في الكويت 10% من النساء يضربن أزواجهن!
دخل الزوج إلى منزله وهو متعب بعد يوم عمل شاق، وكانت الزوجة تستمتع بمشاهدة المسلسل التلفزيوني، طلب الزوج منها تحضير الشاي له، ولكنها تكاسلت. وعندما طالبها مرة ثانية طالبته بالانتظار حتى ينتهي المسلسل. ولكن إلحاحه للمرة الثالثة استنفد صبر الزوجة، فخلعت «....» وانهالت على الزوج ضربا. هذه ليست «مزحة» وإنما واقعاً أثبتته الكثير من القضايا العالقة أمام المحاكم إضافة إلى بعض الاحصائيات والدراسات التي تطرح التساؤل: هل أصبح الرجال هم «المستضعفون في الأرض»؟
فقد لا يتصور البعض أن هناك زوجات يقمن بالاعتداء على أزواجهن بالضرب.
«سيدتي» ناقشت الموضوع مع مجموعة من المختصين لتتعرف على أسبابها:
كشفت دراسة حديثة بعنوان عنف الزوجة ضد الزوج أجراها أستاذ أكاديمي بجامعة الكويت هو الاستشاري النفسي الدكتور سعيد سالمين عن مفاجأة من العيار الثقيل وهي أن 10% من الكويتيات يضربن أزواجهن «الرياييل», حيث لا تكاد تخلو الصحف اليومية من الحوادث الناتجة عن العنف الأسري, والمنافية لتعاليم الدين الإسلامي وشريعته السمحاء, التي توصي بحسن معاملة الزوجة وعدم استعمال العنف في التعامل معها, وحل المشاكل الأسرية بالحكمة واللين.
عنف الزوجات: وقال الدكتور سعيد سالمين: إن العنف من قبل الزوجة ضد الزوج بدأ يكثر في الآونة الاخيرة, مبينا أن العنف هو فعل أو لفظ يسبب أذى للطرف الآخر, وله ثلاثة أنواع هي عنف لفظي, وجسدي, ونفسي, موضحا أن العنف النفسي هو عدم الاهتمام من قبل الزوجة بزوجها, والتجاهل واختلاق المشاكل معه, وأيضا إشعال نيران الفتنة بين الأسرة, لافتا النظر إلى أن البداية تكون مع تحول الحوار إلى مشكلة, ومن ثم إلى الصراخ, والتلفظ بألفاظ بذيئة, ومن ثم التدافع والشجار... وربما القتل.
وأضاف أن 10%, هي نسبة الزوجات الكويتيات اللائي يمارسن العنف ضد شريك حياتهن, وفي السعودية 5%، في حين ترتفع النسبة في مصر إلى 20%, وفي أمريكا 23%, وبريطانيا 17%, والهند 11%, مضيفا أن قضية العنف الأسري تعتبر من أكثر الظواهر الاجتماعية التي دعت العديد من الباحثين لإجراء عدد من البحوث التي تهدف لتعميق فهم أسبابه, وأحد أوجه هذا العنف التي تناولتها الدراسات والأبحاث قضية انتقام الزوجات من أزواجهن وتأثير ذلك على المجتمع, حيث تبين إحدى الدراسات في أمريكا أن � من حالات العنف العائلي بين البالغين يرتكبها الرجل ضد المرأة.
دوافع العنف: وذكر سالمين أن دوافع العنف المرتبطة في المرأة ضد الرجل تعود إلى طفولتها السيئة, ووجود الخلل الجيني الذي يؤثر في سلوكياتها, وأيضا خلل هرموني يسبب في ازدياد عصبيتها.
وتطرق سالمين إلى الحلول للحد من هذه الظاهرة وهي مصداقية زواج المستقبل, والتوافق الشخصي عن طريق التواصل في الحديث والأمانة والصدق, ومشاركة الزوجين في الهوايات لتخفيف الضغط النفسي عند كلا الجنسين.
وحول رأي الناشطات في مجال حقوق المرأة وخبراء علم الاجتماع, قالت الناشطة عائشة العميري إن المرأة الكويتية صارت أكثر ثقافة من الماضي وأكثر دراية بحقوقها الزوجية والسياسية والاجتماعية, لافتة النظر إلى أن الإحصائيات الحديثة تشير إلى أن ضرب الزوجة لزوجها ربما يجلب لها شيئاً من المتعة, مضيفة أنه في الكويت أكدت دراسة علمية حديثة أجريت على شريحة من النساء وعرضها المحامي خالد عبد الجليل في ندوة أقيمت أخيراً, أن35 % من نساء الكويت شعرن بالمتعة بعد ضربهن وتعذيبهن لأزواجهن.
وأشارت إلى أن نتائج الدراسة أثارت سؤالاً محيرا ًلم يعثر له على إجابة خلال الدراسة التي فجرت قنبلة مخيفة وهي: ما الدوافع التي تجعل زوجة تقدم على التفكير في ضرب زوجها؟, وليس مجرد تنفيذ الضرب, وليس أيضاً الشعور بالمتعة؟ لافتة النظر إلى أنه على سبيل المثال نشرت صحيفة «محلية» أن زوجا لم يتحمل الصمود أمام الضرب المبرح من قبل زوجته مما أدى إلى نقله إلى المستشفى بعد أن كسرت إحدى يديه وأصيب برضوض وسحجات في أنحاء متفرقة من جسده. وذلك بعد أن فوجئ الزوج فور عودته إلى بيت الزوجية بهجوم الزوجة مستخدمة عصا غليظة هوت بها على يده فكسرتها على الفور, بعد أن كانت قد وجهت له لكمات في باقي أنحاء جسده, ونقل الزوج المعتدى عليه إلى المستشفى لتلقي العلاج. وذكرت الزوجة أن الخلاف سببه عدم عدل الزوج بينها وبين زوجة جديدة تزوجها حديثاً, حيث كان يقضي عندها ثلاثة أيام متواصلة, فيما خصص يوما واحداً للزوجة القديمة ما أثار غضبها وأدى إلى قيامها بالاعتداء عليه.
قضايا شهيرة: وعلقت المحامية نيفين معرفي على هذه الظاهرة قائلة إن أشهر تلك القضايا في هذا الصدد ما قامت به إحدى الزوجات, عندما امتد عنفها ضد زوجها بسبب زواجه الثاني إلى كل من حضر عرسه الثاني, فأحرقت خيمة العرس وراح ضحيتها أكثر من50 امرأة من المدعوات قتلن حرقا, وما تمتلئ به سجلات المحاكم يبدو قليلا بالنسبة لحوادث الانتقام التي لم تسجل وتظهر في الصحف, وإن كانت بعض حوادث انتقام الزوجات تظل غامضة ومجهولة الدافع من وراء ارتكابها, غير أن من المؤكد أن سلوك الزوج العدواني يظل مفسرا لبعض هذه الحوادث.
وبينت معرفي أن المحاكم الكويتية تسجل قصص انتقام الزوجات في عدد من القضايا وتعتبر الخيانة الزوجية فيها خيطا مشتركا انتقاما من علاقة الزوج بأخرى, أو ربما لارتباطه بالزواج من ثانية, مشيرة إلى أنه من غرائب قصص انتقام الزوجات التي سجلتها لنا المحاكم في عدد من الدول العربية قيام إحداهن بخيانة زوجها مع عامل وقيام أخرى بذبح زوجها وجمع أشلائه في أكياس, وإقبال أخريات على إضرام النيران في السيارات التي زف فيها الزوج, أو إشعالهن النيران في بيت الزوجية الجديد, أو دس بعضهن السم لأزواجهن ليلة الدخلة, والغريب في كل هذه الحوادث هو حرص الزوجات على الاعتراف بجرائمهن.
وقال استاذ علم النفس بجامعة الكويت د. خضر البارون إن جرائم انتقام الزوجات ترجع لعوامل كثيرة, وأولها البيئة التي نشأت فيها الزوجة, وسلوك بعض الأزواج مع زوجاتهم, والثقافة التي تحكم الزوجين, ومدى احترام كل منهما للآخر وتأثير الدين على حياتهما وغياب العدل من جانب الزوج وتعديه بالضرب على الزوجة. وأضاف: من هذا المنطلق لابد من ضرورة معالجة ظاهرة العنف الأسري ووضع الحلول المناسبة لها, وعمل الدراسات الميدانية للوقوف على الأسباب الكامنة خلف هذه الظاهرة الدخيلة على المجتمعات العربية, والتي باتت تظهر آثارها السلبية على الأسرة والمجتمع الكويتي, حيث لا تكاد تخلو الصحف اليومية من الحوادث الناتجة عن العنف الأسري والمنافية لتعاليم الدين الإسلامي وشريعته السمحاء, التي توصي بحسن معاملة الزوجة وعدم استعمال العنف في التعامل معها, وحل المشاكل الأسرية بالحكمة واللين.