جمال مبارك لامريكا : المهم رضاكم ورضا إسرائيل

أخبار مصر


كشف عضو بلجنة حرية الأديان الأمريكية سابقًا، أن جمال مبارك، نجل الرئيس المصري السابق حسني مبارك أكد خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة، أنه لا يبالي بكراهية الشعب المصري له، بقدر ما يسعى لنيل رضا الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل في تطلعه لخلافة والده.

يأتي ذلك في الوقت الذي كانت تثير فيه زيارات جمال- الذي كان يشغل منصب أمين السياسات بالحزب الوطني الحاكم سابقًا في مصر- المتكررة إلى الولايات المتحدة جدلاً واسعًا في أوساط المعارضة في مصر، والتي كانت تنظر لتلك الزيارات على أنها تمهد لوصوله إلى السلطة، عبر التنسيق مع الإدارة الأمريكية.

لكن الإطاحة بنظام حسني مبارك قبل شهور في ثورة شعبية أحبط تمرير سيناريو التوريث الذي كان مقررًا الشروع فيه مع انتهاء ولاية الرئيس السابق حسني مبارك قبل نهاية هذا العام، وخابت آمال نجله الأصغر (جمال) الذي كان يتهيأ لتسلم السلطة منه، وانتهى به الأمر بالسجن.

وقال الدكتور خالد أبو الفضل، أستاذ القانون الدولي والشريعة، رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة كاليفورنيا الأمريكية، عضو لجنة حرية الأديان الأمريكية السابق إنه علم من مصادر مقربة بوزارة الخارجية الأمريكية، إنه في آخر زيارات جمال مبارك إلى الولايات المتحدة أن اللقاء معه تناول توريثه الحكم، وكانت إدارة باراك أوباما تعلم تأييد إسرائيل له.

وأضاف: لكن أوباما كان مترددًا فنصحه مستشاروه بقبول الفكرة، على أساس أن هذه البلاد (مصر) ليس فيها شعب، ورئيس البلاد هو أهم شخصية بها، وأنه كلما تعرضت أمريكا لمشكلة في المنطقة سيتصلون بجمال، كما كانوا يتصلون بأبيه لحلها .

وكشف أن من الأمور التي ذكرت خلال ذلك الاجتماع الذي لم يحدد تاريخ عقده إنه قيل لجمال (من المسئولين الأمريكيين)، من أن ما لديهم تقارير تشير إلى أنه غير محبوب من المصريين، فأجابهم بالنص بأن ما يهتم به هو رضا الرئيس الأمريكي وإسرائيل، أما الشعب المصري فهو تحت السيطرة .

ولم يكن جمال يتمتع بشعبية في مصر، بالرغم من النفوذ الواسع الذي كان يحظى به والاهتمام الإعلامي بتصريحاته وأنشطته، وكان ينظر إليه على أنه يفتقد الشخصية الكاريزمية ، فضلاً عن سماحه لمجموعة من رجال الأعمال بالسيطرة على الاقتصاد المصري دون المبادرة بتحسين الأوضاع المعيشية لغالبية الشعب المصري، الذي يعاني من ضعف الأجور وانتشار البطالة.

وفسر مراقبون افتقاده الجماهيرية في بلاده بزياراته المتكررة إلى الولايات المتحدة، والتي كان لا يتم الكشف عن بعضها، بغرض الترتيب لوصوله إلى الحكم. لكن الثورة الشعبية أفشلت خططه وأصابت مؤيدي مشروع التوريث بخيبة أمل، بعد أن وجدوا أنفسهم محاصرين بالاتهامات والعزل السياسي.

وبالرغم من أنه كان لا يحمل صفة رسمية، إلا أن الحكومة المصرية كانت تقوم بدفع نفقات زيارات جمال مبارك إلى الولايات المتحدة، كما كشفت وثائق لوزارة العدل الأمريكية، عن طريق السفارة المصرية نفقات ترتيب لقاءاته مع مسئولين أمريكيين في واشنطن، بالرغم من عدم وجود صفة حكومية أو تنفيذية له في الحكومة المصرية في تلك الفترة.

وتفيد الوثيقة الصادرة من وزارة العدل الأمريكية والموجهة إلى الكونجرس أن الحكومة المصرية برئاسة رئيس الوزراء الأسبق احمد نظيف، قامت عن طريق وزارة الخارجية المصرية، برئاسة الوزير السابق أحمد أبو الغيط، بتحمل نفقات لقاءات جمال مبارك بين عامي 2008 و2009 في واشنطن.

وجاء بالنص في الوثيقة، أن سفارة مصر في واشنطن دفعت على الأقل مبلغ 144 ألف دولار في نهاية 2008 وبداية 2009 لشركة لوبي وعلاقات عامة تسمى شركة موفيت جروب وهي جزء من شركة بي إل إم ، ومقرها العاصمة واشنطن، للمساعدة في لقاءات جمال مبارك في الولايات المتحدة