العربية وتركيا المجاورة إلى وقف إراقة الدماء فورا. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أثناء زيارة لليبيا يوم الجمعة من يمارسون القمع على الشعب في سوريا لن يمكنهم الوقوف على أقدامهم لأن القمع والازدهار لا يستقيمان سويا.

لكن دول المنطقة لم تتحدث عن اجراء عقابي قد يواجهه الاسد ولم تقترح أي دولة تدخلا من النوع الذي قام به حلف شمال الاطلسي في ليبيا للاطاحة بالقذافي. كما أن الأسد يحظى بمساندة من حليفته إيران.

وبدأت القوات السورية عملية كبيرة الاسبوع الماضي في مناطق ريفية حول حماة التي كانت واحدة من المدن التي تعرضت خلال شهر رمضان لأشد عمليات الجيش السوري عنفا.

وقال ناشط ان القوات السورية اقتحمت يوم الجمعة بلدة بالقرب من حماة بحثا عن منشقين. وقال لرويترز عبر الهاتف هاجموا حلفايا في السادسة والنصف صباحا ونزل أفراد من الجيش والامن من حافلات وشاحنات مسلحين بمدافع الية.

وأضاف ظلوا لساعتين يطلقون النار عشوائيا لتخويف السكان. وكان من بين القتلى الستة اثنان من عائلة الجمال كانا متجهين إلى حلفايا من قرية الطيبة القريبة.

ورفع متظاهرون في الكسوة إلى الجنوب من دمشق لافتة كتب عليها بشار يا جزار بينما لوح محتج بالعلم السوري القديم الذي سبق صعود حزب البعث الذي يتزعمه الاسد إلى الحكم قبل نحو 50 عاما.

ويحكم الاسد الذي ينتمي للطائفة العلوية سوريا منذ وفاة والده الرئيس حافظ الاسد عام 2000 .

(رويترز)