عبد الغفور : لا أتخوف من هيمنة التيارات الدينية على الحكم ولا اعتقد تصديها للفن


أكد الفنان أشرف عبدالغفور نقيب الممثلين أنه لايتخوف من سيطرة التيارات الدينية المتشددة على الحكم فى مصر وتصديها المطلق للفن ، موضحا أن هذه التيارات مهما كانت درجة التشدد فكثير من الرؤى ووجهات النظر

تغيرت وفى سبيلها إلى التغيير ولا اعتقد ان يصلوا لهذه الدرجة من التسلط . وأشار إلى أن الحزب المتكون من جماعة الإخوان المسلمين قام بإنشاء شركة إنتاج فنى ، واعتقد أنهم على درجة من الوعى ولن ينزلقوا لمثل هذا التشدد .

وقال أشرف عبدالغفور - خلال لقائه مع جمهور معرض الكتاب الذى أقامته هيئة الكتاب بمنطقة فيصل حتى الساعات الأولى من صباح اليوم فى ندوة بعنوان التنظيمات النقابية بين الشرعية الدستورية والشرعية الثورية - إن النقابات جزء من هذه المؤسسات الموجودة فى بلدنا وما كنا فيه من نظام غير ديمقراطى كان منعكسا على النقابات وكنا نحكم بمنطق الاستعمار وليس الحاكم المصرى فكل شىء كان له سقف وحدود لا يجب أن نتعداها فى التنمية والثقافة والفن والسياسة ، والنقابات كانت تدار بشكل أمنى وشرطى وهذا هو الدافع الأول لتقدمى إلى الترشح للعمل النقابى ، وكانت

النقابات مهمشة وشكل من أشكال الفتارين فى الديمقراطية المزعومة التى كنا نعيشها . وأشار إلى أن النقابات كانت تدار بالأمن المركزى ، وبعد ثورة 25 يناير كان لابد من وجود شكل آخر مغاير لما كان موجودا من قبل ، ونقابة المهن التمثيلية أول نقابة تعقد انتخاباتها بعد 25 يناير وبفضل انتصار الرأى وانتصار وجهة النظر الجديدة عبرنا معركة الانتخابات بنجاح كبير تحسدنا عليه النقابات الأخرى ، وهناك شق خدمى أصيل فى النقابة يجب الرعاية المهنية ويجب أن يحصل عليه العضو بدون واسطة وبدون جهد ويتلقاه بشكل طبيعى فهذا حقه الشرعى.

وأشار الفنان أشرف عبدالغفور نقيب الممثلين إلى أن الفن بدا ينحدر بشكل كبير وملحوظ جدا فى السنوات الأخيرة وأصبح الفن التركى والسورى مكتسح والفن المصرى الأصيل فى انحدار مستمر والفن عندما يكون فنا حقيقيا فهو شىء نبيل جدا ولكن عندما يتحول لمنظومة تجارية بحتة على حساب الفن والتقنية فى كافة المجالات الفنية سواء

الدراما أو المسرح الذى كاد أن يختفى عن الساحة كل هذه مؤشرات خطيرة ووصول أحد فنانينا للعالمية لا يعنى وصول الفيلم المصرى للعالمية فالفيلم المصرى لم يصل للعالمية لأنه فقد هويته ويجب أن يكون له هوية خاصة وسمات مميزة كالفيلم الهندى والكورى ويجب أن يراعى الفيلم المصرى هذه الهوية ويتوقف عن النسخ والمسخ الذى تقوم عليه السينما المصرية وهذا لن يحدث إلا بالإغراق فى همومنا . وأضاف أننى تربيت فى المسرح القومى وتعلمت فيه كل الأسس التى يحترم بها الفنان فنه ،والآن مصر ليس عندها ولا مسرح درامى واحد مجهز بتقنية حديثة تسمح للمبدع أن

يظهر فنه بشكل جيد رغم كل الأموال التى صرفت فى السنوات السابقة وكل ما فعلوه تحويل قاعات السينما إلى مسارح وهى لا تصلح للمسرح أساسا ،وحتى المسارح الجيدة مثل مسرح سيد درويش ومسرح الجمهورية تحول إلى أوبرا ، ونحن فى حاجة لبناء مسارح دور عرض مسرحى يسمح للأسرة المصرية أن تذهب إليه ويسمح للفنانين أن يعرضوا

مواهبهم وإبداعاتهم ، وستسعى النقابة لعمل ذلك رغم أنه ليس دورها الأساسى ، ففى السنوات السابقة لم نهتم بالمواهب المسرحية وما زلنا نتباهى بعصر الستينيات ، ولم نهتم أن ننتج كتاب مسرحيون يعبرون عن هموم الشعب.

وأوضح الفنان أشرف عبدالغفور نقيب الممثلين أن الدراما المصرية وما أصابها من اتجاه للكم فقط والتخمة التى نراها فى كل سنة حتى هذا العام بعد ثورة يناير نجد أكثر من 40 مسلسلا ليس فيهم مسلسل واحد يعبر عن المجتمع ،وكل هذه الأشكال وكل ما أصاب الفن المصرى من ابتذال ساعد عليه النظام البائد ليلهى الناس عن مشاكلهم

وحياتهم ويلغوا عقولهم لكى يعيشوا فى ظل هذا النظام دون عقل يفكرون به ، ويجب علينا أن نواجه هذا الشكل السلبى ومن واجب المشاهد أن يقاطع الأعمال التى لا تتحدث عنه.

وعن الشرعية الدستورية والشرعية الثورية ، أشار عبد الغفور إلى أن القانون المصرى ملىء بالثغرات والسلبيات وأعتقد أنه فى العهد الجديد والحلم الجديد ستأخذ الشرعية الدستورية منحى آخر ، أما الشرعية الثورية هى عدم التخازل عن أى شىء والاستسلام الذى كنا نعانى منه ويجب أن نستيقظ ونتعامل مع كل شىء من منطلق ثورة حقيقية فى كل شىء وكل هذا سينعكس على مؤسسات الدولة بما فيها النقابات المهنية .