صحيفة: الثورة الليبية تواجه تحديات خطيرة

عربي ودولي



في الوقت الذي يستولى الثوار الليبيون على العاصمة طرابلس يتوقع المراقبون أن هناك تحديات ضخمة وخطيرة تواجه الثورة الليبية على وجه الخصوص والربيع العربي بوجه عام.

وذكرت صحيفة ميرسيد صن ستار في تقرير لها أن الثوّار الليبيين، مثل الثوار في تونس ومصر، أثبتوا لأنفسهم وللعالم أن الحكام الطغاة في الشرق الأوسط عندما يسقطون لن يبكي عليهم أحد في المجتمع الدولي، لكن في الوقت نفسه هل يضمن إسقاط الحكام الطغاة في هذه المنطقة أن تتحرك الشعوب نحو إقامة أنظمة حكم تعتمد على الديمقراطية والحرية السياسية.

وقالت الصحيفة: موسم الربيع العربي الذي شابه التفاؤل في البداية بسقوط الحاكمان المستبدان في كل من مصر وتونس وما أعقب ضلك من صيف دام في كل من ليبيا وسوريا، حظي بتعاطف كبير من قبل كافة الشعوب العربية، ولكن فرص إحداث تغييرات إيجابية في المشاهد السياسة على المدى القريب تعتبر فرصًا ضئيلة بسبب العديد من الاعتبارات .

وأضافت الصحيفة الأمريكية: الوصول إلى ديمقراطية حقيقية في الأقطار العربية التي شهدت سقوط أنظمة حكم استبدادية قد يستغرق سنوات وربما عقود .

وأردفت الصحيفة: في كل من تونس، مصر، سوريا، وليبيا نجد أن أكثر الثورات العربية تشترك في شيء واحد وهو الرؤية المتسامحة المنفتحة على التغيير والتي تعاني في الوقت ذاته من صعوبات في تشكيل حركات سياسية متماسكة، ويبدو أن القوى الإسلامية هي صاحبة القدرة الأكبر على التنظيم كما أنها تتمتع بالمصادر المالية الأضخم .

وتابعت الصحيفة: فيما يتعلق بليبيا يبدو أن التحدي الأكبر هو إعادة بناء قاعدة الولاء لدولة ليبيا في نفوس المواطنين الليبيين، لكن هذا يرتبط بطبيعة الحال بحقيقة أن الإسلاميين مرشحون للعب الدور الأكثر تأثيرًا في مصير ليبيا في المرحلة المقبلة .

وكان الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، قد أعلن تضامنه الكامل مع الجهود الجارية بقيادة المجلس الوطني الانتقالي للحفاظ على مقدرات الشعب الليبي، ويرجو أن يتحقق النجاح للمجلس في جهوده لقيادة المرحلة الجديدة، والحفاظ على سلامة ليبيا الإقليمية وسيادتها واستقلالها.

وقال العربي في بيان إنه في هذه المرحلة التاريخية التي يعيشها الشعب الليبي الشقيق والتي تُشكل علامة فارقة في تاريخ ليبيا الحديث، وانطلاقاً من التزامات الجامعة العربية نحو ضمان الوحدة والسلامة الإقليمية لليبيا، وتأكيداً على مواقف الجامعة المؤسسة على حماية المدنيين الليبيين والالتزام بالمواثيق العربية والدولية لحقوق الإنسان.

وتابع البيان: في الوقت الذي يترحم فيه الدكتور نبيل العربي على أرواح الشهداء الذين ضحوا من أجل رفعة وطنهم ويدعو مختلف القوى الليبية إلى ضمان سلامة وأمن المواطنين الليبيين والرعايا الأجانب، والحفاظ على المصالح العليا للوطن ومؤسساته تحقيقاً لتطلعات وطموحات الشعب الليبي في حياة كريمة آمنة ومستقرة وفى ظل مناخ من الديمقراطية وبما يُمكن من تحقيق النهضة التي يستحقها وتحقيق انتقال حضاري وسلمى وسلس لإدارة البلاد.