الصومال تشتهى الموت ولا تجده

ركن القراء


كتب - مدحت ناجى

هى دعوة للتكاتف وللتعاون بين كل الدول لانقاذ شعب يموت فقراً وجوعاً ، دعوة للعمل الصادق والآمين لحماية شعب الصومال .

يتركونها الآن تمر بالأزمة دون سند أو معين، ولا منقذ لها ، هكذا جلست وحدها الصومال المدينة الكثيرة الشعب الفقير ... صارت كأرملة فقيرة بين البلدان تسأل الخير ولا يستجاب لها . لقد صارت تحت الجزية ، تبكى فى الليل بكاء ودموعها على خديها ...هكذا هو الحال فى دولة الصومال ذات التعداد الذى يصل الى 9.5 ملايين نسمة يدينون بالديانة الاسلامية . صارت بلا معز من كل الدول ، كلهم غدروا بها ، صاروا لها اعداء ..قد شبعت من المذلة والعبودية من الجوع ، وتشققت اراضيها من قلة المياه ، لا تجد واحة فى أراضيها ، كل أبوابها خربة ، شيوخها يتنهدون ويبكون ، نسائها مذللة وهى فى مرارة من أجل أولادها ، لا تظن ان الصومال تعاقب من أجل كثرة ذنوبها ، فكل الدول ليست أبر منها ، سقطت الصومال بيد اعدائها الفقر والجوع والحرب وليس من يساعدها ، رأتها الاعداء ضحكوا على هلاكها، لقد أظهر الجوع والفقر فيها عورتها ولذلك هى تتنهد وترجع الى الوراء ، لذلك أنظر يارب ولا تنسى شعب الصومال ، فكل شعبها يتنهدون ويطلبون خبزاً، أنظر يارب وتطلع لانها صارت محتقرة ومرذولة بين الدول .

ولذلك على هذه انا باكية ...

لصق لسان الراضع بحنكه ، صارت الصومال أضحوكة ورثاء لكل الشعوب حولها ، يرونها فيعبرون بلا تقديم أى مساعدة لشعب يموت جوعاً وعطشاً ، تحولت اجسادهم الى هيكل عظمى يمكن ان تعد فقراته وعظامه .

تبكى وتحزن لانك ترى بعض الدول الغنية تلقى بفائضها من القمح فى البحيرات والأنهار من أجل الحفاظ على سعره العالمى ، ولا تجدها تسعى لإنقاذ الذين يموتون جوعاً وعطشاً فى دول افريقيا من الجوع والفقر المدقع .

تبكى وتحزن لانك ترى موائد الطعام عليها أشهى المأكولات بملايين الجنيهات والدولارات ، ليأكل منها الاغنياء والعظماء ، فى الوقت الذى يبحث فيها الفقراء عن أقل الفتات من الأكل وسط أكوام الزبالة ، وقد لا يجدونها فى بعض الاحوال ...

تبكى وتحزن من أجل كثرة الثراء الفاحش والذى يستغله الاغنياء الاغبياء فى شراء الكماليات مثل السيارات الفارهة والتى يعبرون بها على جماجم الناس الفقراء ، والتى تكفى لانقاذ الأسر المشردة والفقيرة فى الاحياء الفقيرة فى كل دول العالم .

تبكى وتحزن لانك ترى الدول تنفق ميزانياتها الكبيرة على الحروب وتصنيع القنابل النووية وعلى رعاية بعض المنظمات الارهابية التى تخدم مصالحها الاستراتيجية فى كل دول العالم ، والتى لو استخدم جزء من هذه التريليونات التى تنفق لكانت ساهمت فى حل أزمة الفقر والغذاء فى دولة الصومال وكل الدول الفقيرة .

تبكى وتحزن لأنك تجد بعضاً من الناس يخلصون فى رعاية بعض الحيوانات الاليفة وينفقون عليها مبالغ طائلة ، ولا يمدون أيد المساعدة للدول التى تموت جوعاً وفقراً . فعندهم الحيوان أفضل من الانسان .

تبكى لانك تجد بعض الاشخاص لا يحسنون استخدام المياه بترشيد سليم ، فى الوقت الذى تجد فيها دولة الصومال قد تشققت أراضيها من قلة المياه ...

تبكى لانك ترى البعض يلبس افخم الثياب على الموضة بمئات الألوف لمجرد أن يلبسه لليلة واحدة ، وتجد البعض فى الصومال لا يغطى الا عورته ، كما انك ممكن لا تجد هذه الكسوة البسيطة أيضاً ...

تحزن لأنك ترى الاطفال هنا يلعبون ويمرحون فى وسط العائلة بلا حمل هم للحياة ، لكنك ترى الطفل فى الصومال لا يلعب ولا يمرح بل يحض أخيه فى تحدى قوى لمواجهة الموت ... هناك الطفل يحمل هم كيف يواجه الموت القادم ، فهو كالهواء هناك ينتشر سريعاً .يأي

تبكى لانك ترى البعض يأكل كل انواع الفاكهة وكل ثمرات الأرض ، لكنى متأكد ان فى الصومال لا يعرفون انواع الفاكهة ، لأن كل اشجارها عاقر بلا ثمر ، هنا تتزين مائدتنا بكل الاصناف ، وهناك صنف واحد يقدم لها هو الصراع مع الموت ...

تبكى لانك تجد البعض عندما يموت يحمله الناس ليدفنوه فى القبور ، لكنك تجد فى الصومال الكل يموتون على سطح الارض لا يسترهم قبر ، فتجد اجسادهم تتحلل ، كما ان عظامهم تتحلل ايضاً سريعاً ...

كان هناك كثير لاكتبه ، لكن أفضل أنا اصمت ...

لذلك فإن طريق السلام هو الطريق الوحيد لإنقاذ دولة مثل الصومال من الفقر والنقص فى الغذاء ، السلام والحب هو الذى يجعل الانسان يقدم كل مالديه من مال ومساعدة دون سؤال عن ما دينه ؟ ما لونه ؟ ، ان الحب هو الرسالة الوحيدة القادرة على تغيير مسار وحياة البشرية من الشقاء والآلم الى الفرح والرحب .