ثروة الثورة

ركن القراء


كتب : احمد حسن كوستا

منذ ما يقرب من خمسة الاف عام و مصر تعيش تحت مظلة حكم الفردالديكتاتورى سواء باستخدام القوة الدينية او القوة البوليسية و كلاهما للسيطرة على مجريات الامور و مصائر الناس و ظل الشعب طوال هذه المدة مستكينا و ضعيفا و لم يأتى فى ذهنة قط ان يثور على حاكمة ايمانا منة(اى الشعب) ان كل شئ تمام او ما باليد حيلة او تعمل اية المشطه فى الوش العكر و كثيرا من هذه الامثلة الهدامة التى زرعتها تلك الانظمة الديكتاتورية داخل عقول شعوبها لاحباطها وزحزحه ثقتهم بأنفسهم بالقدرة على التغيير لحياه افضل و اكرم و محمد و عيسى و موسى .....

و كان اقصى امانى الناس فى قدرتهم على التغيير ازاى يكسب صاحبة فى عشرة طاولة و يدفعة المشاريب او ازاى ياخد عمولات او ازاى ينافق رئيسه او ازاى يتجوز او ازاى يفضى نفسة يوم الخميس

حتى جاء يوم 25 ينـــــــــاير و ثار الشعب المصرى على حاكمة للمرة الاولى فى تاريخة و قرر ان يحكم نفسة بنفسة و يختار من يحكمة قام بالثورة لتغيير كل المفاهيم السياسية و الدينية و الاجتماعية التى زرعها فية النظام الديكتاتورى و سن مفاهيم جديدة صحيحة للمبادئ و الاخلاق و لكن عجبا! فقد رأيت فى الآونة الاخيرة بعد الثورة ان النظام القديم لم يتغير و ان الناس انفسهم لم تتغير و كأن شئ لم يكن سوى ان الشعب قدم شهداء قربانا للنظام

فمازال الفقير يزداد فقرا و الغنى يزداد غنا فالنخب اللذين كانوا مواليين للنظام هم انفسهم النخب المؤيدة للثورة تجردوا من ملابسهم القديمة و لبسوا الاقنعة الجديده قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم (ان المنافقين فى الدرك الاسفل من النار) صدق الله العظيم

لقد اعطاهم الله قدرهم الحقيقى فهؤلاء النخب كانوا و مازالوا للاسف اعمده النظام الحاكم فتشاهد اليوم فى التليفزيون الذى كان يسبح بحمد النظام القديم ( و ليس الساقط ....... لانة لم يسقط بعد) هو نفسة الذى يسبح للثورة شئ لا يصدقة عقل

فهؤلاء يلعبون الدور ببراعة بالغة فى كل الاوقات سواء كان تطوعا او بأجر فبرامج التوك شو الموالية و المدعية المعارضة للنظام القديم و الممثلين و رؤساء النقابات و لاعبى و مقدمى البرامج الرياضية و بعض المفكرين و رجال الدين و السياسيين و رؤساء الاحزاب الكرتونية هم الان مؤيدون للثورة بحماسة و لا تزال اجورهم بالملايين فى حين ان الشعب بأكملة لا يملك قوت يومة فشئ لا يصدقة عقل حتى بعد الثورة تسمع ان مذيع يأخذ راتبة اثنين مليون جنية فى السنة او سبعة مليون و احيانا عشرة مليون او لاعب كرة انتقل من نادى الى اخر بعشرين مليون او صحفى يكتب فى كل الجرائد اليومية و الاسبوعية او يحكى حواديت للاطفال او مدير بنك ب عشرين مليون جنية فى الشهر او مقدم برامج رياضية يسهرنا لحد الصبح فى لت و عجن و اللى يعيد فية يزيد فية

من يدفع لهم كل هذه الاموال فهؤلاء يأكلون على كل الموائد و الطبالى و للاسف الشديد ان معظمهم ان لم يكن كلهم لا يفهمون المهنة و الوظيفة التى يمارسونها هم يفهمون فقط الدور الموكل اليهم و السبوبة, هذا هراء

إن الثورة قامت ليسقط النظام و ليس شخص معين و هؤلاء هم اركانة فلا بد ان يسقطوا معه . ان الاحتفاظ بهؤلاء الخدم فى اماكنهم خطر على بناء مصر من جديد هم مثل تماثيل الاوشابتى فى مصر القديمة فكل فرعون كان لة خدم يسميهم اوشابتى يذهبون و يأتون معه اينما كان حتى بعد مماتة يدفنوا معه بجوار القبر الملكى فيجب ان يرحلوا مع النظام القديم . إن اهم شئ الآن هو اعاده بناء مصر من جديد يجب تغيير كل الوجوه القديمة الرائده و الموالية للنظام القديم . إن الثورة ليست ثورة سياسية لاسقاط نظام سياسى فقط . بل ثورة ثقافية و اجتماعية و علمية و دينية فهؤلاء النحيتة عاملين زى الكالو فى قفا كل واحد منا يجب استئصاله فورا و حتما حتى تستقيم الامور. يجب تغذية المجتمع بدم جديد وطنى و ثورى يواكب الثورة التىقدم شعبها ما يزيد عن الف شهيد و سبعة الاف مصاب قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) صدق الله العظيم