بيان من حزب العدل حول مشاركته في الانتخابات البرلمانية القادمة
حرصا من حزب العدل على رؤيته الوسطية، ورفضا منه لحالة الاستقطاب السياسي بين التحالفات الانتخابية المختلفة، وإيمانا من حزب العدل بضرورة أن يجد المواطن المصري طريقا ثالثا بعيدا عن معسكرات الاستقطاب السياسي التي تحصر اختيارات المواطن وتفرض عليه ألوانا أيدلوجية معينة لا تعالج مشكلاته ولا تقترب من همومه أو أفكاره كما لا تعبر عنه، وتمكينا لشباب الثورة أن يكونوا جزءا فاعلا من التركيبة السياسية القادمة للمجالس التشريعية بعيدا عن سيطرة وهيمنة القوى السياسية التقليدية، ونظرا لأن مصر تحتاج إلى تجديد الدماء وفتح شرايين حياة جديدة في ساحة العمل العام، كما أن المواطن المصري ينتظر وجوها جديدة ترسخ معنى التغيير وتعبر عن مصر بعد الثورة لتساعد في دعم مسيرة البناء وإرساء قواعد الاستقرار الذي ينشده الشعب المصري. لذا قرر حزب العدل، بعد استطلاع أراء القواعد الشعبية وتصويت أعضاء اللجنة العليا وانحيازهم بشكل واضح وصريح لمبادئ الحزب، أن يكون قائمة الطريق الثالث لتكون نواة للتيار الوسطي المصري، الذي تحتاجه مصر بشدة بعد ارتفاع حدة الاستقطاب السياسي وتزايد خطابات التخوين وتناحر القوى السياسية واختلافها الذي لم يكن أبدا في صالح مصر ولا في صالح الثورة.
كانت ومازلت رغبتنا أن تتكامل جميع القوى والأحزاب السياسية من أجل خروج برلمان توافقي للنور يعبر عن مصر في هذه اللحظة الاستثنائية بعد نجاح الثورة وبداية عهد جديد، ولكن لم يتحقق ذلك بسبب الاستقطاب والاستعداء بين الاتجاهات المختلفة، لذا فان قرارنا بتكوين قائمة الطريق الثالث (التيار الوسطي المصري) جاء لكي لا نساهم في زيادة حدة الاستقطاب السياسي الذي يضر بالوطن. وإننا وإذ نعلن قرارنا هذا، فإننا لا نغلق الباب في وجه أي حزب أو قوة سياسية تلتقي أفكارها معنا وتقرر أن تساهم في إثراء التيار الوسطي المصري عن طريق الترشح على قائمة الطريق الثالث والتي ستخوض الانتخابات بنظام الفردي والقائمة في عدد من الدوائر سيتم تحديده بعد الانتهاء من إقرار النظام الانتخابي في شكله النهائي ورسم حدود الدوائر الانتخابية بشكل نهائي. وإننا ندعو شرفاء الوطن من المستقلين والشخصيات العامة أن ينضموا إلينا للحد من حالة الاستقطاب ورفع شعار مصر أولا .
إننا نعلم أننا اخترنا الخيار الأصعب، ولكننا حزب يعبر جيل جديد شارك في صنع هذه الثورة التي كانت حلما يراود القلوب، لذا فأحلامنا لا تتوقف وإرادتنا لم ولن تضعف، وكلنا ثقة أن الشعب المصري يريد التجديد ويريد دعم الشباب من أجل مصر النهضة ومصر المستقبل، من بين الناس جئنا وسنظل بينهم لنعبر عن وسطية الشعب المصري وندعم حقه في اختيارات مختلفة ترسم أملا جديدا للوطن. سنقدم نموذجا مميزا للشراكة الجيلية التي تحتاجها مصر الآن عبر التواصل بين الأجيال المختلفة، فنحن وإن كنا شبابا فإننا نرفض إقصاء الأجيال الأكبر ونرى أن مصر تحتاج لجهود كل هذه الأجيال وتلاحمها وتكاملها من أجل مستقبل مصر، لذا ستضم ترشيحاتنا عددا من الرموز الوطنية المحترمة التي تستطيع أن تسهم في بناء المستقبل وصناعة مشروع النهضة. ونحن نعتزم أيضا أن نقدم للشعب المصري في الانتخابات برنامج انتخابي يتضمن برامج وخطط ومشروعات واضحة المعالم لمعالجة المشكلات الحقيقية والهموم الفعلية للمواطن المصري، فنحن نريد كسر المعادلة الانتخابية السائدة ونسعى لأن نرتقي بالحوار السياسي ليتناسب مع حجم التحديات التي كللت بنجاح الثورة والتي تلزمنا بأن نقدم مشروعا حقيقيا لنهضة الوطن.
ستمضى خطواتنا ثابتة بلا تردد، ننحاز إلى مبادئنا ونعلي من قيمة الديمقراطية في اتخاذ القرارات المصيرية، ونتحمل بإخلاص وجد تبعاتها، وسنوفي بعهدنا لشعبنا الكريم الذي ينتظر منا الكثير والكثير، ونعاهد الشعب المصري العظيم أن نكون عند حسن ظنه، ولكننا ننتظر دعم كل من يحب هذا الوطن لاختيارنا هذا الذي يأتي لمصلحة الوطن قبل أي مصلحة شخصية أو مكاسب محسوبة. وكلنا أمل وكلنا يقين أننا نستطيع وأن الشعب المصري العظيم الذي التف حول الثورة سيلتف حول الحلم الجديد والجيل الجديد الذي سيرسم لوحة رائعة للوطن.
دامت مصر للمصريين وبالمصريين