سكان: القوات السورية تقتحم بلدة شمالية وتخوض قتالا ضد منشقين
اقتحمت قوات سورية بلدة على الطريق الرئيسي المؤدي الى تركيا يوم الاحد بعد أن خاضت قوات موالية للرئيس بشار الاسد معارك أثناء الليل في دمشق مع منشقين عن الجيش رفضوا اطلاق النار على احتجاج مطالب بالديمقراطية.
وبعد ستة أشهر من الانتفاضة الشعبية يتعرض الاسد لضغوط من احتجاجات شعبية ومن وزراء الخارجية العرب الذين دعوا سوريا يوم الاحد للعمل على انهاء اراقة الدماء قبل فوات الاوان .
وقررت الجامعة العربية ايفاد امينها العام نبيل العربي الى دمشق لحثها على اجراء اصلاحات. وقال الرئيس التركي انه فقد ثقته في سوريا.
وقال سكان بلدة خان شيخون على الطريق الرئيسي على بعد 245 كيلومترا الى الشمال من العاصمة دمشق ان شخصين قتلا في هجوم للجيش على بلدتهم. وقال نشط ان نشطين محليين اخرين هما طارق النسر ومصعب طه اصيبا بجروح.
واضاف النشط الذي قال ان اسمه ابو وائل لقد كانت محاولة اغتيال. بدأت شرطة الامن والشبيحة اغتيال أشخاص بعينهم واعتقال الناس بأعداد أكبر.
وفي دمشق قال مقيمون ان عشرات الجنود انشقوا وفروا الى الغوطة وهي منطقة بساتين واراض زراعية بعدما اطلقت القوات الموالية للاسد النار على حشد كبير من المتظاهرين قرب ضاحية حرستا لمنعهم من تنظيم مسيرة الى وسط العاصمة.
وقال أحد سكان حرستا لرويترز بالهاتف الجيش كان يطلق نيران الرشاشات الثقيلة طول الليل في الغوطة وكان يلقى ردا من بنادق اصغر.
وجاء في بيان على الانترنت للضباط الاحرار وهي مجموعة تقول انها تمثل المنشقين ان انشقاقات كبيرة وقعت في حرستا وان قوات الامن والشبيحة الموالين للاسد تطارد المنشقين.
وهذا اول انشقاق يجري الابلاغ عنه حول العاصمة حيث تتمركز القوات الاساسية للاسد.
ونفت السلطات السورية مرارا حدوث اي انشقاق في الجيش. وطردت وسائل الاعلام المستقلة منذ اندلعت الانتفاضة ضد الاسد في مارس اذار.
ويبلغ النشطاء عن تزايد الانشقاقات بين الجنود ومعظمهم من الاغلبية السنية لكن يسيطر عليهم ضباط من العلويين واقعين فعليا تحت امرة ماهر شقيق الاسد.
وفي بلدة الحراك بسهل حوران الجنوبي ردد حشد هتافات تندد بالطغيان وتتوعد بسقوط النظام وبالقصاص.
وفي بلدة البوكمال الشرقية على الحدود مع العراق والتي حاصرتها الدبابات على مدى أسابيع اثر احتجاجات واسعة النطاق قال نشط ان قناصة الشرطة اطلقوا النار على المحتجين الذين خرجوا من مسجد رئيسي بعد صلاة التراويح مما أدى لاصابة خمسة اشخاص بجروح.
وترجع احدث المظاهرات في دمشق الى اسباب من بينها تعرض رجل الدين أسامة الرفاعي للضرب على يد قوات الاسد يوم السبت. وعولج من اصابات في رأسه بعدما اقتحمت القوات مجمع مسجد الرفاعي في كفر سوسة حيث يوجد مقر الشرطة السرية لمنع مظاهرة من الخروج من المسجد.
ونشطت الاحتجاجات بعد زيادة التنديد الدولي بحملة القمع التي يشنها الاسد. وذكرت وكالة الاناضول التركية للانباء يوم الاحد ان الرئيس التركي عبد الله جول قال ان الوضع بلغ مرحلة أصبحت معها التغييرات غير كافية وفات اوانها.
وقال جول للوكالة في تعليقه على الوضع في سوريا نشعر بحزن عميق بالفعل. يقال ان الاحداث انتهت ثم يقتل 17 اخرون. كم سيكون العدد (القتلى) اليوم.. من الواضح اننا بلغنا نقطة سيكون معها اي شيء غير كاف وفات اوانه. لقد فقدنا الثقة.
وفي القاهرة قالت جامعة الدول العربية في بيان بعد اجتماع غير عادي ان مجلس الجامعة العربية يعرب عن قلقه وانزعاجه ازاء ما تشهده الساحة السورية من تطورات خطيرة ادت الى سقوط الاف الضحايا بين قتيل وجريح من ابناء الشعب السوري الشقيق.
وشدد مجلس الجامعة على ضرورة وضع حد لاراقة الدماء وتحكيم العقل قبل فوات الاوان.
وهذا هو اول اجتماع رسمي للجامعة العربية بشان سوريا منذ بدء الانتفاضة التي استلهمت ثورتين في تونس ومصر اطلقتا الشرارة للاضطرابات في الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
وقال بيان الجامعة العربية في رسالة تصالحية لدمشق ان المجلس يشدد على ان استقرار الجمهورية العربية السورية هو ركيزة اساسية في استقرار الوطن العربي والمنطقة بأكملها.
وقالت ايران اوثق حلفاء سوريا ان على دمشق الاصغاء للمطالب المشروعة لشعبها.
وحذرت ايران حلف شمال الاطلسي يوم الاحد من الانسياق وراء أي رغبة للتدخل في سوريا وقالت انه بدلا من هزيمة نظام سيجد الحلف نفسه غارقا في مستنقع كما حدث في العراق وأفغانستان
(رويترز)