نظرة علي الصحف اليوم

مقالات الرأي


لا تزال هجمات النرويج تحتل العناوين الرئيسية للصحف الصادرة الاثنين وإن لم يغب عن صفحاتها قضايا الثورة التي تشتعل في البلاد العربية,وهذ بعض عناوين جولتنا: مجزرة ولدت من رحم عقلية سامة ـ توازُنُ الإرادات في تجربة الثوْرات ـ الاحتراف الإيراني في العراق ـ مصر بين خيارين ـ بشار بين شخصيتين ـ مأزق السلطة.. وضغوط 'واقعييها'.



التطرف القاتل

البداية مع افتتاحية صحيفة دار الخليج والتي تحدثت عن التطرف القاتل وقالت: التطرف ليس حكراً على أيديولوجية أو عقيدة أو جنسية محددة، فهو حالة ذهنية تقوم على الإيمان بالصواب الذاتي الفردي أو الجماعي، ويقتات على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية . فالنرويجي الذي قتل العشرات من مواطنيه كان يرى أن لا حياة لمن يخالفونه الرأي، أو يجد أنهم عقبة في طريق سيادة معتقداته .

وأضافت قائلة لا ينشأ التطرف من فراغ، فقد تغذيه السياسة الميكيافيلية وقد تنميه الثقافة العنصرية . وقد رأينا على مدى الأعوام الماضية كيف أن بعض السياسيين الأوروبيين جعلوا من العرب والمسلمين سلّماً سهلاً لتحقيق مصالح داخلية أو للفت النظر عن أسباب حقيقية لمشكلاتهم، أو تبريراً لسياسات خارجية خاطئة .

فالنقاش, كما تقول الصحيفة, حول سياسة الهجرة التي تقوم الآن على التخويف من أن ما يجري في بعض البلدان العربية قد يؤدي إلى هجرة واسعة إلى أوروبا، وما يستصحب ذلك من مساس بالمقدسات الإسلامية، تحت عنوان حرية الرأي، يجعل من المهاجرين هدفاً محتملاً وسهلاً لدى الناقمين والساخطين على الأوضاع المتردية في بلدانهم .

وختمت قائلة إن التطرف لا يزداد في أوقات الأزمات الاجتماعية فحسب، بل يصبح قناة جيدة لتصريف النقمة والغضب.

الطريق إلى المذبحة

أما صحيفة الغارديان فتناولت الميثاق الذي نشره المتهم بريفيك على صفحة الانترنت قبل تنفيذ المذبحة ويشير فيها إلى علاقته بجماعات متطرفة في بريطانيا.

وكتبت الصحيفة تحت عنوان الطريق إلى المذبحة بدأ باجتماع للمتطرفين عام 2002 في بريطانيا أن بداية بريفيك مع التيار اليميني المتطرف كانت في اجتماع حضره في لندن عام 2002 ومن المحتمل أنه شارك في المظاهرات التي خرجت في بريطانيا خلال السنوات الماضية من قبل تيار اليمين المتطرف.

وقالت الصحيفة إن الميثاق الذي وقعه بريفيك حمل أكثر من مرة إشارة إلى علاقته بجماعة متطرفة في بريطانيا تطلق على نفسها اسم انجليش ديفينس ليج في حين أفادت تقارير بمشاركة بريفيك في المظاهرات التي نظمتها هذه الجماعة.

وأشارت الغارديان إلى أن الجماعة أصدرت بيانا استنكرت فيه الحادث وقالت إنها جماعة سلمية تنبذ كافة أنواع العنف والتطرف.

ونقلت الصحيفة عن جماعة أخرى تطلق على نفسها اسم أوقفوا أسلمة أوروبا ومقرها بريطانيا قولها إن بريفيك حاول الانضمام إلى الجماعة ولكن تم رفضه بسبب علاقته بالنازيين الجدد.

درس أوسلو.. ربّ ضارة نافعة

ورأي صحيفة البيان الاماراتية كان بعنوان درس أوسلو.. ربّ ضارة نافعة,وقالت:العنوان العريض الذي يستفاد من هذه الجريمة، من باب أن ربّ ضارة نافعة، هو أن الإرهاب بلا جنسية وبلا دين، وأنه لا يفرق بين الأماكن والجنسيات والألوان والأعراق. وهو ما يستدعي التصدي القوي من قبل الدول الإسلامية لكل المساعي المغرضة التي تهدف إلى ربط الإرهاب بأي دين أو عرق أو ثقافة أو أصل إثني، فضلاً عن ضرورة عقد قمة دولية ثانية على غرار القمة التي عقدت في العام 2001 من أجل الإرهاب وتعريف الإرهاب، ولكن هذه المرة بعنوان قمة التسامح، فالعالم اليوم في أمس الحاجة لنشر لغة التسامح وروح الحوار بين الشعوب والحضارات.

ولفتت إلى ان الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها أوسلو تؤكد أن العالم بحاجة إلى إعلاء معاني التضامن بين دوله ومجتمعاته في مواجهة ظاهرة الإرهاب لأنه لن يمكن للمجتمع الدولي الانتصار في الحرب ضدها إلا من خلال استراتيجية مواجهة جماعية.

والآن، كما تقول الصحيفة, بات على الدول الأوروبية أن تعيد النظر في سياساتها الإعلامية، وفي مناهجها الدراسية، وشطب تلك النصوص التي تشجع على العنف، وعلى كراهية الآخر، وعلى صراع الحضارات، والتي تتخفّى تحت عناوين مثل: حرية التعبير، ومحاربة معاداة السامية، وضبط الهجرة، ومحاربة الإرهاب، بعدما تأكد أكثر من مرّة أن لديهم إرهابيون كما لدينا.

مجزرة ولدت من رحم عقلية سامة

وقالت صحيفة الاندبندنت تحت عنوان مجزرة ولدت من رحم عقلية سامة إن الصورة المرعبة التي ظهرت في النرويج لا يمكن احتمالها وبخاصة مع صدور التقارير التي تبين عملية القتل المنهجي التي نفذها مسلح ضد عشرات من الشبان في جزيرة اوتويا وترى أن هذه الصورة القبيحة تعيد إلى الأذهان مجزرة دبلن التي وقعت عام 1996.

وذكرت الصحيفة أن كل الدلائل تشير إلى أن المتهم اندرس بهرينغ بريفيك الذي تحتجزه الشرطة بتهم القتل وتفجير قنبلة مزروعة في سيارة في وسط أوسلو ، شخص مجنون ينتمي لليمين المتطرف ومصاب بجنون العظمة.

وتقول الصحيفة إن هذا هو الوقت المناسب للتذكير بأن العنف السياسي ليس حكرا على الاسلاميين المتشددين بل ما حدث هو أن أجهزة الاستخبارات غضت الطرف عن خطر النازيين الجدد في السنوات الأخيرة وركزت بشكل رئيسي على الإسلاميين المتطرفين.

وأضافت الاندبندنت أن قوة اليمين المتطرف زادت خلال السنوات الأخيرة في شتى أنحاء أوروبا بسبب الخوف من الإسلام أو ما يسمى بـ الإسلامفوبيا .

ووفقا للصحيفة، فإن أحزاب سياسية تبدو في ظاهرها محترمة لعبت دورا كبيرا في تأجيج هذه الأفكار السامة في عقول المتطرفين اليمينيين.

وتقول الصحيفة إنه كان من الصعب أن تتحرك السلطات النرويجية وتعتقل المتهم قبل تنفيذ جريمته فهو لم يكن لديه سجل جنائي وتصرف بشكل منفرد ولم يظهر حتى الآن دليل على تصرفه بشكل عدائي في وقت سابق لم تنتبه إليه السلطات هناك.

وتوجه الصحيفة في ختام المقال رسالة مفادها أنه يجب نشر فكرة أن الكراهية والتعصب وليس المهاجرين المسلمين هي العدو الحقيقي للثقافة الأوروبية مضيفة أن الغرض الرئيسي من كل أعمال العنف السياسية هو الانقسام وأفضل رد يمكن أن يقدمه مجتمع لمواجهة هذه الآفة هو الوحدة ورفض الانقسام.

توازُنُ الإرادات في تجربة الثوْرات

وعن الثورات العربة,وبهذا العنوان قال عبد الاله بلقزيز في صحيفة دار الخليج: ليس من توازنٍ في القوى بين الفريقين: الشعبُ أعزل إلا من إرادته وكرامته، والسلطةُ مدججةٌ بالسلاح، والثورة مدنيةٌ سلمية والقَمْعُ مسلحٌ . الذين لم يحملوا السلاح في وجه السلطة لأنهم لا يملكونه، أو لأنهم لا يرغبون في استخدامه، دفعوا الثمن غالياً، وهو ثمنٌ موضوعي تدفعه كل ثورةٍ مدنية عزلاء من السلاح، وخاصة حين تندلع في بلدٍ ترسخت ثقافةُ القمع وقيمُه في نظامه السياسي الحاكم . والذين حملوا السلاح في وجه السلطة الدكتاتورية، للردّ على وحشيتها في القمع والقتل الجماعيّ، وكوّنوا جيشاً أو ميليشيات، دفعوا ثمناً أغلى لأنهم خاضوا المعركة التي يرتاح إلى خوضها كل نظامٍ فاشيّ دموي، ووفّروا لغريزة العدوان عنده الذرائع كافة . لكن الثورة، في الحالين، لا تتوقف شرعيتُها على حيازتها التوازن في القوى، وما من ثورةٍ في التاريخ ولا من حركة تحررٍ في وجه الاستعمار انتصرت لأنها احْتَازت توازناً في القوى احتيازاً، ولو هي انتظرت ميزان القوى لَمَا تَحَررَ شعبٌ من الاستعمار الخارجي ولا تحرر من الاستعمار الداخلي .

ومضى بلقيز يقول لم يكن مثلُ هذا التوازن في القوى متوافراً في تونس ومصر، ومع ذلك فإن فقدانَه مَا مَنَعَ الشعب في البلدين من تحصيل النصر وإنجاز الثورة . وإذا كان من الجائز، في مثل هذه الحال، أن يتساءل المرء عن الأسباب التي تفسر نجاح الثورة في مهدها التونسي والمصري، وتعثرَها في بقية البلدان العربية الثائرة شعوبُها، على ما بينها جميعاً من تشابهٍ في المعطيات الموضوعية ومنها فقدان التوازن في القوى بين الشعب والنظام، فإن أسباب النجاح هناك، والتعثر والمراوحة هنا، لا تعود - قطعاً - إلى الفارق في التضحيات وكثافة الضغط الشعبي، بمقدار ما تُرَدّ إلى المعدّل المرتفع للقوة القمعية المستخدمة في مواجهة الانتفاضات . وبيانُ ذلك أن سعة الاحتشاد الجماهيري والضغطَ الشعبي وطولَ النفَس في المواجهة، وجسامة التضحيات في الأرواح والأبدان والأنْفُس . . إنما كانت أعلى في بلدان الانتفاضات الجارية اليوم ممّا كانتْهُ في تونس ومصر . ولذلك، قد يكون ممّا يفسّر هذه المفارقة أنّ نظامَيْ ابن علي ومبارك - على شراستهما - أرْحَمُ من غيرهما من الأنظمة التي تُسْفِك اليوم دماء شعوبها من دون رادع سياسيّ أو أخلاقيّ، وتمارس طقوس القتل الجماعيّ وكأنها تواجه عدوّاً خارجياً، وتُخرج الجيش من ثكناته أو من مواقعه على حدود الوطن لتحوله إلى شرطةٍ تلاحق المتظاهرين في الساحات والشوارع والحارات.

الاحتراف الإيراني في العراق

وعن الاحتراف الإيراني في العراق قال جميل الذيابي في صحيفة دار الحياة: إيران تلعب «منفردة» في الساحة العراقية بمباركة أميركية وتجاهل عربي خالص، يساند اللاعب الإيراني «المحترف» بالكرات الهجومية لتحقيق الأهداف واشنطن وحلفاء طهران في بغداد. حكومة نوري المالكي سلبية ولا تعرف الإيجابية، ولم تعمل للمواطن العراقي في الداخل ما ينسيه دكتاتورية نظام صدام، كما أنها لم تكسب علاقات خارجية متينة مع دول المنطقة المؤثرة ما عدا مع «العم» الإيراني.

واضاف قائلا: لقد تمكّنت إيران خلال السنوات الماضية من السيطرة على العراق سياسياً وأمنياً عبر الانتشار الميليشياوي والأيديولوجي التابع لها، كما أنها تسعى للسيطرة عليه اقتصادياً، بغية التوسع داخل محافظاته ثم التمدد نحو دول الجوار، وذلك بتحريك طابورها الخامس وإذكاء العاطفة الدينية والنعرة الطائفية ودعم الجماعات المتمردة باستغلال «البترو- دولار» في شراء الولاء.

أعتقد,والكلم للكاتب, أن لا خطر على الدول العربية عموماً والخليجية خصوصاً في الوقت الراهن أكبر من خطر النظام الإيراني، إذ إن سياسة «الولي الفقيه» تسعى إلى التوسع والتمدد في كل دول المنطقة لتحقيق أهدافها وعقيدتها ومصالحها، وقد وجدت مغريات تشجعها على ذلك، وتحقق لها مكاسب شتى في بلدان كالعراق ولبنان وسورية والبحرين، ما يحفزها على الاستمرار ومحاولة تصدير ثورتها بهدف التأثير على دول الجوار وزعزعة أمنها ومستقبلها، عبر استخدام أدوات فاعلة مهمتها إثارة النعرات والعصبيات وزيادة حمى المواجهات والاضطرابات في مقابل معركتها مع «الشيطان الأكبر»!

مصر بين خيارين

وكعادتها تحدثت صحيفة الاهرام عنمصر بين خيارين,وقالت: لم يعد يمكننا التسامح بعد الآن مع الحسابات الخاطئة أو التهور الثوري من ناحية‏, والتباطؤ الحكومي في التعامل مع مطالب الثوار مع ناحية أخري فقد بات واضحا أن الغضب الشعبي.

وأضافت تقول أن المحاولات المشبوهة للوقيعة مابين الشعب والقوات المسلحة ويبدو الشعب بقواه الحية الشريفة أو بأغلبيته الصامتة, قد رسم القواعد المشروعة للعبة الدائرة الآن: لا مساس بالوحدة الوطنية, ولا إحتكاك مع القوات المسلحة, لا تهديد للأمن القومي للبلاد, ولا مساس بمكتسبات الشعب التي أنجزها بعرقه وصبره علي مدي عقود طويلة, وايضا لا تسامح مع البطء في تحقيق غايات الثورة الثلاث: حرية ـ ديمقراطية ـ عدالة اجتماعلية, وبهذه الروح فإن قطاعا لا بأس به من المواطنين يتسامح مع التظاهر السلمي والاعتصام السلمي الذي لا يعطل حركة الحياة.

وبهذه الحدود الصارمة الدقيقة فإن الشعب يرسل إشاراته البليغة الصادقة وهي أن مصر لن تصبح سوريا أو ليبيا أخري, والأهم أنه لن يسمح بدفع الأمور من أجل الاختيار مابين: الاستقرار أو الفوضي فإذا كان البعض بحسن نية مفرطة تقترب من النخبة يدفع بالأمور في اتجاه الفوضي, فإن النخبة المصرية وبقية الشعب بقواه الحية وبحسه التاريخي يدرك أن هذه التصرفات العصبية تقدم أكبر خدمة للقوي المتربصة بمصر والتي تراهن علي الفوضي الخلاقة, وغرق مصر في مستنقع العراق, إلا أن الشئ المؤكد هنا أن المصريين لايرون مصر إلا بين خيارين: الديمقراطية والاستقرار فقط!, وعلي الذين يراهنون علي الفوضي أن يراجعوا حساباتهم!. فهي لن تنجح!.

مرحلة فاصلة

وكتبت صحيفة الغارديان تحت عنوان اندلاع موجة من العنف في مصر وسقوط عشرات المصابين في مظاهرة بالقاهرة .

وتقول الغارديان إن العلاقة بين المجلس العسكري الذي يدير شؤون مصر والنشطاء المصريين أًصبحت على ابواب مرحلة فاصلة بعد أن هوجم العشرات من المتظاهرين خلال مسيرة لهم في القاهرة.

وذكرت الصحيفة أن المسيرة بدأت مساء السبت بمشاركة المعتصمين في ميدان التحرير منذ أسبوعين وكانت في طريقها إلى وزارة الدفاع لكنها تعرضت إلى هجوم من يطلق عليهم بلطجية .

وأضافت أن الآلاف من المتظاهرين الذين اقتربوا من وزارة الدفاع في منطقة العباسية تم اعتراض مسيرتهم وإغلاق الطريق بالدبابات و المئات من الجنود الذين تمركزوا خلف الأسلاك الشائكة.

ونقلت الصحيفة عن الناشط المصري البارز حسام الحملاوي قوله إنهم طلبوا فتح الطريق أمامهم لكن طلبهم قوبل بالرفض ثم بدأ الهجوم عليهم من قبل حملة السيوف والسكاكين فيما واصل الجنود إطلاق النيران في الهواء مضيفا أن المنطقة كانت منطقة حرب بكل ما تحمله الكلمة من معاني على حد وصفه.

وقالت الغارديان إن هناك حائطا من عدم الثقة يرتفع يوما بعد يوم في مصر حيث يشكو ناشطون من أن عناصر محافظة بما فيها المؤسسة العسكرية خدعت نضالهم من أجل الحرية و الديمقراطية عن طريق حماية أعضاء من النظام السابق.

بالوحدة.. نواجه التحدي

وفي سياق متصل, تقول صحيفة الجمهورية في مصر قالت بعنوان بالوحدة.. نواجه التحدي: تواجه مصر الثورة الآن أخطر تحديات تواجهها نتيجة محاولات الوقيعة بين الدعائم التي نجحت بفضلها الثورة. وهي الثوار والقوات المسلحة والشعب.

ومضت تقول إن القوي المعادية تحاول ضرب إسفين داخل الفصائل الثورية مستخدمة أسلحة الإغراء مادية ومعنوية.

وأضافت الجمهورية قائلة إذ تستخدم القوي المعادية أسلحة الشائعات والتحريض لدفع بعض الجماهير التي قامت الثورة من أجلها. ان الثوار يقفون حائلاً بينهم وبين الاستقرار اللازم لدفع الاقتصاد واستئناف الحياة اليومية العادية.

وختمت بقولها لا مفر من مواجهة هذا التحدي بالوحدة والتكاتف بين دعائم الثورة حتي لا تنعكس وتدفع مصرنا الثمن.

بشار بين شخصيتين

هذا العنوان اختاره عبدالرحمن الراشد في صحيفة الشرق الأوسط ليقول: ما يجعلني أستغرب أن شخصية الأسد الهادئة الذي التقيته عدة مرات تختلف عن شخصية سياسته المتوحشة. مقابلتي الأولى له صادفت بعد أيام قليلة من «انتحار» رئيس الوزراء محمود الزعبي، الذي وجد مقتولا في بيته في دمشق في صيف عام 2000. الرواية الرسمية ذكرت أن الزعبي، 65 عاما، أطلق طلقتين في الهواء قبل أن يوجه الثالثة إلى رأسه، وكل ذلك جرى بحضور زوجته وأولاده، رواية غير قابلة للتصديق وكأن فيها رسالة للآخرين. زميلي إبراهيم عوض سأل بشار عن ظروف الحادثة الغريبة، رد بأن الزعبي وضع قيد الإقامة في منزله تحت طائلة تحقيقات الفساد، ويبدو أنه في لحظة خوف أو يأس قرر الانتحار. لم تبد علامات صدمة أو حزن على وجه بشار الذي حرص على استخدام عبارة «اللي فهمته» وأوحت لنا أنه لا دراية عنده مباشرة بالواقعة ويرويها كأنها قصة وقعت في بلد بعيد كالسويد.

طلبت مساعدته, كما يقول الراشد, حتى يسمح لمراسلنا بالذهاب إلى بلدة الزعبي، درعا، لمقابلة عائلته، درعا التي انطلقت منها الانتفاضة الحالية. وافق وأشار إلى مساعده أن يسهل مهمتنا. طبعا، لم يسمح قط لزميلنا أو غيره.

ومن المفارقات ـ يضيف الراشد ـ أن بشار المتلكئ اليوم في تنفيذ الإصلاحات التي يطالب بها المتظاهرون هو الذي ضرب على صدره وقال لنا قبل عشر سنوات في أول جلساته إنه يعتزم تغيير المشهد السوري. قالها صريحة؛ يريد معارضة وأحزابا وسيعطي حريات إعلامية. كلام كبير في بلد يمنع النظام الناس حتى من امتلاك جهاز الفاكس الذي انتشر في العالم العربي منذ عشرين عاما. وفعلا عمت سوريا حالة انفتاح مفاجئة، ثم فجأة أغلقت النافذة ولوحق المعارضون وأودع بعضهم السجون، ومن بينهم المعارض رياض سيف. حكم عليه بخمس سنوات سجن لأنه تحدث في مجلس الشعب ضد صفقة الهاتف الجوال طالبا التحقيق فيها. الآن صرنا نعرف أن صاحب الصفقة هو رامي مخلوف ابن خال الرئيس.

مأزق السلطة.. وضغوط 'واقعييها'

ورأي القدس العربي كان بعنوان مأزق السلطة.. وضغوط 'واقعييها', حيث قالت:تجد السلطة الفلسطينية في رام الله نفسها في مأزق سياسي ربما يكون الاخطر في السنوات الماضية، فقد باتت على وشك خسارة حلفائها الغربيين الذين دعموا صفوفها وامدوها بالمال واسباب البقاء، دون ان تكسب الشعب الفلسطيني في معظمه، في الوطن او الشتات لصالحها.

ولعل الضغوط الاخطر التي يواجهها الرئيس عباس ـ برأي القدس العربي ـ تلك القادمة من مجموعة من المسؤولين 'الواقعيين' الذين يلتفون حوله، ويحتلون مناصب رفيعة في سلطته، وابرزهم الدكتور صائب عريقات، الذي يفضل ايجاد 'صيغة ما' مع الولايات المتحدة الامريكية تحول دون حدوث صدام معها، وبما يؤدي الى استئناف المساعدات المالية، والعودة الى مائدة المفاوضات مجددا، وقد سافر الدكتور عريقات الى واشنطن من اجل البحث عن هذه الصيغة ولكنه عاد بخفي حنين، لان ادارة اوباما تصر على رفض الذهاب الى الجمعية العامة للحصول على الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، رضوخا للضغوط الاسرائيلية.

3 أميال

وفي الشأن الفلسطيني أيضا، انفردت صحيفة الغارديان بتحقيق حول معاناة الصيادين الفلسطينيين على شواطيء غزة .

وكتبت تحت عنوان الصيادون الفلسطينيون يسقطون في شباك الزوارق الحربية الإسرائيلية .

وتروي مراسلة الصحيفة هارييت شيروود مشاهدتها أثناء مرافقتها لأحد الصيادين الفلسطينيين ويدعى هاني عاصي الذي اتخذ هذه المهنة من والده منذ أن كان عمره 11 عاما.

وتقول المراسلة إنه عندما استعد عاصي لرمي شباكه في الماء ظهر في الأفق زورق حربي إسرائيلي ما لبث أن اقترب من القارب البسيط واندفع إلى سطحه نصف دستة من الجنود الإسرائيليين مدججين بالأسلحة.

وأَضافت شيروود أن قارب عاصي تجاوز حدود ثلاثة أميال بحرية من شاطئ غزة وضعها الجيش الإسرائيلي للصيادين الفلسطينيين ومنعهم من تجاوزها لأسباب أمنية .

ويقول عاصي نحن نرى الجنود الإسرائيليين كل يوم وتعودنا على الأمر إطلاق نيران وإتلاف قوارب ولكن لا يوجد لدينا بديل آخر .

وأضاف أفضل مكان لصيد السمك على بعد أكثر من عشرة أميال ولكن كل مرة نقوم بتجاوز ثلاثة أميال يطلقون النار علينا ومهاجمتنا بمدافع المياه .

وتقول الغارديان إنه بموجب اتفاقية أوسلو لعام 1993، تم السماح للفلسطينيين بالصيد حتى مسافة 20 ميلا بحريا قبالة ساحل غزة ولكن على مدار السنوات الـ18 الماضية ظلت منطقة الصيد تتقلص يوما بعد يوم حتى فرضت إسرائيل عام 2007 حدودا تصل إلى مسافة 3 أميال فقط كجزء من الحصار المفروض على قطاع غزة.