قليل من العدل مع الحركات الوطنية ..

ركن القراء


كتب - عماد رجب


أكاد أجن عند متابعة ردود أفعال وتعليقات بعض قيادات تيار الإسلام السياسي من السلفيين و الاخوان في محافظات مصر المختلفة, ومحاولاتهم المستميتة التبرؤ من أحداث جمعة تصحيح المسار , وما شابها من أعمل عنف وتكسير و إقتحام , وقتلي ومصابين . واستخدام الحدث كوسيلة ضغط علي التيارات الوطنية الأخري لمنعهم من تنظيم أى فعالية كبري تزيد من شعبيتهم وتواجدهم , وتشويه صورتهم أما الرأي العام قبيل الانتخابات القادمة, و إلقاء اللوم علي التيارات التي شاركت في تلك التظاهره, وكانت مشاركتهم حسب كل المتابعين سلمية سلمية كما أعلنوا جميعا قبل التظاهره .

راجعت سجلات الثورة كي أري هل فعلا هم مسئولون عما حدث؟ فإكتشفت أن إدعاءات قيادات تيار الإسلام السياسي في مصر بان من ينظم مليونية مسئول عن مصركلها في ذلك اليوم مردود عليه لعدة أسباب منطقية وهي:

أولا: إن المكان الذى أعلنت كلا من وزارة الداخلية والدفاع عدم تأمينة و حمايته هو محيط ميدان التحرير وحده, وأن منظموا التظاهرة يتحملون المسئولية عن هذا المكان الذى شهد الجميع بأنه كان سلميا فعلا من بدايته حتي إنتهاء فعالياته , ولم يحدث أى شىء مريب بداخل الميدان وفي محيطه , كما شهد الخصوم أنفسهم, وهو أمر يحسب لهم, إذا ما قسنا ما حدث في محيط ميدان التحرير بالأمس , بما حدث في محيط نفس الميدان أيام مشاركة الأخوان فيه وتبعاته كـ موقعة الجمل الشهيرة .

ثانها: أري أن تحميل الحركات التي شاركت في تلك التظاهرة النتيجة عن أى حادثة أو خرق يحدث في ربوع مصر أمر يدعو للضحك بل والغيط , لأنه وبمنتهي الصدق ... في الوقت الذى كان الأخوان والسلفيين يشاركون في تأمين ميدان التحرير, إنتشرت البلطجة وظهرت اللجان الشعبية لتأمين الافراد و الممتلكات والاحياء , ومختلف قطاعات الدولة التي إنتهكت من البلطجية , وفي الوقت الذى شارك الأخوان في تأمين تظاهرات في ميادين مصر , علمنا بأحداث البلطجة في شارع عبد العزيز الشهير في وسط العاصمة وبالقرب من ميدان التحرير , و فتح السجون , و حرق مديريات الشرطة و الأقسام , ودواوين عموم المحافظات ... فهل يتحمل الأخوان وغيرهم ممن نظموا تلك الفعالية المسئولية عن تلك الجرائم ؟.

ثالثا : إن أحدا لا يستطيع إنكار تلك الفيديوهات التي يتميز من فيها بالزي والمظهر المتدين والذين أعلنوا فيها صراحة وبدون مواربة ذهابهم للسفارة لهدم الجدار , وبعد أن إعترفوا بأنهم من سيهدم الجدار , وأثبتت جميع التقارير الإخبارية لمختلف الفضائيات مشاركة أشخاص منهم بعد ذلك في عملية هدم الجدار , كيف لهم أن يتنصلوا من هذا الشرف لمجرد أن أخرج المجلس تصريحه, أو رفضه الشعب وخاف علي مصر من تبعاته.

رابعا: أن جميع القوي التي شاركت أو لم تشارك أعلنت رفضها للتخريب والعنف , بل وطالبت بحماية الممتلكات المصرية, لأنها حق أصيل للشعب المصري , وغير المصرية لأنها في عهده مصر طبقا للإتفاقيات الدولية , فهل لأن البعض إعتقل في تلك الأحداث - المرفوضة - برغم نبلها , تنصل الفاعلون من فعلتهم , ورموها في وجه غيرهم , ليقولوا بعدها كما قال المتحدث الرسمي للجماعة الاسلامية أن من نظموا التظاهره دائمون المشاكل مع فعالياتهم , وكأنهم يتحملون نتيجة معركة الجمل , وغيرها من الأفعال الإجرامية التي طالت هؤلاء الشرفاء .

إن تدمير الجدار العازل للسفارة إسرائيلية - برغم سعادتي بهدمه ونبل الهدف - إلا إننى أنكره , وأرفض إستخدام تلك الاساليب التي ضررها أكثر من نفعها ,وكما في القاعده الفقهية التي إستندوا عليها كثيرا لتبرير بعض الافعال التي ليس عليها إجماع - درء المفاسد مقدم علي جلب المنافع - فالسياسة فن الممكن , وليس من الذكاء تضييع حقوق شهداء الجش المصري بهدم جدار ,أو اختراق سفارة سيتم تجهيزها مجددا بعدها بأيام , بل وبتبعات أخري قد يستخدمها العدو إستخداما ذكيا ويصنع مجدا هو في أمس الحاجة إلية بعد درك تركيا للسفير الاسرايلي , وتبعات أخري أراها لا تقل سوءا علي السياسة والإقتصاد المصري , ولنا في تركيا أفضل الأمثلة , في فن إدراة الحدث وتعاملها مع جريمة الجيش الإسرائيلي مع سفن الحرية الإنسانية خير دليل .

و كما كانت مطالباتنا دائما, دولة القانون تحقق العدالة , كان يجب علينا ونحن ننادي بدولة القانون أن نحافظ عليها ولا نهدمها بايدينا , عبر تسليمها لقوانين سيئة المسعة كالطوارىء والأحكام العرفية التي لا حريه فيها لحر , ولا كرامة لشريف.

أستحلفكم بالله تقديم الدولة علي الحزب , والهوية علي الايدلوجية السياسية, حتي نمر من عنق الزجاجة الذى كاد أن يخنقنا, ولا تتعاملوا مع مصر بمنطقة الكعكة المقسمة , فالكعكة إن ظن أحدهم مهما كبر حجة وإحترف تنظيمة, أنه قادر علي تقسيمها فإن هذا إيذان بدخولنا لأسهل طرق التخريب و أكثرها فظاعة