نظرة علي الصحف البريطانية

مقالات الرأي


أفردت الصحف البريطانية الصادرة صباح الأحد مساحة كبيرة لتداعيات الهجمات التي شهدتها النرويج يوم الجمعة، لكن قضية الدين الأمريكي وتطورات الثورات العربية كانت حاضرة كذلك على صفحات الرأي.

يرى الصحفي المخضرم باتريك كوكبيرن أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) فشل في الاستفادة من الدروس المكلفة التي مرت عليه في افغانستان في حربه في ليبيا.

ويضيف الكاتب في مقاله على صفحات الاندبندنت أن الحكومات الغربية ظلت تعتقد لفترة طويلة أن بامكانها تحقيق نصر سهل باستخدام القوة الجوية فقط ، مضيفا أن التجربة أوضحت أن هذا الأمر غير ممكن.

ويتابع كوكبيرن، في المقال الذي تتوسطه صورة لغارة جوية شنها الناتو على طرابلس، أن الضربات الجوية صارت وسيلة الغرب الرئيسية في السيطرة على الشرق الأوسط وجنوب آسيا .

ويشير إلى أن الدول الغربية تتجنب إرسال جنود إلى الأرض حيث من الممكن أن تعاني من خسائر مدمرة على المستوى السياسي .

ويضيف أن بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة استخدمت القوة الجوية فحسب لشن حربها على ليبيا خلال الأشهر الأربعة الماضية .

ويذكر الكاتب بأن الولايات المتحدة تصعد من هجماتها الجوية في اليمن وشمال غرب باكستان.

ويضيف كوكبيرن أن لاستخدام القوة الجوية في المنطقة تاريخ طويل ودموي، لكنه اثبت في غالب الأحوال عدم فاعليته على المدى الطويل .

ويشير الكاتب إلى عمليات القصف الجوي التي شهدها خلال عمله كمراسل صحفي في بغداد عام 1991 وخلال عملية ثعلب الصحراء عام 1998 وفي بيروت الغربية خلال الحرب الأهلية اللبنانية.

ويقول الكاتب أنه تمنى لو أن القوات الأمريكية اتخذت المزيد من الحذر بشأن المباني التي استهدفتها، مشيرا إلى أن ثقته قد تراجعت بصورة كبيرة عندما قتلوا حوالي 400 مدنيا في ملجأ العامرية .

أدت الهجمات إلى استنفار أمني

صحيفة الاوبزيرفر أبرزت على صفحتها الأولى، مثل غالبية الصحف الصادرة صباح الأحد، تداعيات الهجومين اللذين هزا النرويج يوم الجمعة الماضي.

تقول الصحيفة إن منفذ الهجوم اندرس بهرينغ برييفيك تحدث عبر شبكة الانترنت عن مناقشات أجراها مع منظمات أوروبية متطرفة معادية للمسلمين من بينها عصبة الدفاع الانجليزية .

ويشير تقرير الصحيفة، الذي أعده ثلاثة من مراسليها، إلى أن برييفيك كان عضوا سابقا في حزب التقدم المحافظ.

وتضيف الاوبزيرفر أن برييفيك تحدث بإعجاب عن تلك المناقشات التي أجراها مع أعضاء، لم يكشف عن اسمائهم، من عصبة الدفاع الانجليزية وآخرين من منظمة أوقفوا أسلمة أوروبا (اس آي أو إي).

وتشير الصحيفة إلى أن تلك المناقشات كانت تتعلق بالنجاح الذي حققته تلك المنظمات جراء نشاطها الاستفزازي الذي أدى إلى تفجر العنف.

ويقول برييفيك في احدى مداخلاته في بعض المناسبات كانت لي مناقشات مع عصبة الدفاع الانجليزية ومنظمة (اس آي أو إي) واقترحت عليهم استخدام بعض الاستراتيجيات .

وتشير رسالة برييفيك إلى أن تكتيكات عصبة الدفاع الانجليزية قد أدت إلى رد فعل مبالغ فيه من قبل جماعات إسلامية ومن أسماهم متطرفين ماركسيين .

هز الحادث المجتمع النرويجي

تحت عنوان تنامي اليمين المتطرف في موطن جائزة نوبل للسلام كتبت لورا دونلي بشأن مستقبل هذا التيار في النرويج على خلفية الهجمات التي شهدتها يوم الجمعة.

تقول الكاتبة على صفحات صنداي تليغراف إنه على الرغم من السمعة الباعثة على الفخر فيما يتعلق بالسلام والتسامح، إلا أن النرويج بلد عانى من توتر متزايد بشان الأعراق والهجرة خلال السنوات الأخيرة .

وتضيف دونلي في موطن جائزة نوبل للسلام، حصل اليمين المتطرف على المزيد من الدعم في صناديق الاقتراع وفي الشارع .

وترى الكاتبة أن احد الأسباب التي أدت إلى تنامي التطرف هو الخوف من العدد المتزايد من المهاجرين في دولة تمر بظروف اقتصادية صعبة.

ويشير المقال في هذا الصدد إلى أن نسبة المهاجرين من اجمالي عدد السكان ارتفعت من 2 في المئة عام 1970 إلى 11 في المئة.

وتذكر دونلي بأن حزب التقدم اليميني المناهض للهجرة هو الآن ثاني أكبر الأحزاب في البرلمان النرويجي، حيث استطاع الحصول على صوت من كل خمسة اصوات في الانتخابات الأخيرة.

ويشير المقال إلى أن الشرطة النرويجية توصلت في تقرير صدر عنها العام الحالي إلى أن هناك زيادة في نشاط الدوائر اليمينة المتطرفة ، وخلص إلى أن هذا النشاط سيتواصل.

وتقول الكاتبة إن تقرير الشرطة حذر من أن تزايد نشاط الجماعات المعادية للإسلام ربما تؤدي إلى استخدام متزايد للعنف ، على الرغم من أنه توصل إلى أن المتطرفين الإسلاميين هم خطر أكبر .

توقع الكاتب أن يتوصل السياسيون الأمريكيون إلى اتفاق في نهاية الأمر

ترى صحيفة صنداي تايمز أن الولايات المتحدة تغامر بتعريض الاقتصاد العالمي إلى الخطر.

وتقارن الصحيفة في مقالها الافتتاحي، الذي اختارت له عنوان واشنطن تلعب البوكر باقتصاد العالم ، بين المعالجة الأوروبية لأزمة اليونان المالية والمعالجة الأمريكية لأزمة الحد الأعلى للدين.

تقول صنداي تايمز إن الشكوك لا تزال تحيط بمقدرة القادة الأوروبيين على التوصل إلى حل نهائي بشأن المشكلات المالية لمنطقة اليورو، لكن قمة الخميس الماضي أسفرت عن خطوة ما على الأقل، في إشارة إلى حزمة الانقاذ الثانية التي وافق القادة الأوروبيون على منحها لليونان.

وتشير الصحيفة إلى أن اثنتين من أكبر وكالات التصنيف الائتماني قالتا إن تخفيض الوضع الائتماني للولايات المتحدة أمر وارد بنسبة 50 في المئة.

وتصف صنداي تايمز هذا الأمر بأنه لم يكن واردا قبل أشهر معدودة .

وتذكر الصحيفة أن على الكونغرس التوصل إلى قرار بشأن رفع الحد الأعلى للدين الأمريكي بحلول 2 من اغسطس/ آب المقبل، وإلا فإن الولايات المتحدة ستتخلف عن سداد ديونها.

ويضيف المقال إنه في ظل هذا الوضع يتوقع المرء أن يسرع السياسيون في واشنطن إلى التوصل لاتفاق .

ويقول الكاتب إنه بدلا من هذا يدخل السياسيون في لعبة سياسة حافة الهاوية ، في إشارة إلى استمرار الخلاف قبل نحو عشرة ايام من موعد الثاني من اغسطس.

ويعود الكاتب للقول لا شك أن واشنطن ستتوصل في نهاية الأمر إلى اتفاق لتجنب التخلف عن سداد الدين، لكن تردد الولايات المتحدة أمر مدمر .